كيف يقول الموظفين الأكفاء «لا» لمديرهم للحفاظ على مستواهم؟
«كيف يمكنك أن تصبح على درجة عالية من الكفاءة، وتتجنب تشتيت نفسك ؟، هذه مهمة صعبة في ظل ما نميل إليه ونعتقده من فهم خاطئ بأن الكفاءة العالية ترتبط بحجم المشروعات والحفاظ على مبدأ عدم التوقف أبداً، وهذا غالبا ما يؤدى إلى الضغط، والإجهاد، وسوء جودة العمل. إذن، كيف يمكننا أن نكون من ذوى الكفاءة العالية الذين يقدمون عملاً ذو قيمة، دون أن يشعروا بالإرهاق أو الملل؟»
هذا ما قاله د/ مورتن هانسن، أستاذ الإدارة في جامعة كاليفورنيا، والذي تم تكريمه كأحد أفضل مفكري الإدارة فى العالم. وهو المؤلف لأفضل الكتب مبيعاً لنيويورك تايمز "عظيم بالفرصة""Great By Choice"، وكتابه الجديد هو "العظيم في العمل" : كيف يعمل الموظفين الأكفاء أقل وينجزون أكثر".
كيف تخطف انتباه الحاضرين في اجتماعات العمل خلال 60 ثانية فقط؟ (إنفوجراف)
وأجرى كيفين كروسه ، المؤسس المساهم في شركة فوربس، المقابلة مع الدكتور هانسن في برنامج "LEADx Leadership Show"، حيث ناقشنا كتابه الأخير، عن كيفية التحكم في الشغف، والطريقة الصحيحة لقول "لا".
كروسه: من الناحية العملية، ماذا يفعل شخص ما ليقول «لا» لمديره؟
هانسن: إليك النصيحة العملية. لنفترض أنك تعمل على مشروعين ويأتي رئيسك في العمل ويقول : «هل يمكنك أن تأخذ المشروع ثالث؟»، الآن، أنت في ورطة، لأنه إن نفذت الثلاثة مشاريع، فإنك لن تنفذهم كما تريد. فببساطة لا توجد ساعات كافية في اليوم، أليس كذلك؟
الطريقة الجيدة في ذلك الوقت هو إلقاء العبء على المدير، وهذا يعني أن تسأله: «أي مشروع له الأولوية في العمل؟ وماذا يجب أن أفعل أولاً؟».
أنت الآن تطلب من الرئيس أن يضع لك أولوية. وأعتقد أن هذا سؤال عادل لأن مهمة المدير هي تحديد الأولويات، ويتقاضى راتبه مقابل ذلك. وهذا هو سبب أنهم مدراء. فمن العدل تماماً أن يقوموا بذلك.
بالتأكيد سيجيب مديرك الآن، «ألا يمكنك أن تفعل الثلاثة؟» وبعد ذلك يجب عليك أن تقول : «حسناً، إذا كنت تريد مني القيام بعمل ممتاز، فنحن بحاجة إلى تحديد الأولويات بين هؤلاء الثلاثة، ولذلك، فما هو المشروع الأهم ثم المهم؟» وأذكرك مرة أخرى، أنت فقط تلقى العبء على المدير بلطف.
وإليك أهم ما في هذه المحادثة: تأكد من أنك واضح في قولك أنك تريد التركيز على عدد قليل وتحديد الأولويات من أجل القيام بعمل ممتاز وعدم التكاسل.
وانت بحاجة أن تقول شيئًا مثل : «إذا كنت سأفعل الثلاثة، فستكون هناك بعض المشاكل في الجودة، لأننا لا نمتلك الموارد. أنا أريد تحديد الأولويات، لكي يمكنني القيام بعمل استثنائي". أنت تقولها بالتأكيد ومصمم عليها.
كيفين كروسه : في كتابك الجديد «العظيم في العمل: كيف يعمل الموظفين الأكفاء أقل وينجزون أكثر»، تقول اعمل أٌقل وتحكم في الشغف، فماذا تقصد؟
د / مورتن هانسن : "اعمل أٌقل وتحكم في شغفك"، هما عنصرين.
العنصر الأول تحتاجه للتركيز واختيار مجموعة من الأولويات بناءً على مدى أهميتها. فالموظفين الأكفاء الذين قابلتهم كانوا يركزون بشكل كبير على الأولويات، لكن هذا لا يكفى. لأن الأولويات التي تركز عليها بحاجة إلى متابعة. فلا يمكنك العمل بنصف مجهودك فقط لأنها تحتاج لتكثيف الجهد.
والعنصر الثاني هو التحكم في الشغف، يمكن أن تكون جيد جداً في تحديد أولوياتك وتسخير كل الموارد المتاحة وتكون على قدر عالى من الاهتمام بأدق التفاصيل، ولكنك تحتاج تكريس نفسك لإنجاز تلك الأولويات، وهذا ما أعنيه بالشغف.
كروسه: هل سيساعد هذا في تحقيق هدفي أم لا؟.. وإذا كانت الإجابة نعم، كان بها؟ وإذا كانت لا، فلا أفعلها؟
هانسن: بالضبط، يجب أن يكون لديك مجموعة أولويات واضحة. فإذا كنت تريد التركيز، فيجب أن تكون قادرًا على قول «لا».. فأنا أعتقد أن القدرة على قول «لا» هي واحدة من أهم المهارات المهنية التي يجب أن يتحلى بها الناس.
ما هي أفضل إجابة لسؤال «ما الراتب الذي تتوقعه» في مقابلة العمل؟
وأود القول، أن كثير من الناس المتطلعة للتقدم فى بداية حياتهم المهنية يعتقدون، بما فيهم أنا عندما بدأت عملي، أن أفضل طريقة للترقي للدرجات الوظيفية الأعلى هي أن تقول «نعم». فتترجى رئيسك في العمل، وتترجى زملائك في الجامعة، وتترجى من هم أكبر منك في الدرجة الوظيفية.
وكلما قلت نعم، كلما سيقولون «حسنا، أنت ضمن الفريق» ومن ثم تحصل على ترقية. هذه استراتيجية خطيرة للغاية، لأنك إن أكثرت من قول «نعم»، ستعود عليك بالأذى، لأنك في مرحلة ما ستشتت نفسك، وهذا يعنى سوء جودة عملك، ثم يبدأ الناس بملاحظة ذلك.
من خلال تطبيق منهج هانسن المدعوم بالبيانات في تحقيق نتائج عالية، فمن المرجح أن تؤدى أداءً أعلى وأن تظل فى قمة الأداء على المدى الطويل.