بالأرقام.. تعرف على حجم سوق الهواتف الذكية في السعودية
يشهد سوق الهواتف الذكية في السعودية نموًّا كبيرا، حيث تعد المملكة من أوائل الدول عالمياً من حيث استخدام الهواتف الذكية، حيث يتميز السوق السعودي بشغفه بالهواتف الأكثر تميزاً بين الهواتف الحديثة، وذلك بفضل دعم القيادة السعودية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذي شهد تطورات كبيرة في السنوات القليلة الماضية تمثلت في زيادة قدرته التنافسية عبر تحرير أسواق الخدمات وفتح باب المنافسة، وتطوير السياسات التنظيمية والتشريعات، واتساع أسواق خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات.
«شرطة بلا أفراد».. مشروع دبي الجديد لتحقيق الأمن بالتكنولوجية (فيديو)
المملكة من أعلى دول العالم
ويعتبر سوق الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي من أكبر أسواق الاتصالات وتقنية المعلومات في الشرق الأوسط، إذ بلغ حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات نحو 35 مليار دولار خلال عام 2016 بمعدل نمو يقدر بنحو 8% عن عام 2015 متوقعاً نمو حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 36.8 مليار دولار بنهاية عام 2017.
بالإضافة إلى أن المملكة من أعلى دول العالم في معدل نمو انتشار استخدام الهواتف المتنقلة على مستوى السكان، وفقاً لتقارير وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في الاتصالات، وكذلك في انتشار خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات المتنقلة، وفي معدل نمو انتشار استخدام الهواتف الذكية، إلى جانب أن 95% من مستخدمي الإنترنت في المملكة لديهم حساب واحد على الأقل في منصات التواصل الاجتماعي 80% منهم يشاركون بشكل فعال.
ترانسفورم مي.. كيف يغير هذا التطبيق حياتك نحو الأفضل ؟ (فيديو)
ارتفاع في عدد المستخدمين
وتتزامن هذه الأرقام مع مؤشرات متعاقبة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية في تقاريرها الربعية عن أداء قطاع الاتصالات في السعودية بملاحظة زيادة في حركة البيانات عبر الأجهزة الذكية المدعومة بتغطية واسعة من شبكات الجيلَيْن الثالث والرابع في مختلف مناطق السعودية، خصوصاً مع توافر باقات تلائم شرائح متعددة من المستخدمين.
وفي المقابل، أدى الانتشار المتزايد لأجهزة الهواتف الذكية المتنقلة إلى ارتفاع في عدد المستخدمين بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نحو 30 مليون جهاز ذكي في السعودية، وهو ما يمثل نسبة انتشار تقدر بـ 110 % على مستوى السكان، وهي ثاني نسبة أكبر انتشار على مستوى العالم.
وشكّل عنصر التوافر نقطة القوة الأهم وذلك نتيجة معدل انتشار الهاتف المحمول المرتفع (المرتبة الأولى في الدليل)، حيث ساعد على نمو الطلب تطور استخدامات الهاتف الذكي بشكل هائل ليتحول من وسيلة اتصال بسيطة إلى جهاز يعكس شخصية الفرد ورغباته، حيث أصبح أحد ضرورات الحياة التي تفيد الشخص وسوق الخدمات على السواء.
السعوديون يتصدرون الشعوب
وعطفا على ما سبق، كشفت دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أوتوكاد)، أن السعودية تأتي في المرتبة الأولى لقائمة الدول الأكثر استخداما للهواتف الذكية في العالم والتي بلغ نسبة انتشار الهواتف الذكية بها إلى 118% لتحتل بذلك صدارة البلدان والشعوب المستخدمة للهواتف الذكية في العالم، وتوقعت الدراسة أيضًا أن يصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية إلى 5 مليارات شخص بنهاية هذا العام الحالي.
وقالت المنظمة إن امتلاك الهواتف المحمولة في المملكة ينتشر وبشكل كبير بين المراهقين والأطفال الذين تصل أعمارهم إلى تسع سنوات، وما يدعم ويعزز هذا الارتفاع في الطلب بشكل أساسي هو انتشار استخدام الإنترنت في المجتمع السعودي، وأضافت “يوجد في السعودية 180 هاتف ذكي لكل مائة شخص”، وتعد هذه النسبة هي الأعلى وبفارق كبير مقارنة بباقي دول الخليج العربي التي حلت هي الأخرى في مراكز متقدمة.
وفي تعليق له على هذه الدراسة، قال الخبير العربي سالم العنزي مدير عام شركة القنوات المتنقلة إن المملكة سجلت خلال السنوات الخمس الممتدة ما بين 2005 و2010 نسبة ارتفاع عالية تضاعفت خلالها ثلاث مرات، علماً بأن نسبتها في العام 2005 لم تتجاوز 59%.
إقبال متزايد
وأضاف العنزي: "من الملفت أن الدول الخليجية جاء ترتيبها في المراتب العشر الأولى عالمياً، ولعل هذا يعود إلى الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها منطقة الخليج العربي والقدرة الشرائية العالية لمواطنيها فضلاً عن كثرة الجاليات الأجنبية العاملة فيها والتي تحتاج دوماً للتواصل مع أرباب العمل والأهل".
وتوقع العنزي أن تشهد تطبيقات الهواتف الذكية التي يقدر حجم سوقها بحوالي 12 بليون دولار إقبالاً متزايداً خلال السنوات القليلة المقبلة، يدعمها في ذلك انتشار الهواتف الذكية المدعومة شبكات الجيلين الثالث والرابع في ظل تراجع أسعارها ودخول شبكات اتصالات عريضة النطاق تعمل على إتاحة استعراض التطبيقات وتحميلها بسرعة عالية.
مواكبة التطورات المتلاحقة
من جهته قال إيدي جون رئيس شركة ال جي السعودية "نهدف دائماً إلى تلبية حاجات عملائنا من مستخدمي الهواتف الذكية، وتوفير أفضل معايير الجودة، كما أننا السباقون في تطوير التقنية وتقديم كل جديد من أجل تسهيل حياة مستخدمي هواتفنا فالهاتف الذكي اليوم عالم متكامل ومتداخل ما بين التعليم والترفيه والتواصل، فقد أصبحت الشاشات بقياسات نسبية لتلبية حاجة المغردين عبر تويتر، كما أصبح الهاتف الذكي قارئًا للكتب وتلفازًا ومستعرض صور، وهو ما يستدعي التطوير، بما يمنح المستخدم راحة أكثر في الاطلاع و التصفح والمتابعة".
تعرف على عدد اشتراكات خدمات الاتصالات في الإمارات بنهاية 2017
وأشار إلى أن تشكيلة هواتف إل جي الذكية والمتطورة باتت تضع الفوائد الكاملة للتقنيات الذكية في متناول المستخدمين، ما يجعل من السهل لهم استخدام هواتفهم بعدة طرق إبداعية متنوعة على المستوى الشخصي مضيفا أنه من الواجب والضرورة مواكبة التطورات المتلاحقة في صناعة الهواتف الذكية التي بات بعضها يستخدم تقنيات تتبع حركة العين لتصفح الإنترنت أو استعراض الصور بمجرد الإشارة الهوائية باليد. وأن التقدم الكبير في مجال الهواتف الذكية يتطلب الالتفات إلى العديد من الجوانب الهامة، كون الهاتف الذكي الرفيق الدائم لحياتنا اليومية.
توفير احتياجات جيل الألفية
بدوره كشف نائب الرئيس لعلامة هونر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا كريس سان بايغونغ عن تصاعد نمو حصتها السوقية للهواتف الذكية خلال العام الماضي 2017 للمرة الأولى منذ دخولها السوق السعودية في عام 2015، نظرا للطلب المستمر على منتجاتها التي تحمل اسم العلامة الإلكترونية "هونر" أو مجموعة هواتف X.
وأرجع بايغونغ ارتفاع الطلب على منتجاتهم في ظل المنافسة مع العلامات الإلكترونية المختلفة للهواتف الذكية إلى تركيزهم على تلبية متطلبات الأسواق الجديدة عبر توفير احتياجات جيل الألفية الذي لم يدركها من قبل.
الهواتف الأكثر شعبية بالسوق السعودي
ضمت قائمة الهواتف الأكثر شعبية بالسوق السعودي لعام 2017 هواتف آيفون إكس الذي جاء بشاشة أكبر من سابقه، كما لاقى هاتف iPhone 8 رواجاً جيداً بعد الإعلان عن مواصفاته التي تميزت بدعمه للمقاومة للماء، وتزويده بنظام المعالجة الجديد A11 سداسي النوى، بالإضافة لدعمه لخاصية الواقع المعزز، كما حاز هاتف iPhone 8 Plus بسبب زيادة حجمه أيضا، فجاء الأول بشاشة 4.7 بوصة، بينما جاء الثاني بشاشة 5.5 بوصة.
ولم يتوقف إعجاب المستخدم السعودي لهواتف آيفون الجديدة، فبمجرد طرح هاتف iPhone X توجهت أنظار محبي هواتف آيفون نحوه، فقد تميز بدعمه لخاصية التعرف على الوجوه والتي جاءت بديله لمستشعر البصمة، كما تميز بشاشته الكبيرة بعد حذف الزر الرئيسي بالشاشة، وتمز أيضاً بدعمه لأحد أنواع معالجة الهواتف من آيفون Apple A11 Bionic، بالإضافة لعدد ضخم من المميزات الحصرية للهاتف.
سامسونج تضع بصمتها
إضافة إلى هواتف آيفون وجدت هواتف سامسونج شعبية كبيرة وتمكنت بالفعل من وضع بصمتها في السوق السعودي، فنالت بعض إصداراتها شعبية كبيرة، وجاء هاتف Samsung Galaxy S8 ، وهاتف Samsung Galaxy S8 Plus كأبرز الهواتف الأكثر شعبية بالسوق السعودي.
وعلى قائمة أفضل إصداراتها جاء هاتف Samsung Galaxy Note 8 الذي حاز على إعجاب المستخدمين من محبي الهواتف اللوحية، فشاشة الهاتف جاءت بحجم 6.3 بوصة، ودعم الهاتف عدد كبير من المميزات أهمها أنه دعم من أحدث وأقوى أنواع معالجة الهواتف فيعمل بمعالج ثماني النوى Exynos 8895.
وجاءت النسبة الأكبر من مبيعات الهواتف بالسعودية في النصف الثاني من عام 2017 من نصيب هواتف هواوي، فتمكنت هواتفها الأخيرة من المنافسة في قائمة الهواتف الأكثر شعبية بالسوق السعودي فهاتف هواوي ميت 10 HUAWEI Mate 10 حاز على إعجاب المستخدمين، وجاء النسخة المطورة منه هواوي ميت 10 برو HUAWEI Mate 10 Pro ليحقق مبيعات أكبر.
نمو مطرد
هذا ومن المتوقع أن يشهد سوق الهواتف الذكية العالمية نموا مطردا في السنوات القليلة المقبلة، عطفا على ما شهدته تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من ثورة كبيرة لدرجة أن عدد مستخدمي الانترنت حول العالم تضاعف نحو 8 مرات في وقت أصبحت فيه الشبكة العنكبوتية بنية تحتية أساسية في الحياة الاجتماعية والعملية للناس. فيما زادت نسبة مستخدمي الانترنت حول العالم زادت أيضا بين العام 2000 والعام الحالي، بنحو سبع مرات من 6.5 % الى 43 % من مجموع سكان العالم.
وساعد على نمو الطلب تطور استخدامات الهاتف الذكي بشكل هائل، ليتحول من وسيلة اتصال بسيطة إلى جهاز يعكس شخصية الفرد ورغباته، حيث أصبح أحد ضرورات الحياة التي تفيد الشخص وسوق الخدمات على السواء، وتشهد منطقة الشرق الأوسط نموًا في مبيعات العلامات التجارية المختلفة للهواتف الذكية، وبات العملاء لا يكتفون بالاهتمام بسعة البطارية ودقة الكاميرا ومساحة التخزين فقط، بل يبحثون عن أحدث التقنيات وأكثر الأجهزة المبتكرة التي يمكنهم الحصول عليها.
تطورات مستمرة
ومع الإقبال الشديد للجيل الرقمي على التكنولوجيا وخصوصًا بدول الخليج العربية، والتطورات المستمرة في شريحة السكان في سن العمل الذي شهد نموًا ملموسًا خلال السنوات الـ15 الماضية، والتطورات الحاصلة في هذه الشريحة، فإن الهواتف الذكية لم تعد تقتصر على دورها الترفيهية أو مكانتها كوسائل للاتصال، بل إنها صارت أقرب إلى مساعد شخصي رفيع الأداء والكفاءة، إلى جانب تصميم أنيق وسعر يحقق قيمة مضافة.
وتشير توقعات آي دي سي للإنفاق إلى ارتفاع إيرادات الأنظمة العقلية والذكاء الاصطناعي حول العالم إلى 47 مليار دولار أمريكي في عام 2020، مما يعني أن العلامات التجارية العاملة إذا أرادت أن تصمد في مجال الهواتف الذكية في ظل هذه التطورات المتسارعة عليها أن تتوقع احتياجات المستخدم وأن تلبيها فورا، حيث أن الأمر لم يعد مرتبطاً بتلبية الطلب السوقي البسيط.