«جيفنشي».. أيقونة الموضة التي لن تنتهي صيحتها
رحل مصمم الأزياء الفرنسي الشهير أوبير دو جيفنشي، بعد أن حفر اسمه بحروف من ذهب فى عالم تصميم الأزياء، كواحد من أبرز الأسماء العالمية التي تمكنت من التفرد في عالم الموضة لعقود طويلة تاركاً وراءه تاريخ طويل في مجال تصميم الأزياء الفرنسية الراقية.
حيث أعلن رفيقه المصمم فيليب فينيه، منذ أيام قليلة عن وفاة «جيفنشي» عن عمر ناهز 91 عاما، ليخمد بذلك نور أحد أبرز مبدعي العصر الذهبي للأزياء الراقية الفرنسية، والذي صمم أجمل ملابس الممثلة البريطانية الراحلة أودري هوبيرن.
وقال «فيليب» في بيان إعلان الوفاة :«توفي السيد دو جيفنشي في فراشه يوم السبت، الموافق العاشر من أذار/ مارس عام 2018. ويشارك كل أبناء وبنات أخوته وأبنائهم في ألم فقدانه.. وجنازته ستتم في مراسم شديدة الحميمية».
شاهد| الرئيس التنفيذي لدار «بريتلينغ» يعرض رؤيته الجديدة للفخامة حول العالم
حياته
ولد جيفنشى عام 1927، وبعد ذلك بثلاث سنوات توفي والده لتقوم والدته وجدته بتربيته، ليكتسب منهما على مر السنوات الحس الإبداعي الموهبة الفنية والمعرفة الواسعة بالأقمشة، وهذا ما دفعه للالتحاق بعالم التصميم في باريس للبحث عن فرصة للانطلاق في هذا المجال بعمر السابعة عشر.
تمكن جيفنشي من الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة Ecole des Beaux Arts في عام 1944، ليحصد بعدها بعام واحد نتيجة جهده في بالحصول على أول فرصة عمل مع الخياط Jacques Fath.
عام 1952، خرجت دار جيفنشي للنور، هذه الدار التى أطلقت تصاميم ما تزال حتى الآن مشهورة ومنها قمصان Bettina التي سميّت تيمناً بعارضة الأزياء الشهيرة آنذالك Bettina Graziani، وبعد سنتين من إطلاق دار جيفينشي، تمكن جيفينشي من إطلاق أوّل خطّ للأزياء الجاهزة وكان ذلك عام 1954، تلقى العالم خبر وفاته صباح اليوم، بعد أن وضع لمساته الخاصة على تصميمات عالمية ارتداها أشهر الفنانين والشخصيات العالمية.
مستوحاة من أجواء سبعينيّات.. «توم فورد» يكشف عن مجموعته لخريف وشتاء 2018
بدايته
أطلق جيفنشي أولى تصميماته في عام 1952 بأحدث مجموعة تشكلت من التنورة والبلوزة السادة، وبعدها ذاع صيته في فرنسا لتتهافت عليه أكبر المحلات التجارية المتخصصة في الموضة والأزياء، ووصلت شهرته إلى كتابة مجلة «نيويورك تايمز» تقريراً عن قصة نجاحه بعنوان «ولادة نجم جديد».
ولم يكتفي جيفنشي بالتألق في عالم الأزياء النسائي، ففي سبعينيات القرن الماضي، أطلق أول خطوطة للموضة الرجالي، مستعيناً بـ «كريستوبال بالينسياج»، الذي ساعده على الحفاظ على تطور الموضة التي يقدمها، وبدأت دار أزياء جيفينشى فى تلك الفترة من الدخول فى عالم الأحذية والمجوهرات.
وفي نهاية السبعينيات، تم اختياره كشخصية العام عن طريق العديد من المجلات المتخصصة فى الموضة، وهو ما جعل نجمه يسطع فى سماء عالم التصميم والموضة والاكسسوارات والمجوهرات وكل ما يخص الأزياء والموضة، كانت له لمساته الخاصة، وتصميماته التى لا يتشابه معها أى بيت أزياء آخر.
عام 1988 اشترك جيفينشى في lvmh وهو الاشتراك الذى يعتبر نقله كبيرة وبمثابة تغير فى مسار الماركة، بعد سنوات قليلة وتحديدًا عام 1995 ترك جيفينشى الشركة، لتبدأ بعدها «دار أزياء جيفينشي» إحداث طفرة حقيقية في عالم الأزياء حيث شاركت الدار في المحافل العالمية، كما حرصت النجمات العالميات على الظهور بتصميماته الأنيقة.
لأول مرة في التاريخ..ماركة ساعات فاخرة تعلن عن خطها للساعات المستعملة !
دخول علم التحف الفنية والمفروشات الأثرية
بعد ان ارتبط اسم المصمم جيفنشي بعالم الأزياء والعطور، ارتبطت أيضاً شهرته بنوع آخر من الأناقة والجمال وهو عالم التحف الفنية والمفروشات الأثرية التي قام بشرائها وتجميعها عبر السنوات.
وأقام جيفنشي مزاداً علنياً في إحدى المرات لمجموعته الغنية ليحقق منها أرباحاً وصلت إلى 20 مليون دولار، فقرر بعدها فتح الأبواب السحرية لمنزله الفخم القائم في حي غروفيل في قلب العاصمة الفرنسية ليكشف عن أغنى وأفخم القطع والتحف الأثرية التي اقتناها بنفسه.
وحين تدخل مبنى القصر الفخم تشعر وكأنك تدخل متحفاً غنياً بأجمل وأندر قطع المفروشات، لوحات فنية لأشهر الرسامين مثل بيكاسو، موزعة بشكل غريب ولكن منسجم، بحيث تجد كراسي ذات طابع عصري إلى جانب طاولة تعود إلى عصر لويس السادس عشر.
رحلة من العطاء
استمرت رحلة عطاء جيفنشي على مدى أربعين عاماً، ترك من خلالها بصمة لاتنسى في عالم الأناقة. فقد أسس واحدة من أكبر دور الأزياء في باريس خلال حقبة الخمسينات قبل أن يتجه إلى نيويورك لتأسيس إمبراطورية أعمال باعها في عام 1988 إلى مجموعة LVMH.
رئيس LVMH برنارد أرنو قال عن جيفينشي: "لقد أعطى داره مكانة خاصة. من خلال الفساتين الطويلة وثياب النوم المرموقة، وجمع أوبير دي جيفنشي صفات نادرة، فقد كان مبدعا وخالدا".