هكذا يجتمعان.. الأناقة التنفيذية والمزاج الصيفي !
هناك بعض الشروط التي لا يمكن ان يتحرر منها الرجل المهني، إذ انها تطبع حياته واسلوبه من الصباح وحتى المساء.
فيديو| تشكيلة خريف/شتاء 2017.. رجل "هرمز" يتلاعب بالمشهد كاملاً
حتى مع حلول المواسم الدافئة التي تبث مزاجا مسترخيا، لا يمكن الرجل ان يستغني عن تلك الاناقة التنفيذية، إذ انه يبقى محكوما بشروط العمل وما يمليه من قواعد صارمة على صعيد الاناقة.
لكن هناك العديد من العقول المبتكِرة التي تصنع الموضة وتوجهها، فتطل علينا في كل موسم بصيحاتها وأهوائها. إنها مخيّلات المصممين التي وضعت نصب أعينها البذلة التنفيذية، فقدمتها وفق توليفة جديدة.كما أعادت بلورة العديد من الخطوط والالوان المبتكرة، من دون ان تمحو طابعها العام وخطوطها الاساسية.
إذ من الملاحظ ان هناك العديد من الدور العالمية المرموقة التي خصّصت حصة لا يستهان بها للبذلة الرسمية ضمن مجموعاتها الخاصة بربيع وصيف 2017. المتعارف عليه عادة مع حلول المواسم الدافئة هو ان تحتل الالوان النابضة مكانة الصدارة، إنما هذه المرة تطبع التدرجات الحيادية الملامح العامة للبذلة، فتبث فيها مزاجا فيه الكثير من الانتعاش والاسترخاء.
البيج عنوان البذلة الرسمية:
ما ان نذكر لون البيج على صعيد البذلات، حتى تعود الى الذهن صورة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما حين تعرض لسلسلة انتقادات شديدة اللهجة،عندما اختار بذلة من هذا اللون ليطل في مؤتمر صحافي،خُصّص للتحدث عن شؤون في غاية الاهمية،تخص السياسة الخارجية للبلاد.
حينها رأى منتقدوه في خياره هذا، صورة رئيسحيادي لا طعم له ولا لون! الواقع ان المعاني النفسية التي يعكسها هذا اللون قد تصح في حالة كهذه.فالسياسيون والرؤساء مطالبون بدرس الالوان ومعانيها عندما يطلّون امام الرأي العام في مناسبات كبرى واحداث مفصلية قد تغير مجرى التاريخ.
في المقابل، هذه السياسة الصارمة التي تنطبق على قادة الرأي العام، لا تنطبق على كل الرجال في القطاعات الخاصة. لا بل على العكس إن المعاني التي يعكسها هذا اللون تكتسب منحى ايجابيا يتّسم بالنقاء والصدق والشخصية الودودة. بمعنى آخر، لغة الاناقة لا تستثني التدرجات الحيادية على صعيد البذلات والاطلالات الـسمارت كاجوال. بل على العكس، هناك العديد من الشوارع والدور العالمية التي قالت كلمتها في هذا المجال ومهدت الطريق لتبني هذه الاطياف من دون اي تردد!
في شوارع ايطاليا وباريس ولندن، بدأنا نشهد حضورا لافتا للأناقة الحيادية، تلك التي تتخللها اطياف من الابيض والرمادي والبيج، بتدرجات متباينة وصولا الى بيج الكاميل. تماشيا مع هذه الصيحة، وخدمة لمتطلبات الاجواء الحارة، ينضم نسيج الكتان الى قافلة أساسيات الموسم. فهو خفيف ويضمن سهولة التحرك، الى جانب انه قماش صيفي بامتياز ويتلاءم مع المناخ السائد في دول الخليج. كما انه يعتبر من عائلة الاقمشة الخفيفة التي تسمح بالحصول على بذلة عصرية، تتسم بتصميم غير هيكلي.
في هذا الاطار، قدمت العديد من دور الازياء تصاميم تعانق روح الصيف سواء بالوانها او بقصاتها او حتى بخاماتها. نذكر على سبيل المثال "بال زيلاري" (Pal Zileri)، "كونيلياني" (Corneliani)، "امبوريو أرماني" (Emporio Armani) وسواها الكثير.
اللافت في التدرجات الحيادية انها يمكن ان تشكل قاعدة صلبة للانطلاق نحو تنسيقات متنوعة، تكون إما صارمة عبر الاستعانة بقطع داكنة، وإما مرحة عبر استخدام اكسسوارات وقطع زاهية لتكتمل الاطلالة.
روح السبعينات تظلل اناقة الصيف!
لطالما شكلت حقبة سبعينات القرن الفائت مصدر إلهام للعديد من المصمّمين في مجالات مختلفة. ها هي تنجح مجددا في التسرب الى تصاميم ربيع وصيف 2017. فقد رأينا تلك القمصان المزرّرة بالياقات الواسعة، تعتلي العديد من المنصات العالمية. رسوم الحدائق التي أطلت في مواسم سابقة وبعض النقوش الهندسية المختلفة، تزينها لتضفي عليها تلك الروح الكوبية الحرة. اما النسخة الحاضرة حاليا، فتمزج بين الطابع القديم وكل ما يختزنه من حنين الى تلك الفترة الصاخبة بالفن والموسيقى، ومتطلبات الرجل العصري، الباحث عن قطعة رصينة يمكن ان ينسّقها بسهولة تامة مع اي سروال احادي اللون.
كذلك، تبرز السراويل الفضفاضة بشكل اكثر وضوحاً. ففيما كنا قد رأينا بعض القصات المبالغ بها في الخريف السابق، بدأت الصورة تتبلور بشكل افضل في هذا الموسم، فتأخذ السراويل منحى اكثر راحة وعملية.
لتعزيز هذا الاسلوب السبعيني والارتقاء به لمستوى شخصي أكثر، يمكن ان يزين الرجل عنقه بوشاح صيفي مع ذاك القميص المزرّر، ذات الطابع الكوبي. هذه الحيلة تسمح بالخروج عن أسلوب ربطة العنق، بما ان الموسم الدافئ يسمح ببعض الاستثناءات اللطيفة!