تسرقها وتشوّه سمعتها باسم الصداقة
»لم أكن أتصور يوماً أن صديقة عمري وطفولتي، يمكنها أن تتهمني بقضية تزوير وسرقة، خصوصاً وأنني في الفترة الأخيرة سئمت دعواتها المتكررة في شراء فيلا منها باسم الصداقة والمودة، ورضخت في النهاية، لتؤول الأمور لاحقاً إلى تشويه سمعتي ومستقبلي المرموق، وطعني من الخلف بكل سهولة«.
تلك صرخة فتاة مواطنة، تنتظر الحكم في قضية مرفوعة ضدها في المحكمة، كابدت جروحاً لن تعرف حجمها سوى من تعرضن لمثلها، لا سيما من وثقن بأعز الصديقات، واعتبرن الوفاء ضمان الصداقة.
تبدأ (ل، هـ) حديثها قائلة: «هذا ما جنت على نفسها براقش»، كما يقول المثل، فعندما تثق فتاة في صديقتها، وتفتح لها قلبها، تقابل بالغدر والخيانة، دون أن تعي أنه لا وجود للصداقة في زمننا هذا. حيث بات تلفيق وتزوير اتهامات غير صحيحة، نتيجة المشاركة المتبادلة، عملية جداً سهلة، لكن الجرح الأعظم عندما تسرق صديقة عمري حياتي ومستقبلي الذي أسسته في إحدى المؤسسات، كنت أضع قدمي فيها بخطوات متقدمة».
وتواصل: «الموقف صعب جداً، ولا يمكن تحمل آلامه النفسية، وكما يقال: ضربتان على الرأس توجع، فمن جانب الضربة الأولى، الثقة الزائدة، وضربة أخرى هي خيانة الصديقة لعهود الصداقة وضروب الوفاء والتضحية والإخلاص».
وتابعت: «لن أغفر لصديقتي ولا لنفسي، أني كنت حلقة وصل لمخططها في السرقة، بعدما كانت متزوجة بالسر من أحد الأثرياء، وأرادت أن تحصل على مبالغ أخرى لها منه. فباعت مبادئها وصداقتنا بعرض فيلا تملكها للبيع، وأرادت مني شراءها، كونها تعلم أني من عائلة غنية، وأمتلك المبلغ كاملاً، مؤكدة لي أنها كانت قد اشترت هذه الفيلا كضمان حياة، دون أن يعلم أحد بذلك سواي، وهي حالياً بحاجة للمال، خصوصاً أنه ليس لديها مصدر دخل عدا مصروفها من والديها».
وأضافت: «قمت فعلياً، ولسذاجتي، بشراء المنزل بعد إلحاحها الشديد، وحولت لها المبالغ النقدية، رغم عرضي بدايةً مساعدتها، كما أفعل معها دائماً، وتسلمت إقراراً بإيصال استلامها، في حين قامت في الوقت ذاته بعمل وكالة خاصة مصدقة، تفيد تخويلي التصرف بالبيع، وتحويل الفيلا لصالحي، كما هو متفق عليه، وبعد تأكدها من نجاح خطتها الشيطانية، هرعت مباشرة وفتحت بلاغاً لدى الشرطة، وسجلت ضدي قضية تتهمني فيها باستيلائي بالقوة على ما تملكه من فيلا ومجوهرات ومبالغ نقدية، لتستفيد مني من ناحية، ومن الرجل الذي تزوجته سراً من ناحية أخرى».
والآن، لا تزال القضية قابعة في المحاكم، تبحث فيها المتهمة عن مفتاح لبراءتها المكلولة بنكران الجميل، تجري بين أروقتها، وتستمع بين الفنية والأخرى إلى جلسات القضية التي أفقدتها أحلامها المستقبلية.
ظواهر سلبية
بدوره، أوضح المستشار القانوني المحامي علي مصبح، أن في الآونة الأخيرة، انتشرت العديد من الظواهر السلبية التي تهدد الترابط الأسري والمجتمعي، والتي تشكل هاجساً لكثير من الأسر، وكانت ذات وقع سيئ على نفوس الناس، فغدر الصديقات وسرقة الزوج من المشكلات التي شكلت جزءاً من المشكلات الأسرية، غير أن المقولة: «احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة»، تثبت ذلك. مشيراً إلى أننا بحاجة إلى الصداقة، التي لابد أن تكون ضمن الحدود، ولاسيما في المعاملات المادية والتصرفات القانونية، بحسب البيان.