السعادة في العمل.. إنتاجية أفضل وربحية أكبر
بما أنّ معظمنا يقضي قسطاً كبيراً من حياته في العمل، فإنّ السعادة في هذا العمل تلعب دوراً أساسياً في الأداء والإنتاجية، إذ إن السعادة في مكان العمل تعني إنتاجية أفضل وربحية أكبر. وتبين الأبحاث أن السعداء يكسبون مالاً أكثر، ويتمتعون بصحة أفضل، ويقضون أياماً أقل خارج العمل بداعي المرض، وهم أكثر إبداعاً في حل المشاكل.
تطوير الموظف وترقيته وقدرته
ومهما يكن نوع العمل، ثمة عدة أمور بإمكانها زيادة السعادة فيه أولها أنه يجب على الشركات والموظفين الاهتمام بجانب رأس المال البشري بطرق مختلفة عن الأساليب التقليدية، مما يضمن تطوير الموظف وترقيته وقدرته على التأقلم مع وظائف تستدعي مهارات جديدة.
ولأن عملك يؤمن إلى جانب ما هو واضح من كسب مادي، شعورا بإنجاز هدف في الحياة ومكانة اجتماعية وتفاعل بشري وتنظيم للحياة اليومية وفق برنامج ناظم لكل يوم، فإن العاطلين عن العمل لأكثر من عدة شهور يشعرون ببؤس حقيقي وتعاسة مريرة، فما يخسرونه يتعدى مصدر الدخل.
وتعد القيمة الإجمالية لمكاسبك المستقبلية من العمل سواء كنت تحبه أو تشعر بالرضا من أنشطة تقوم بها خارجه أصولا ذات قيمة عالية، وهي رأس مالك البشري الذي يحتسب ضمن مواردك مثل وقتك وطاقتك ومعارفك ومهاراتك وصحتك وعلاقاتك. فلو خسرت وظيفتك فلن تخسر موارد رأس مالك التي تزيد من قدراتك على العثور على وظيفة أخرى وتعاود الوقوف بقوة أكبر بعد كبوة التوقف عن العمل لذلك فإن أفضل استثمار يمكنك الاعتماد عليه خاصة إذا كنت في مرحلة الشباب هو الاستثمار برأس مالك البشري، وعليه لابد أن يكون قضاء الوقت وإنفاق المال على تحسين قابلية التوظيف لديك ورفع دخلك على رأس قائمة مهامك في التخطيط المالي. فذلك سيرفع من رأس مالك البشري ويحصنك من زحف الروبوتات والأتمتة والبرامج التقنية.
«إنفور» تطرح حلولاً جديدة لمساعدة الشركات على الارتقاء بتجارب التسوق متعددة القنوات
الادخار والاستثمار
ويعزى عدم تمكن الكثير من الناس من تحويل ما يكفي من رأس المال البشري إلى رأس المال النقدي إلى أن حيل التسويق انطلت عليهم وظنوا أنهم قادرون على الادخار والاستثمار في وقت لاحق.
ومن هنا تكمن فائدة تقييد الإنفاق على نمط حياتك في أنك لن تحتاج للكثير لتحافظ على مستوى معيشتك عند التوقف عن العمل في نهاية المطاف مثل التقاعد. فحين لا تعتاد على الرفاهية والعديد من نفقات الترفيه المكلفة، فلن تفتقدها، ولو كانت صحتك جيدة فستقوم بأعمال تحبها مع تأمين صداقات شخصية وعلاقات وثيقة ووقتها ستستمتع بحياتك وطول العمر فإما أن تقوم بعمل تحبه لأنه يشعرك بالسعادة وتقيد نفقاتك أو تضيع بحثا عن سراب السعادة، والخيار لك.
مواكبة الرواتب للتضخم
وللتأكيد على العلاقة المحيرة للنقود بالنسبة للسعادة، هناك مثلا زيادة الراتب، فهي ستجعلنا سعداء، ولكن بشروط، فزيادة الراتب يجب أن يكون لها مغزى وأن تكون منتظمة كي يدوم مفعولها القوي في الشعور بالسعادة، وبالتالي تنخفض الروح المعنوية لدى الموظفين بسبب عدم مواكبة الرواتب للتضخم.
وتبين البحوث العالمية أن أسعد الناس يميلون إلى العمل ما بين 35 و 44 ساعة في الأسبوع في وظيفة تناسب تماما نوعية شخصية كل فرد فلو عملت بمنصب مدير الاستثمار لساعات طويلة وحتى المساء وخلال عطلات نهاية الأسبوع، فذلك لن يفيد شعورك بالسعادة في حال كانت شخصيتك تفضل أسلوب العمل الروتيني المنتظم لتأدية المهام المألوفة ضمن ساعات العمل المعقولة. فقد تظن أن كسب المزيد من المال سيشعرك بالسعادة لكن ذلك أقرب إلى السراب.