إنفوجراف| كيف يتعامل أصحاب الأعمال مع ندرة الموظفين الأكفاء؟
الأزمات والصعوبات في عالم المال والأعمال لم ولن تنتهي فالتحديات الصعبة دائماً ما تواجه جميع المؤسسات والكيانات الاقتصادية بمختلف أنواعها ومجالاتها .
ومن بين أحد أشرس تلك التحديات التي قد تعصف بوضع الشركات الاقتصادي والمالي هو غياب الموظفين الأكفاء الذين يمثلون التروس الحقيقية لصعود الشركة نحو سُلم النجاح وهم شركاء النجاح الذين تحتاجهم المؤسسات لسد احتياجاتهم من العناصر البشرية دخل الإدارات والأقسام المختلفة .
والحقيقة أن مشكلة غياب الكفاءات الوظيفية مشكلة قديمة بدأت في التوسع وأخذ منحنيات شديدة الخطورة بلغت ذروتها هذا العام حيث أعلنت العديد من التقارير بحسب موقع inc.com و التي اهتمت بإجراء استطلاع على 42.000 من أصحاب الأعمال أن 40% منهم يواجهون صعوبة حقيقية في إيجاد واختيار الموظفين في ظل معاناة سوق العمل من نقص حاد وواضح من الكفاءات والخبرات العملية .
وبالقليل من البحث والتدقيق في تلك المشكلة الخطيرة التي أصحبت ظاهرة عالمية تهدد أصحاب الأعمال والمجال الاقتصادي في جميع أنحاء العالم ظهرت العديد من الأسباب التي فسرت توحش تلك الظاهرة إلى أسوأ مراحلها منذ عام 2007 ..ومن أهمها :
1- عدم توفر المتقدمين للوظائف ونقصان العامل البشري
2- نقص الخبرة العملية لدى الأغلبية العظمى للراغبين في الحصول على الوظائف .
3- نقص المهارات الصعبة والتي يُطلق عليها الـ Hard Skills وهي المهارات التي تتعلق بأداء المهام الوظيفية نفسها وليس لها علاقة بالتعامل مع الأشخاص المحيطين في بيئة العمل
4- طلب أجور مبالغ فيها لا تتناسب مع طبيعة الوظيفة أو حجم الخبرة والكفاءة التي يتمتع المتقدمين
5- نقص المهارات الناعمة أو الـ Soft Skills وهي المهارات التي ترتبط بخبرات الموظف الحياتية في التعامل مع الاَخرين مثل امتلاكه لمهارات التواصل وموهبة اتخاذ القرارات والقدرة على الاندماج مع الفريق وحسن إدارة الوقت واستغلاله وبالتأكيد تمتعه بالإبداع وشجاعة تحمل المسؤولية .
«بيتكوين» والعملات الرقمية.. مستقبل مبهر أم فخ نصبه القراصنة ! (فيديو)
وفي تقرير اقتصادي عن مدى أهمية الخبرة العملية للموظفين بالنسبة لمسؤولي التوظيف نُشر عام 2017 قامت به مؤسسة Deloitte العملاقة في مجال خدمات التدقيق والاستشارات والضرائب والاستشارات الرائدة في مجال صناعة السيارات بأن 80% من المسؤولين داخل إدارات التوظيف المختلفة في الشركات والكيانات الاقتصادية يعتبرون الخبرة شرط أساسي لا غنى عنه وغير قابل للنقاش بينما رأى 42% بأن الخبرة مهمة .
ورأت نسبة 38% بأن الخبرة ليست العامل الحاسم الوحيد بينما رأى 22% بأن خبرة الموظف وتقويتها أمر سوف يكتسبه الموظف داخل أروقة وإدارات الشركة المختلفة .
وفي ظل تلك الصعوبة الصعبة التي يعاني منها سوق العمل والتوظيف على الصعيد العالمي وليس على المستوى المحلي بسبب ندرة واختفاء أصحاب الكفاءات من الموظفين فإن تقرير مؤسسة Deloitte أوضح 3 حلول تعد بمثابة الدليل وخارطة الطريق للكيانات الاقتصادية من أجل التغلب على غياب القامات المحترفة لتوظيفها ..ومن أهم تلك الحلول :-
1- التعاطف
للمشاعر دور كبير أيضاً في عالم الأعمال ففي ظل أزمة التوظيف الطاحنة التي تعاني منها معظم الشركات في الوقت الحالي وذلك بوضع مسؤولي التوظيف أنفسهم قليلاً في موضع المتقدم على الوظيفة الجالس أمامهم فإن كان يتمتع بخبرات جيدة ولديه القابلية على التعلم ولكن تنقصه بعض المهارات فلا بأس من التجربة .
كما أن توفير الجو النفسي الميز للمتقدم على الوظيفة وتلطيف الأجواء عن طريق التماس بعض الأعذار في التوتر الذي يظهر على المتقدم الجديد على الوظيفة والتغاضي عن الأخطاء البسيطة من الأمور المهمة التي تتيح للموظفين المحتملين رؤية أنفسهم داخل الشركة والعمل بإخلاص والتمسك بالفرصة من أجل أن يصبحوا جزء كيان المؤسسة.
2- التجربة خير برهان
يجب أن يتم التخلي عن الصورة النمطية في اختيار الموظف المناسب للشركة والتحلي بالجرأة في التجربة ومنح الفرص للشخص الذي يظهر ذكاء وقدرة على التعلم ويمتلك مهارات اجتماعية في التواصل مع الاَخرين واتخاذ القرارات بشكل قوي .
وعلى الرغم من أن الخروج عن الصورة النمطية لاختيار الموظف أمر جيد وقد يحل مشكلة ندرة الكفاءات من العنصر البشري إلا أنها تلك الخطوة قد تحتوي على معدة مخاطر التي يمكنك التعامل معها والتغلب عليها من خلال عدة خطوات مهمة وهي :-
- تطوير مهارات الموظفين الجدد ومنحهم خبرات تتماشى مع قيم الشركة واتجاهاتها
- لا يمكنك تحسين ما لا يمكنك قياسه لذلك يجب عليك متابعة أداء الموظفين الجدد بشكل مكثف وعن كثب حتى تكتشف مواطن القوة والضعف لكل موظف وتحكم على اختياراتك
- تحديد الأولويات والأهداف التي تم تعيين الموظفين الجدد من أجلها ومعرفة مدى النجاح الذي حققه هؤلاء الموظفين من أهداف ومهام وظيفية .
- إيضاح مدى أهمية وقوة العلامة التجارية للشركة وإنجازاتها ووضعها الاقتصادي وأهم نقاط قوتها لدى الموظفين جدد طوال فترة اختبارهم .
3- التوقع الصحيح
أو محاولة التنبؤ بالمشاكل والصعوبات التي يمكن أن تواجهها الشركة في مختلف المجالات ووضع مجموعة من الحلول لأي مشكلة بما في ذلك صعوبة الحصول على موظفين أكفاء وأصحاب خبرات للمحافظة على مكانة الشركة ومنحها خبراتهم الهامة للحفاظ على قوتها الاقتصادية وتدعيمها .