هل نجحت تطبيقات الرقابة الأبوية في حماية الأبناء من تصفح المواقع غير الأمنة ؟
عشرات التطبيقات التى تم إطلاقها، لتوفر للأباء رقابة محكمة على اطفالهم، عند استخدام الهواتف الذكية أو الحواسب الشخصية، والتى عادة ما تركز على منعهم من الولوج إلي المواقع الإباحية أو غيرها من المواقع المحظورة، من ضمنها تجارة المخدرات أو التطرف الفكري، وكل ما من شأنه أن يهدد حياتهم.
وكشفت إحدي الدراسات الرسمية، أن كافة هذه التطبيقات لا يمكنها إنهاء هذه التخوفات لدي الأباء وإحكام الرقابة الأبوية علي استخدام ابنائهم للإنترنت.
عقبة بين الأباء والأبناء
حيث توصل فريق من جامعة فلوريدا، من خلال دراسة جديدة، إلى أن مثل هذه التطبيقات لا تقدم المأمول منها، فهي في مقابل أنها تمنع المستخدمين الاطفال والمراهقين من الولوج إلى مواقع محددة وتنزيل تطبيقات معينة وأيضا تحدد عدد ساعات التصفح، فهي تتحول إلى عقبة كبيرة في العلاقة بين الأبناء والآباء.
ويكشف الفريق، من خلال استطلاع للرأي أجروه على الإنترنت وشارك فيه 200 من الآباء الذين لديهم ابن واحد يتراوح عمره ما بين 13 عاما إلى 17 عاما، نصف هؤلاء اعترفوا أنهم يستخدمون تطبيقات الرقابة الأبوية لمراقبة أبنائهم عند استخدام هواتفهم الذكية.
فيما كشف الاستطلاع أن هؤلاء الآباء أكثر صرامة ويرفضون ترك هامش الاختيار لأبنائهم ويرفضون تماما فكرة تصفحهم للإنترنت واستخدام التطبيقات دون رقابة منهم.
2.6 مليار حالة اختراق للبيانات حول العالم 2017.. كيف تحمي بياناتك من السرقة ؟
نتائج عكسية
وكانت النتيجة التي خلصت إليها الدراسة، أن الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون هواتف وأجهزة عليها تطبيقات الرقابة الأبوية هم أكثر عرضة لتصفح المواقع الإباحية والصفحات التي تتضمن محتوى جنسي صريح.
هؤلاء الشباب يشعرون أثناء استخدام الهواتف الذكية بالمضايقة ولا يشعرون بارتياح، كما أن ذلك يعطيهم اشارة على أنهم ليسوا محط تقدير وثقة أبنائهم.
لا تتوقف الدراسة عند هذا الحد بل ذهب القائمين عليها إلى متجر جوجل بلاي لمراجعة التعليقات المنشورة من قبل الآباء والأطفال على حوالي 736 من تطبيقات المراقبة الأبوية المتوفرة للتنزيل على أجهزة أندرويد.
حيث أعطى الآباء تلك التطبيقات تقييمات جيدة، بينما الأطفال والمراهقين تعمدوا إلى تقييمها بنجمة واحدة إلى نجمتين في أحسن الأحوال، وكتبوا تعليقات من أنها حولت آباؤهم إلى ملاحقين وأن تلك التطبيقات والسلوك المرافق لها يشكل عليهم ضغط نفسي يمنعهم من حل الواجبات المنزلية.
الانفلات الاخلاقي
دراسة أخرى تمت حول هذا الموضوع خلصت إلى أن تلك التطبيقات بقدر ما تعزز من الرقابة فهي تشجع أكثر على الانفلات الأخلاقي لدى الأطفال والمراهقين الذين يملكون هواتف عليها تلك الأدوات.
بل إنه النتائج واضحة وتسلط الضوء على أن العلاقة بين الآباء والأبناء لا تكون في هذه الحالة جيدة، بل هناك سوء ثقة متبادلة.
نتائج رسمية
ساعدت الدراستان الباحثين في الاستنتاج بأن تطبيقات المراقبة الأبوية المتوفرة حاليًا لا تضمن سلامة الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت. وخلصت إلى أن المراهقين يحتاجون إلى بعض المساحة حتى يتمكنوا من تعلم كيفية تطوير "آليات التعامل" التي ستساعدهم طوال حياتهم.
وتوصي أيضا بأن يتضمن الجيل التالي من تطبيقات الرقابة الأبوية ميزات لإبقاء الوالدين ملتزمين بالتفاعل الايجابي مع أطفالهم، وتعليم المراهقين كيفية التعامل مع مخاطر الإنترنت.
يبدو أن الآباء يضعون الكثير من الثقة في هذه التطبيقات، وتشير الدراسة إلى أنه بدلاً من استخدامها لمعرفة المواقع التي يتصفحها أطفالهم على الإنترنت، يجب أن يشارك أولياء الأمور بشكل أكبر في شرح أضرار بعض المواقع للمراهقين. يجب عليهم في مقابل معرفة مواقع الويب التي يترددون عليها، أن يناقش الآباء معهم الأشياء التي يشاهدونها عبر الإنترنت والتي تؤثر عليهم. وأيضا من المطلوب ومن الحكمة التحدث عن المخاطر التي يمكن أن تواجههم عند استخدام الإنترنت.
تطبيقات الرقابة الأبوية لا تحل المشكلة بل ربما تجعلها تتفاقم بصورة أكبر من السابق، فإن كان الطفل أو المراهق للولوج إلى مواقع ويب اباحية أو لمحتوى سيء آخر فقد يجد في المنع تحفيزا كبيرا له من أجل الدخول إليها، وكلما سنحت له الفرصة من أجل تصفح الإنترنت بدون تلك التطبيقات سيكون هدفه الولوج إلى تلك المواقع.
سناب شات تكشف عن الجيل الثاني من نظاراتها الشمسية Spectacles
ومن المعلوم أن كل ممنوع مرغوب، ومع منع تصفح الإنترنت للمراهقين بطريقة مفتوحة، وفرض الرقابة عليهم، سيلجؤون إلى طرق أخرى للوصول إلى تلك المواقع وهي متعددة وكثيرة منها تصفح الإنترنت من خارج المنزل وفي مقاهي الإنترنت.
ولكي تنجح تطبيقات الرقابة الأبوية سيكون عليها أن تتطور بصورة أفضل من خلال الأخذ بعين الاعتبار توصيات الدراستين والخروج بتطبيقات تعزز من قوة ومتانة علاقة الآباء بأطفالهم وليس العكس.