مُعمّر سعودي تجاوز الـ111 عاماً لا أشرب إلا حليب الإبل وآكل التمر يومياً وهذه قصة ناقتي التي عادت لوحدها من عمان
-كنا قبائل متناحرة نغزو بعضنا، وجاء حكم الملك عبدالعزيز فاستتب الأمن وأصبح الرجل ينام بدون عصاه في الخلاء.
- أنام مبكراً وأستيقظ قبل صلاة الفجر.. تزوجت مرتين ولديّ 11 ابناً وبنتاً و37 حفيداً لا أذكر أسماءهم.
- كانت رحلة العمرة والحج شاقة جداً تستغرق أكثر من شهرين.. ولهذا كنا نتحاكم بالنظام القبلي بلا سجون.
- التقيت الملك عبدالعزيز في يوم عرفة.. واكتشفت لماذا كانوا يلقبونه بالإمام في ذلك الوقت.
- والدي دافَعَ عن الوطن وحارب الأتراك شمال الحجاز في معركة "السليلة" لمدة 6 أشهر.
- أحب الصلاة على وقتها والمشي في الصحراء وأكل البيت، ولا أطيق"عيشة" المطاعم.
- كنا نشترى "الهجن" بـ40 ريالاً والآن تتجاوز الملايين.. وفي الماضي يصعب التنقل بين القرى القريبة.
ما هي أسباب ظهور الشيب في سن مبكرة عند الرجال؟
تُثبت بطاقة الأحوال المدنية للمواطن "خنيفر الأستاء الذيابي" من قرية "الصلصلة"، خيبر، شمال المدينة المنورة أنه من مواليد 1328هـ؛ أي أنه في الـ111 خريفاً من عمره "رسمياً"؛ في حين يؤكد هو أنه تجاوز الـ120 عاماً؛ موضحاً أن الأعمار بيد الله، وأنه لا يعلم سر طول عمره وبقائه حتى هذا السن، وبرغم الصعوبة التي يواجهها في المشي حالياً، واستعانته بالعصا للسير، والكرسي للجلوس، وضعف النظر، ووضوح كبر السن عليه؛ لا يزال "خنيفر الذيابي" ذا ذاكرة قوية نشطة يتذكر الأحداث، والتواريخ، والمواقف المختلفة.
والمعمر "الذيابي" الذي التقته "سبق"، هو أحد المعمرين السعوديين الذين بايعوا ملوك المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، ويقول: "بايعت الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأبناءه الملوك من بعده (سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، رحمهم الله جميعاً، وصولا للملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله)".
ويقول خنيفر الذيابي: "عمري تجاوز 120 عاماً، حسب كلام كبار العائلة، وأكثر من التاريخ المكتوب في بطاقة الأحوال بـ10 سنوات تقريباً. وما زلت أذكر -ولله الحمد- الكثير من المواقف القديمة والجديدة، ومن ضمنها أذكر وأنا صغير أن جدي "مصلح الأستاء الذيابي" أعطى في يوم واحد ٥٠ "قعود" لجماعته؛ ليتمكن مَن لم تكن عنده راحلة من الرحيل عليها، واليوم -ولله الحمد- كل شي متوفر، والسيارات متاحة للجميع، والأمور ميسرة بفضل دولتنا حفظها الله".
ويقول "الذيابي": " لم أعمل في حياتي في أي عمل رسمي؛ لأن عائلتنا تمتلك أكبر عدد من الإبل في ذلك الوقت، ويصعب علينا تركها لأن الأمان كان معدوماً".
ويضيف: "برغم أن رعي الإبل والجمال صعب ومتعب؛ لكن صاحبها يجد المتعة برعيها؛ فالإبل تتمتع بذاكرة قوية تستطيع معرفة الأماكن التي تربت بها منذ نشأتها، وتشتاق لديارها ومراعيها؛ مثل الإنسان وحنينه إلى وطنه، وكثير من الإبل إذا نقلت من مكانها تشعر بالشوق لموطنها، ولا ترعى لتنبيه صاحبها أنها تريد العودة إلى ديارها، وأذكر قصصاً كثيرة عن حنين الإبل؛ منها أننا بِعنا ناقة بعمان بالأردن، وبعد عام تقريباً رجعت لموطنها عندنا بالحجاز".
ويستغرب "الذيابي" من المبالغة في أسعار الإبل، وارتفاعها بشكل خيالي في هذا الوقت، ووصولها لملايين الريالات، وبرغم أن الإبل كانت غالية عند أهلها قديماً؛ فإنها لم ترتفع لعدم وجود نقود كافية عند الناس في ذالك الوقت؛ فقد كانت الهجن الأصيلة تُباع بـ٤٠ ريالاً، ولا يستطيع دفع قيمتها أحد.
وعن عدد زوجاته وأبنائه وأحفاده، قال الذيابي: "تزوجت مرتين، وعندي4 أبناء، و٧ بنات، والأحفاد ٣٨ ما بين بنت وولد، وبعضهم لا أعرف اسمه".
وعن نشاطه اليومي يقول: "أنام مبكراً، وأستيقظ قبل صلاة الفجر، وأصلي حتى يؤذن لصلاة الفجر، وأقضي اليوم كله أهتم بشؤوني، وعند أهلي، ومع الإبل غالباً، وعلى هذه الحال دائماً".
وعن السر في طول عمره وتجاوزه الـ100 عام، يقول خنيفر الذيابي: "لا يوجد سر في طول العمر لأن الأعمار بيد الله، وأذكر أن عمتي -رحمها الله- أكبر مني بكثير، وتوفيت قبل ١٨ سنة، وكانت ذاكرتها لم تتغير حتى وفاتها".
وعن نظامه الغذائي، يقول: "كان طعامنا في الماضي حليب الإبل والتمر، وإلى الآن لا أشرب إلا حليب الإبل وآكل التمر، وهي من الوجبات الرئيسية يومياً عندي، وأنصح الشباب هذه الأيام بأداء وحب الصلاة على وقتها، والمشي في الصحراء لأنها تريح النفس، وأتمنى منهم المواظبة على الأكل في البيت لنظافته وفائدته، وترك "عيشة" المطاعم التي تضر جسم الإنسان".
ويتحدث الذيابي عن الحج والعمرة سابقاً ويقارنها بالعصر الحديث؛ قائلاً: "كانت العمرة والحج شاقة جداً، وسبَق وأن حججت ثلاث مرات على الإبل، وكانت الرحلة تستغرق أكثر من شهرين، والْتقيت في إحدى رحلات الحج بالملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، في يوم عرفة، وقمنا بالسلام عليه وكان معروفاً بلقب الإمام في ذالك الوقت لتمسكه بالدين وحرصه عليه".
ويوضح خنيفر الذيابي: "أذكر قبل الحكم السعودي المبارك كان هناك ما يُعرف في البادية بالأنظمة القبلية كنظام القضاء القبلي، وهو بمثابة المحاكم في هذا الوقت؛ فإذا حصلت مشكلة بين أي شخص وآخر سواء شيخ أو فرد أو اعتدى شخص على الآخر أو قبيلة على أخرى، وانتهى الأمر للتحاكم بينهم والصلح؛ يلجأون لنظام القضاء القبلي، وهو مثل محاكم بلا سجون، ويعتبر الحكم نافذاً وإجبارياً للجميع".
5 مميزات خفية في نظام تشغيل iOS 11 لا يعلمها الكثيرون
ويتابع قائلاً: "والدي شارك بالدفاع عن هذا الوطن في عدة معارك منها معركة "السليلة" ضد الأتراك شمال الحجاز بقيادة شيخ شمل بني رشيد بالحجاز الأمير سرور بن سمران بن سمرة الرشيدي، واستمرت المعركة حوالى ٦ شهور، وقال فيها الشاعر "حميد فحيمان" قصيدة من ضمنها:
وبالسليله حاربونا نصف عام *** لين دم الزلم حمر بالثبار
أما عن أحوال، وأوضاع المملكة قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز؛ فيقول: "كانت البلاد عبارة عن مجموعة من القبائل المتناحرة التي يغزو بعضها بعضاً؛ فيسلبون وينهبون ويقتلون، وكل زعيم قبيلة هو الحاكم السياسي لها، وكان الإنسان لا يأمن على نفسه ولا ماله وأسرته، وعندما جاء الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن بعده أبناؤه الملوك -أعزهم الله- تَغَيّرت الأمور، وتحسنت الأوضاع، وساد الأمن والأمان، وأصبح الرجل ينام بدون عصاه بالخلاء.. ولله الحمد، هذا دليل الاطمئنان وعدم الخوف كما كان سابقاً، وفي الماضي يصعب علينا التنقل بين القرى القريبة من بعضها، والتواصل صعب، وكان إذا ذهب قريبك من عندك تنقطع أخباره، ولا تدري ماذا حصل له إلا حين عودته أو أن تلتقي بشخص رآه ويخبرك عنه وعن أحواله؛ أما الآن -ولله الحمد والمنه وبفضل حكومتنا الرشيدة- نعيش في استقرار وأمان، ومحبة، وتستطيع الاطمئنان على أولادك وأهلك وأقاربك، وتتواصل معهم أولاً بأول، وتأتيك الأخبار بسرعة، وكل شي متوفر بدون عناء ومشقة، وتوحيد المملكة هو توحيد للمجتمع، وللقبائل المتباعدة إلى شعب متّحد، ومستقر يسير على هدي الكتاب والسنة، بحسب سبق.
وبزهو يقول خنيفر الذيابي: "بايعتُ جميع ملوك السعودية ابتداء بالملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه، إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره".