من هو الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي؟ .. شخصية عدد مجلة «الرجل» الجديد
تشهد تونس اليوم مرحلة تاريخية، حيث تراهن تونس على تعزيز وتمكين فئة الشباب فيها بعد احداث شهدتها البلاد واعادت زمام المبادرة، ويبرز الرئيس الباجي قائد السبسي كشخصية تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب بالرغم من دخوله العقد التاسع من العمر.
فهو يؤكد في كل مناسبة على تفعيل دور الشباب في بلاده وتوجيه الاهتمام إليهم، ويبادرهم دائما بالقول "زعيم الثورة الحقيقي هم شباب المناطق الداخلية، الذين قاموا بالثورة دون أي تأطير أو زعامة أو مساندة خارجية"، وفيما يلي نتعرف أكثر علي نشأة وشخصية الرئيس التونسي..
من هو الباجي قائد السبسي؟
ولد الباجي قائد السبسي في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 1926 في "سيدي بوسعيد" احد الاحياء القديمة في العاصمة تونس، لأسرة من الطبقة الفقيرة، كان والده مزارع توفي وهو في سن التاسعة من العمر.
«المحارب العربي» أول فيلم أمريكي سعودي ناطق بالعربية (فيديو)
تلقى تعليمه بالمدرسة الصادقية في تونس، ثم انتقل إلى فرنسا في 1948 ودرس المحاماة وتخرج من جامعة السوربون، ثم عاد إلى تونس عام 1952 ليمارس المحاماة، إلى أن اختاره رئيس تونس الحبيب بورقيبة ليكون مستشارا له عام 1956 إثر استقلال تونس.
تدرج في المناصب أثناء تولي الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة مقاليد الحكم في تونس، فمن مستشار للرئيس إلى إدارة الأمن الوطني ثم وزيرا للداخلية عام 1965 إلى أن تقلد وزارة الدفاع، ومن ثم سفيرا لبلاده في فرنسا.
إنفوجراف| لماذا ينتقل الموظف في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى وظيفة أخرى ؟
طرد من الحزب الدستوري الحاكم عام 1974 إثر انتقاده لنظام بورقيبة وتأييده للإصلاح السياسي، وانضم عام 1978 إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الليبرالية المعارضة التي شكلها منشقون عن الحزب الحاكم، وفي تلك الفترة تولى إدارة مجلة "ديموكراسي" المعارضة.
وعاد في مطلع الثمانينات من القرن الماضي لينضم إلى حكومة محمد مزالي "الإصلاحية" وفي 1981 تقلد وزارة الخارجية إلى أن قدم استقالته في 1986.
بعد انقلاب زين العابدين بن علي، تولى السبسي رئاسة البرلمان بين 1990 1991 -، ثم انسحب من الحياة السياسية ليمارس المحاماة وليؤلف كتابين أحدهما عن الزعيم التونسي "الحبيب بورقيبة، البذرة الصالحة والزؤام" عرض خلاله تجربته السياسية ولم يخف إعجابه بخطه السياسي وأفكاره وانجازاته في التعليم والصحة.
اثر انطلاق الثورة التونسية تم اختياره رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية التي شُكلت بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، وذلك في 27 فبراير 2011 ، تمكن السبسي بحنكته السياسية أن يجمع التونسيين على برنامج سياسي لوضع البلاد على سكة التحول إلى نظام حكم ديمقراطي، ولعب دوراً بارزاً في صيانة الثورة من الانزلاق إلى اقتتال دموي كما حدث في دول الربيع العربي الأخرى كما سوريا واليمن وليبيا.
في نهاية عام 2014 خاض السبسي الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وفاز بالاقتراع المباشر وأصبح الرئيس الرابع للجمهورية التونسية.
يعرف عن السبسي نزعته الليبرالية وأفكاره الحداثية، فهو علماني ويدعو لحكم ديمقراطي مدني، نصير لحقوق المرأة ويعمل على تحديث قوانين بلاده لتحقيق المساواة الكاملة مع الرجل، وآخر ما صدر عنه قانون يشرع مساواة المرأة والرجل بحق الإرث.
شكل السبسي عام 2012 حزب نداء تونس، ليحقق نوع من التوازن في الحياة السياسية التونسية، وتمكن الحزب خلال سنتين من الفوز بأكثرية مقاعد البرلمان، ويأخذ عليه خصومه انضمام أعضاء من الحزب الدستوري الحاكم سابقا الى نداء تونس غير أن السبسي يعتبر أن جميع الاعضاء تحت المساءلة القانونية.
يدعو السبسي إلى محاربة الإرهاب، وهو ضد الإسلام السياسي، ويعمل على استعادة الأمن والانطلاق بالتنمية خاصة بالمناطق المهمشة والاهتمام بمشاكل الشباب وإشراكهم في الرأي والحكم، كما يدعو لحرية الصحافة ويعتبر من حق الشعب معرفة الأجوبة لكل الأسئلة.
يشار بأن الباجي قائد السبسي متزوج منذ عام 1958 من السيدة شاذلية سعيدة فرحات وله أربعة أولاد هم: آمال وسلوى وخليل وحافظ، ومعروف بكاريزما تجمع بين قوة الشخصية وسلاطة اللسان والفكاهة وحب الشعر العربي القديم.
ينفي عن نفسه المسؤولية عن تعذيب معارضين أثناء توليه للداخلية في فترة حكم بورقيبة، ويأخذ خصومه عليه تقدمه بالعمر ) 91 عاما(،غير أن السبسي يعتبر أن السياسي لا عمر له ويرد على خصومه ساخرا "اعتذر لانني ما زالت على قيد الحياة".