عيد العمال.. ذكرى أعظم انتصارات الطبقة العاملة من أجل الحصول على حقوقها
تحتفل دول العالم في الأول من مايو من كل عام بيوم عيد العمال، أو العالمي للعمل، أو يوم العمال العالمي، أو عيد العمال، أو عيد العمل أو عيد الشغل، ولا يقتصر هذا اليوم على أوروبا وأمريكا فقط بل امتد لبعض الدول العربية مثل: مصر، الإمارات، سوريا، العراق، الأردن واليمن وبعض الدول الأخرى.
ويعد عيد العمال احتفالا سنويا يقاما في دول عديدة يعطل فيه العمال في كافة المجالات والميادين، ويتوقفون عن ممارسة أعمالهم تقديرًا لقيمة العنصر البشري في مسيرة النمو الاقتصادي والاجتماعي، حيث يتم فيه تكريم الحركة العمالية، والمساهمات التي قدمها العمال، وأدت الى القوة والازدهار والرفاهية الاقتصادية في البلاد.
تعرف على أفضل الشركات الناشئة في الشرق الأوسط
وقد توج هذا اليوم واحداً من أعظم الانتصارات التي تحققت للبشرية عبر الأزمان. لا شك في أن قانون العمل الذي تحدد بـ«8 ساعات»، وحقوق العامل، خصوصاً حمايته من الاستغلال، وضمان بيئة عمل آمنة وصحية، مع حقه في الضمان الاجتماعي، والتأمين ضد التعّطل.
وقد اعتقد كثيرون "خطأً" أن عيد العمال فكرة شيوعية، او أنها تظاهرة عالمية حديثة، وفي الحقيقة بدأت فكرة "يوم العمال" في أستراليا يوم 21 ابريل العام 1856.
ووصلت هذه الفكرة إلى الولايات المتحدة بعد سنين ليكون أول احتفال رسمي بعيد العمال في الولايات المتحدة عام 1882، ثم انتشر الحدث ليصبح عالميا تكريما للعمال وتم تحديد الأول من مايو للاحتفال به كذكرى لإحياء النضال من أجل الثماني ساعات في اليوم وبمرور الزمن أصبح هذا اليوم رمزا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها.
وجرى أول عيد للعمال في الولايات المتحدة في الخامس من سبتمبر العام 1882 في مدينة نيويورك، وفي أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدي الجيش الأمريكي ومارشالات الولايات المتحدة خلال "إضراب بولمان" عام 1894، وضع الرئيس "غروفر كليفلاند" تسويات مصالحة مع حزب العمل باعتباره أولوية سياسية.. لكن خوفا من المزيد من الصراعات، تم تشريع عيد العمال وجعله عطلة وطنية من خلال تمريره إلى "الكونغرس "والموافقة عليه بالإجماع، فقط بعد ستة أيام من انتهاء الإضراب.
في الزمن الراهن، أصبح الأول من مايو احتفالا دوليا للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية. وعلى الرغم من أن الأول من مايو، هو يوم تلقى إلهامه من الولايات المتحدة، فإن الكونغرس الأمريكي قد خصص الأول من مايو كيوم للوفاء عام 1958، نظرا للتقدير الذي حظي به هذا اليوم من قبل الاتحاد السوفياتي.
تبحث عن أفكار لمشاريع صغيرة في دبي؟ إليك الأكثر ميلاً للنجاح
ورغم أنّ بعض الدول تحتفل بعيد العمال في شهر سبتمبر، إلاّ أنّ غالبية دول العالم عممت الأول من مايو كيوم الاحتفال الرسمي بعيد العمال، وأصبح يطبق في نحو107 دول حول العالم، ما يمثل 67 بالمئة على الأقل من سكان العالم.
ومن الدول النادرة التي لا تحتفل بالمناسبة، هولندا وإسرائيل وبعض الدول في الخليج العربي.
أما سيرلانكا وبريطانيا، فتحتفلان بهذا العيد في السابع من مايو، أي في أول اثنين من الشهر نفسه. وفي نيوزيلندا يحتفل بعيد العمل في رابع اثنين من شهر أكتوبر. وتخصص الولايات المتحدة وكندا أول اثنين من شهر سبتمبر لهذا العيد.
وفي اليابان وأفغانستان وإيران وبعض الولايات الهندية، يحتفل بالعيد في أول مايو لكن دون أن يحظى العمال بيوم عطلة بينما الاحتفال يتم بشكل منظم جدا في إيران.
وفي ليتوانيا، يوم العطلة موضوع نقاش وربما يعاد النظر فيه.
ويتم في غالبية الدول الاحتفال بعيد العمال من خلال تظاهرات تنظمها النقابات والأحزاب السياسية بالإضافة إلى تجمعات احتفالية.
لماذا يعد الحفاظ على المواهب أفضل إنجازات الشركات الناجحة ؟
وفي فنلندا، يعتبر هذا العيد يوم احتفالات للطلاب ونزهات للعائلات، في أجواء كرنفال. أما في إيطاليا، فيقام حفل غنائي في روما كل سنة.
وتشكل المناسبة في فرنسا، فرصة لشراء زهور زنبق الوادي. أما النمسا فتحتفل بشجرة مايو.
ولعل الرمز الأكثر تداولا في عيد العمال يبقى الرمز الشيوعي المتمثل في المنجل والمطرقة إضافة إلى اللون الأحمر. ونجد ذلك خاصة في بنغلادش وباكستان وعدد من دول البلقان ومقدونيا وهندوراس.
وبالرغم من أن دولا مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان تحتفل بهذا العيد وتخصص له يوم عطلة رسمية، إلا أن السلطات هناك تحظر تنظيم التظاهرات خلاله. لكن إسطنبول تشهد تنظيم فعالية في ساحة تقسيم الشهيرة، برغم كونها محظورة منذ 2013.