بعد تراجع إنتاجه وارتفاع أسعاره.. زيت الزيتون يزين طعام الأثرياء
شهدت أسعار زيت الزيتون ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة نتيجة زيادة الاستهلاك العالمي، وتراجع إنتاجه في الدول الأكثر تصديرا له ما أثار قلقا واستياء واسعين من مستهلكي هذه المادة الضرورية؛ نظرا لفوائدها الغذائية والصحية.
ويُعدُّ موسم حصاد الزيتون لهذه السّنة الأسوأ بالنسبة إلى المزارعين في إسبانيا وإيطاليا واليونان وهي أكثر دول العالم إنتاجا بسبب سوء أحوال الطقس في هذه البلدان. وأدى ذلك إلى انخفاض الإنتاج العالمي بنسبة 14 في المئة في 2017 مما دفع الكثيرين إلى البحث عن بدائل لهذه المادة في مطابخهم، حتى في الدول التي اشتهرت بالإنتاج الغزير والاستهلاك الواسع.
صدق أو لا تصدق.. عرض طائرة ركاب ضخمة للبيع في الإمارات
ولم تقتصر الزيادة في الأسعار على العملاء الذين يشترون زيت الزيتون للاستهلاك الفردي أو العائلي ولكنهم تأثروا أيضًا في المطاعم في بريطانيا ، على سبيل المثال ، التي استهلكت 60،000 طن من زيت الزيتون في عام 2016 ، لرفع الأسعار أو إيجاد زيوت بديلة في أطباقهم.
ونتيجة لهذا الارتفاع الجنوني فقد تحول زيت الزيتون إلى "مادة فاخرة" لا يقدر عليها إلا الأثرياء وأصبحت تجارته المربحة تستقطب اهتمام عصابات المافيا التي تقوم بالغش في الزيت وهو ما جعله قضية قانونية وجنائية في الدول الأكثر إنتاجا بعدما تدخلت السلطات في العديد من الدول لمتابعة أشخاص يتداولون زيتا مغشوشا.
وأبرز دليل على ذلك ما حدث مؤخرا في إيطاليا بعد فضيحة غش الزيت التي تصدرتها عصابات تعرف بمافيا الزيت حيث كانوا يغشون الزيت ويسوقونه في أوروبا وأميركا على أنه زيت بكر ممتاز.
وقبل شهرين، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالا جاء فيه أن 40 بالمئة فقط من الزيت البكر الممتاز المباع في أميركا أصيل فعلا. وأضاف المقال أن "صناعة" الغش في الزيت تدر ربحا يعادل الربح من الكوكائين، ولكن من دون المخاطر المتعلقة بالصنف الأخير.
وبثت قناة سي بي أس الأمريكية تقريرا عن جهود السلطات الإيطالية لمكافحة تسرب المافيا إلى صناعة زيت الزيتون وتوريدها زيتا مغشوشا إلى الولايات المتحدة.
شاهد| سكان أصغر جزيرة يستخدمون أكبر عملات العالم وزنا
وجاء التقرير بعد نشر كتاب "فضائح عالم زيت الزيتون" الذي يقول فيه الصحفي، توم ساندرز، إن "تجارة زيت الزيتون المغشوش يمنح هامش ربح أكبر من تجارة الكوكايين، وبمخاطر أقل".
وفي البرازيل، أكبر مستورد لزيت الزيتون في العالم، كشفت التحقيقات أن 60 في المئة من 107 علامات زيت الموجودة في السوق لا تتوافر فيها شروط النوعية، وأن أكبر أنواع الغش هو إضافة زيوت أخرى.
وجاء في بيان للمفوضية الأوروبية العام الماضي أن "الغش في زيت الزيتون أصبح من أكثر أعمال الغش انتشارا في الاتحاد الأوروبي".
ولا يقتصر الغش على المجرمين، فقد كشفت التحقيقات الإيطالية في عام 2015 أن 7 من أشهر شركات زيت الزيتون تضلل المستهلكين بمنحهم زيتا أقل جودة من الذي تعلن عنه.
وتواجه السلطات الصينية أيضا تزايدا في أعمال التزوير والغش في السلع.
وجاءت العام الماضي أخبار سعيدة من تونس، التي تعد واحدة من أكبر الدول إنتاجا لزيت الزيتون في العالم، إذ أعلنت زيادة بنسبة 160 في المئة في إنتاجها.
ويتوقع المجلس الدولي لزيت الزيتون ارتفاع الإنتاج العالمي هذه السنة بنسبة 12 في المئة ليصل 2،854 مليون طن.
ولكن هذه الأرقام أقل من متوسط الإنتاج العالمي في الخمسة أعوام الماضية، وهو 2،945 مليون طن. ويعني هذا أن الشركات في الدول الأكثر إنتاجا لا تزال تعاني من قلة الإنتاج.