تعرف علي سيناريوهات الحرب علي حزب الله بعد توجيه إنذار سعودي لإيران !
يبدو أن المجتمع الدولي بات حريصاً أكثر من ذي قبل على مواصلة الحرب بلا هوادة ضد المليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط، حتى يعود الهدوء والاستقرار للمنطقة الأكثر سخونة في العالم.
ومع النجاح الذي تحقق بالقضاء شبه التام على تنظيم "داعش" وتحرير الأراضي بتعاون دولي، تحوّلت الأنظار هذه الأيام باتجاه "حزب اللات" الإرهابي، والذي صنعه "ملالي طهران"؛ ليصبح أشبه بالخنجر المسموم في خاصرة العرب الشمالية.
استهداف المنطقة
فالحزب الإرهابي الذي أبصر النور لأول مرة مطلع 1982م، بدأ ينمو ويترعرع بدعم إيراني لامحدود، حتى تحول إلى بؤرة للإرهاب تقف خلف أغلب العمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة، وتحديداً في الخليج العربي، فمن محاولة لزعزعة الأمن البحريني، مروراً بمحاولتهم الشهيرة في الكويت، وليس انتهاء بما يقوم به الحزب من دعم لوجستي للمليشيات الحوثية لضرب المملكة بالصواريخ.
مواجهة نفوذ إيران
هذا التغلغل الإرهابي للحزب في الدول الخليجية والعربية، عزز المؤشرات التي تدل على أن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة، عنوانها الأساسي لدى المجتمع الدولي مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وفي الصدارة مواجهة "حزب الله" الذي تعتبره واشنطن والرياض ولندن وعدد من القوى الإقليمية أهم الأوراق الإيرانية وأبرزها في المنطقة.
إنذار سعودي
التحرك الذي تقوده المملكة بدعم من الأسرة الدولية يأتي بعد أيام من الإنذار الذي وجّهه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لطهران بأن إمدادهم للحوثيين بالصواريخ "يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني"، وتفاعلت معه عشرات الدول بالإدانة والاستنكار لهذه الأعمال الإرهابية، وفي الوقت نفسه بدأ الترتيب لتقليم أظافر مليشيات إيران في الدول العربية.
رعب "زميرة"
هذا الدعم الدولي من الدول الكبرى للمملكة في حملتها لإيقاف التمدد الإيراني في المنطقة أثار رعب تلك المليشيات المسلحة، وخرج أكثر من مرة خلال اليومين الماضيين أمين عام حزب اللات الإرهابي "حسن زميرة"، محاولاً التهدئة تارة ومتلعثماً تارة أخرى، في محاولات يائسة لإظهار حزبه بمظهر الحزب الوديع المسالم، وهو ما لن ينطلي على الأسرة الدولية؛ حيث عزموا على إنقاذ الشرق الأوسط من الإرهاب الإيراني، والذي ينطلق من طهران ليغذي مليشياتها المسلحة في لبنان واليمن وسوريا، وصار لزاماً القضاء عليها؛ لمنح العالم استقراراً ينشده منذ عقود.
مطالبات لبنانية
الكاتب اللبناني جيري ماهر طالب برفض السياسات الإيرانية في لبنان، وربطه بالمشروع الإرهابي الفارسي، والتأكيد على الثوابت وعلى المبادئ العربية، تحت ظل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال في مقال بثّ على موقع "cnn" الأمريكي: إن المطلوب من المجتمع الدولي اليوم هو تشكيل تحالف يقود عملية عسكرية تواجه النفوذ الإيراني في لبنان، وإنهاء التمرد العسكري لـ"حزب الله" في لبنان وإعادة الشرعية للمؤسسات.
سيناريو المعركة
وعلق الخبير السياسي الدكتور حمدان الشهري على الرغبة الدولية لاستئصال الورم الإرهابي المتمثل بحزب حسن نصر الله، وقال: "حالش" أو ما يسمى بحزب اللات اللبناني الذي يقوده نصر الله، يمثل خطراً كبيراً على الشرق الأوسط، حيث ينفث سمومه الدموية في عدة مواطن للصراع في الوطن العربي، وحان الوقت للقضاء عليه استمراراً للمعركة الدولية ضد الإرهاب".
وعن الخيارات المتوقعة للقضاء على حزب اللات، قال "الشهري": "سمعنا حديث كبار المسؤولين بالمملكة عن ضرورة تكوين تحالف دولي لمحاربة حزب اللات الإرهابي؛ أسوةً بما حدث في محاربة عديد من الأحزاب الإرهابية وقد يكون هذا الأقرب للتنفيذ".
والخيار الآخر أن تكون هناك ضربة سريعة من خلال تحالف إسلامي، كما حدث في اليمن عندما جاء الرئيس اليمني مستنجداً بالمملكة، وقد قامت المملكة بواجبها بوقف مليشيات الحوثي، وهو ما حدث أيضاً هذه الأيام عندما جاء رئيس الوزراء اللبناني مستنجداً بالمملكة، بعد أن تأكدت مخاوفه أن حياته باتت في خطر، وأنهم يخططون لتصفيته مثلما فعلوا لوالده قبل قرابة العقد.
الحرب اليمنية
وواصل "الشهري" قائلاً: "المملكة تعمل بنشاط واضح على تطهير الشرق الأوسط من الإرهاب، وقد اضطرت هي والتحالف الإسلامي لمواجهة الحوثي بطلب من الرئيس اليمني حينها، ولكن الدعم الإيراني والمؤازرة من حزب اللات اللبناني للمليشيات الحوثية سببت إطالة أمد الحرب، بحسب سبق.
حقّ ردّ العدوان
وأضاف: "المملكة تريد إنهاء حالة الحرب اليمنية، ولكن التدخل الإيراني يذكي النزاعات، مستخدماً مليشياته في مختلف المواقع، وقد حاولت المملكة منذ بدء التدخل الإيراني في اليمن أن تجعلها قضية عربية، لكن التدخلات الإيرانية رفضت ذلك، ووصلت في غيّها بأن تهدد بالصواريخ الأماكن المقدسة وعاصمة بلاد الحرمين، والمملكة اليوم من حقّها ردّ العدوان التي تعرضت له، وهذا حق يكفله القانون الدولي في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".