«Ray-Ban».. كيف تحولت من نظارات للجيش الأمريكي إلى عنوان الأناقة حول العالم ؟
تعتبر نظارات Ray-Ban واحدة من معالم الثقافة الأمريكية حيث لم يوجد جيل لم يقتني هذا النوع من النظارات أو أراد أن يمتلك واحدة.
ارتدها الرؤساء ونجوم السينما والفنانين ومصممي الأزياء على مدى عقود من الزمن. وتنتمي العلامة التجارية Ray-Ban للنظارات الطبية والشمسية إلى شركة بوش ولومب الأمريكية التي تأسست عام 1937، وباعت الشركة أولى نظاراتها إلى القوات الجوية في الجيش الأمريكي التي كانت تبحث عن نظارات عملية تحمي الطيارين من أشعة الشمس وتزيد تألقاً وأناقةً على مظهرهم.
فيديو| لعشاق الساعات رفيعة الذوق.. bell &ross تطرح 99 قطعة فقط من BR-X2
وفي عام 1929، عمل العقيد جون ماكريدي قائد القوات الجوية الأمريكية مع شركة بوش ولومب للمعدات الطبية التي تأخذ من نيويورك مقراً لها على اختراع نظارات شمسية مناسبة للطيارين أثناء تحليقهم من شأنها أن تقلل من حدة الشمس وتخفف من انعكاس الأشكال الزرقاء والبيضاء في السماء. وكان العقيد ماكريدي قلقاً بشأن كيفية الرؤية في الضباب والحد من الرؤية بشكل كبير على علو شاهق.
تم إنشاء النموذج الأولي في عام 1936 والمعروف باسم "مضاد التوهج" وكانت نظارة بإطارات بلاستيكية وعدسات خضراء يمكن أن تحد من الوهج من دون إخفاء الرؤية، ومن ثم أضافوا عدسة مقاومة للصدمات في عام 1938. وفي السنة التالية، أعيد تصميم النظارات مع إطار معدني وحصلت الشركة على براءة اختراع أول نظارة Ray-Ban خاصة بالطيارين، واستخدم للنظارة عدسات كاليكروم الخاصة والمصممة لإظهار التفاصيل وتقليل الضباب عن طريق تنقية اللون الأزرق مما يجعلها مثالية للطيارين الذين يحلقون على علو شاهق.
حققت هذه النظارة نجاحاً كبيراً خلال فترة الحرب العالمية الثانية واشتهرت بين الناس عندما ظهر الجنرال دوغلاس ماك أرثر يرتدي نظارات Ray-Ban بعد هبوطه على شاطئ الفلبين، وأصبحت هذه النظارة بسرعة كبيرة جزءاً من الأزياء الأمريكية والثقافة الشعبية.
وفي عام 1953، أطلقت الشركة نظارات "Ray-Ban Wayfarer" التي تميزت بإطار من البلاستيك الصلب، والتي اعتبرت لحظة ثورية في عالم النظارات واكتسبت شعبية كبيرة، وعلى الرغم من أنها مصممة للرجال إلا أن النساء أعجبن بالتصميم الجميل اللامع الذي يضيف لمسة أنيقة على الشخص، وكانت إحدى مميزات الأناقة في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وكانت شعبيتها تزداد كلما ارتداها أحد مشاهير السينما أو الشخصيات البارزة في المجتمع وعالم الإقتصاد.
تراجعت شعبية النظارة في السبعينيات بسبب دخول علامات تجارية راقية إلى سوق النظارات مثل ديور وإيف سان لوران، وفشلت الشركة بتقديم نموذجها جديد "الديسكو" في منتصف السبعينيات، وبقيت مبيعات الشركة متقلبة ولا تزيد عن 18 ألف زوج من النظارات.
وفي عام 1982، أطلقت الشركة نموذجاً جديداً ظهر لأول مرة في فيلم هوليوودي شهير يدعى "الأخوة بلوز"، وكان التغيير الحقيقي عندما وقعت الشركة عقداً بحوالي 50 ألف دولار أمريكي لوضع نظاراتها في الأفلام والبرامج التلفزيونية. وكان أول عائد كبير من هذا الإستثمار عندما ارتدى الممثل الشهير توم كروز إحدى التصاميم الكلاسيكية للنظارة في فيلمه " Risky Business" في عام 1983.
عادت الشركة إلى صدارة المبيعات من جديد حيث باعت أكثر من 360 ألف زوج من النظارات الشمسية خلال عام 1983، إلى أن بلغت مبيعاتها 1.5 مليون دولار أمريكي في نهاية الثمانينيات، وأصبح معظم المشاهير من مادونا إلى مايكل جاكسون ورامونيس وجاك نيكلسون وغيرهم الكثير يرتدون Ray-Ban.
وبحلول التسعينيات، عادت الشركة إلى الركود مرة أخرى بسبب تغير خطوط الموضة بشكل عام، وقد حاولت الشركة تحديث تصميم الإطار وإطلاق النظارة من جديد إلا أنها فشلت. وفي عام 1999، باعت شركة بوش ولونب العلامة التجارية Ray-Ban لمجموعة لوكسوتيكا الإيطالية لصناعة النظارات بمبلغ 640 مليون دولار أمريكي.
وفي عام 2007، أعيد تصميم النظارة الشهيرة والأصلية ولكن بألوان جريئة وعصرية كالأبيض والأحمر والأزرق، كما أطلقت إطارات متعددة الأشكال والألوان مثل الذهبي والأسود أو الأبيض والأسود. وبعد توقف دام عشر سنوات، عادت Ray-Ban لتظهر كاختيار المشاهير والشخصيات العامة.