ما الذي يكشفه مكتبك الفوضوي عن شخصيتك ؟
درس علماء النفس وغيرهم من الباحثين في كثير من الأحيان كيفية تأثير السمات الشخصية على الصحة والخيارات المتعلقة بها. وليس من الغريب أن يجدوا أن الناس ينعمون بالضمير الفطري، بمعنى أنهم منظمون ويمكن التنبؤ بأفعالهم، وعادة ما يأكلون بشكل أفضل ويعيشون فترة أطول من الأشخاص الغير منظمين ويميلون إلى امتلاك مكاتب منظمة ونظيفة.
أما الشيء الأقل وضوحاً هو ما إذا كانت البيئات الأنيقة يمكن أن تنتج عادات جيدة حتى مع أولئك الذين لا يمتلكون نفس الأمر بالفطرة. ولمعرفة ذلك، أجرى الباحثون في جامعة مينيسوتا سلسلة من التجارب، وتم نشر نتائجها على الإنترنت الشهر الماضي في العلوم النفسية.
وتسرد جريتشين رينولدز، مؤلفة كتاب نيويورك تايمز الأكثر مبيعًا The First 20 Minutes، في مقالها بالجريدة إنه في التجربة الأولى، قاموا باختيار مجموعة من الطلاب في سن الكليات بشكل عشوائي لقضاء بعض الوقت في المكاتب المجاورة، واحدة من هذه المكاتب كانت رائعة بشكل ملفت للنظر، والأخرى كانت مزدحمة بالأوراق وغيرها من المخلفات المتعلقة بالعمل. وأمضى الطلاب وقتهم في ملء استبيانات لا علاقة لها بالدراسة. وبعد 10 دقائق، تم السماح لهم بالمغادرة وعُرض عليهم تفاحة أو شوكولاتة أثناء خروجهم. وأولئك الطلاب الذين جلسوا في المكتب المنظمة كانوا أكثر عرضة مرتين لاختيار التفاح من أولئك الذين جلسوا في المكاتب الغير منظمة.
ولكن التجربة الثانية أثبتت أن العمل في الفوضى له مزاياه أيضاً. ففي هذه التجربة، تم وضع الطلاب الجامعيين في مكتب غير منظم وغير أنيق وتم مطالبتهم بابتكار استخدامات جديدة لكرات البينغ بونغ. وقد أثبتت التجربة أن أولئك الذين يعيشون في مكاتب فوضويّة قد أنتجوا أفكارًا كانت أكثر إبداعًا بشكل ملحوظ، أكثر من أولئك الذين عملوا في المكاتب والأوراق والأشياء الأخرى منظمة بشكل كبير ومتقن.
وكما تقول كاثلين د فوهس، عالمة السلوك في جامعة مينيسوتا ورئيسة الدراسة، أن النتائج كانت مفاجأة. فبعض الدراسات السابقة أثبتت أن مهارة الابتكار تكون في أفضل حالاتها في المكاتب الغير منتظمة. وتفترض نظرية النوافذ المحطمة، التي تم اقتراحها منذ عقود، أن الفوضى والإهمال الطفيف يمكن أن يشجعان على عدم المبالاة وسوء الانضباط والعدمية. فالفوضى تولد الفوضى.
ولكن في الدراسة التي أجراها الدكتور فووس، وجد أن المكاتب الغير منظمة تشجع على الإبداع والبحث عن الجديد. وفي الجزء الأخير من الدراسة، من الدراسة، تم منح البالغين خيار إضافة " دفعات " صحية إلى عصيرهم وقت الغداء الذي تم تصنيفه إما "جديد" أو "كلاسيكي". وكان المتطوعون في للعمل في الكاتب الغير منظمة أكثر احتمالية لاختيار الإضافات الجديدة اما الذين اختاروا العمل في المكاتب المنظمة عموما اختاروا الإضافات الكلاسيكية.
وقال الدكتور فووس ومساعدته في تأليف كتاب "ما الذي يؤدى لرؤى جديدة" أنه "يبدو أن البيئات غير النظامية هي مصدر إلهام للخروج عن المألوف وعما هو تقليدي".
باستخدام التحليلات التنبؤية.. كيف تتنبأ بالسلوك المستقبلي للعميل؟
كما أن الآثار المترتبة على هذه النتائج هي عملية أيضا. وينصح الدكتور فووس قائلا "إذا كنت تريد التفكير خارج الصندوق" لمشروع مستقبلي، فعليك أن تترك الفوضى ترتفع وأن تطلق لخيالك العنان. ولكن إذا كان هدفك الأساسي هو تناول الطعام بشكل جيد أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فقم بتنظيم مكتبك فقط. ومن خلال القيام بذلك، فيمكن للفوضى أن تحصل على بعض انضباط الضمير بشكل طبيعي.