وائل علان :العربي الذي يرأس أقدم شركة هندسية في العالم "اخيراً عدت الى المنطقة العربية"
الرجل-عمر نصر:
بحماسة كبيرة يتكلم وائل علان عن عمله في منطقتنا، وعن تحقيق حلمه في العودة الى الشرق الأوسط ، وعمله في اجواء عربية ضمن إمكانات عالية، وكيف انه سيحقق إنجازات مهمة، من خلال مشاريع إنشائية عملاقة مع شركة لها خبرة طويلة وكبيرة في دول العالم، علان هو خبيرعربي شاب له باع طويل في مجال ادارة الشركات العالمية.
هو من مواليد العاصمة الاردنية عمّان وفي سن الرابعة انتقل مع ذويه الى جدة لعمل والده انذاك في المملكة العربية السعودية. درس علان في مدارس جدة الحكومية الى سن السابعة عشر حيث يشير أن مراحل دراسته الأولى هي السبب الرئيسي لنجاحه الحالي ويعلق:" استغرب من الانتقادات الموجهة الى التعليم في العالم العربي حيث انني كنت اجيد اللغة الانجليزىة بطلاقة في سن الثالثة عشر، واعتقد انه لو بقي مستوى التعليم والمدرسين كما كان سابقا لكانت الدول العربية السباقة الان في التحصيل العلمي عالميا" ،أما أجمل أيام الحياة "هي نشأتي في ربوع مدينة جدة، حيث مازلت على صلة بأصدقائي من أيام الدراسة الاولى ومازلت أزور تلك المدينة الجميلة من حين الى اخر".
في سن السابعة عشرة انتقل علان الى مدينة اكسفورد في بريطانيا لاستكمال تعليمه العالي، حيث تابع دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس في هندسة الكيمياء والماجستير من جامعة سوانزي. يعود علان بريطاني الجنسية الى أصل فلسطيني من مدينة القدس الشريف، حيث أن والديه من مواليد القدس، ويفتخر بجذوره الاولى وحريص على ابقاء هذه الجذور متينة ومستمرة دائما.
عشقه لمهنته دفعه الى التنقل بين دول عدة، بدأ بتخصّص في مجال الادوية والتكنولوجيا الحيوية، وانطلق ليعمل في اليابان وسويسرا وألمانيا، وقضى في الولايات المتحدة ما يقرب من عشر سنوات. عمله اخذه إلى مناطق متنوعة لم يتوقع زياراتها، لكنه لاحقاً قرر العودة الى لندن كي يتابع اولاده الثلاثة دراستهم هناك.
يقول علان:" احرص على دراسة اولادي بمستوى عالي جدا لاحقق هدفي النبيل بان أمزج ما بين تعليم متقدم في الدراسة والحفاظ على جذورهم واصولهم العربية المسلمة بتعليمهم اللغة العربية وقراءة القران الشريف ولذلك كنت حريصا جدا على اداء فريضة العمرة مع ابنائي وزيارة المسجد الاقصى الشريف، والاحتفال في رمضان والاعياد بين جدة وعمان لتواجد عائلتي في تلك المنطقتين". وأخيراً استقرّ به المقام في بلاد العرب، حيث يشغل حالياً منصب رئيس العمليات " Group Coo" لمجموعة شركة "هايدر كونسلتنج" ورئيس الشركة “ Chairman” لمنطقة الشرق الاوسط.
وائل علان روى لـ"الرجل" تجربته في العمل ضمن مجموعة "هايدر كونسلتنج" وانتقالته الى منطقة الشرق الأوسط. العودة مع أقدم الشركات في مجال الاستشارات الهندسية يتحدث علان عن توجهه للعمل في الشرق الأوسط بحماسة كبيرة، فهذا هو المكان الذي يحبه حسب تعبيره، حيث ينتمي الى المنطقة لغة وروحاً، يقول: "اتصلت بي شركة "هايدركونسلتنج"، حيث كانت تبحث عن شخص لديه الخبرة العالمية، ومتمكن من اللغة العربية، وقريب من ثقافة المنطقة، حيث تحقق حلمي بأن أعود الى جذوري في الشرق الاوسط، وهذا كان بالنسبة لي أمراً مهماً، فأنا ابن هذه البيئة وأنتمي إليها.
فثقافتي ولغتي العربيتان تؤهّلاني. فضلاً عن خبرتي الواسعة والعالمية في مجال الصناعة والتصميم والانشاءات ".
يتابع علان أنه مسؤول عن عمليات الشركة عالميا، فشركة "هايدركونسلتنج" من اقدم الشركات عالميا في مجال الاستشارات والخبرات الهندسية، ولها تاريخ قديم وباع طويل في المشاريع العالمية المهمة مثل " لندن تاوربريدج ، وسيدني هاربربريدج ، ابراج الامارات و برج خليفة" في الامارات العربية المتحدة. مشاريع الخليج غير متوافرة في أوروبا يؤكد وائل علان أن وجوده في الشركة اضاف إليه الكثير، خاصة انه اتاح له العودة الى منطقة الشرق الأوسط، والعمل في المجتمع العربي، كي يسهم في نقل الخبرة التي اكتسبتها أيضاً، كما أنه يستطيع أن يقدم الكثير لشركته، من خلال فهم آلية العمل في المنطقة العربية، خاصة دول الخليج، والتعامل مع مشاريع بنية تحتية كبيرة جداً ربما تكون غير متوافرة في اوروبا في الوقت الحالي،
ويشير الى خبرته العالمية التي اتاحت له العمل في كل انحاء العالم، فعنده خبرة لأكثر من 25 سنة في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، والآن في الشرق الاوسط. طور مهاراته وقدم الكثير لشركته الحالية، فهو يعمل في الشرق الاوسط منذ 5 سنوات تحديداً منذ 2009، وفي فترة الأزمة المالية العالمية، لكن الشركة ظلت تعمل بحيوية وحققت مؤخراً نمواً وأرباحاً وفي الوقت نفسه تحتفظ بالجودة والخدمة المميّزة.
أخيراً أنا في الشرق الأوسط " معظم مشاريعنا العملاقة ستكون في الشرق الاوسط. وأنا الان رئيساً Chairman”" للشركة في المنطقة، يتابع علان: شركة "هايدركونسلتنج" اقدم شركة هندسية بريطانية وربما عالميا مسجلة رسميا، وأنا فخور جداً وأنا أرى أنني حققتُ حلماً ليس مخططاً له، من خلال عودتي للشرق الاوسط، لأن اصلي عربي وفخور به، وأحب ان اكون في المجتمع وأشعر بأني جزء منه. وفي الامارات احب ان تسهم الشركة التي اعمل بها في المشاريع التي تقام هنا، لتكون جزءاً من تطور البلد، خاصة ان الإمارات حققت خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية ومميزة في المشاريع العملاقة التي غيّرت الخارطة وأدخلت مفاهيم جديدة في صناعة الإنشاءات.
الجودة هي مفتاح النجاح يقول وائل علان: "انا أرى أن الفرق بين الشرق والغرب كلمة واحدة وهي الجودة، فهي مهمة وجزء من الثقافة للمجتمع نفسه، برأيي الخاص يوجد تشابه تقني كبير جدا في محيط العمل بين العاملين في المنطقتين الشرقية والغربية ولكن الاختلاف الحقيقي هوالفراسة في اتخاذ القرارات المناسبة والجدارة في المناقشات وكيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، واعتقد ان الشباب العربي مؤهل لان يكون من افضل العاملين والخبراء عالميا ان اتيحت له الفرصة المناسبة وبالتأكيد اذا كان لديهم معتقد وثقافة الجودة.
اتمنّى ان نخلق جودة مميّزة في العالم العربي ، فدبي على سبيل المثال تعمل ضمن معايير الجودة العالية جداً بالنسبة للمحيط من حولها، ولأنها أكتسبت مفاهيم الجودة اصبحت ناجحة جداً، فعلى سبيل المثال اختلاف الجودة من 5 الى 10% يحدث فرقاً كبيراً في مستوى الحياة، ولذلك يعدّ التصنيع الاوروبي تصنيعاً بمعايير عالية وجودة ممتازة." بين العقل العربي والغربي واجهتنا بكل تأكيد صعوبات جمة، لكننا تجاوزناها، ومنها أن شركة "هايدركونسلتنج" مساهمة بريطانية تملك قوانين وقواعد صارمة جداً، وتعمل وفقاً لآلية مختلفة عن الطريقة التي تعمل بها الشركات في الوطن العربي ، ومن هنا يجب على الشركات التي تسعى للعمل في المنطقة أن تفهم العقلية والثقافة العربية جيدا، وأن توصل ما بين طريقة العمل في المجتمع الغربي وبين العمل في مجتمع وإطار عربيين.
ويبدو ان كل هذه المحطات التي حل بها علان في مسيرته المهنية المفعمة بالنجاحات والتجارب لم تلغي جانباً وجدانياً مميزا في شخصية هذا التنفيذي الشاب فيقول " أحن الى القدس، وأشتاق الى جدة وطني الثاني، و أشكر بريطانيا على اتاحة الفرص، وأسعى الى الوصل ما بين الغرب والمنطقة العربية من خلال التبادل التجاري والثقافي".
وائل علان حاصل على ماجستير في الكيمياء الحيوية وبكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة "سوانسزي" في المملكة المتحدة، وهو زميل في نقابة المهندسين الكيميائيين في بريطانيا . كما تلقى برامج التعليم والتنمية من جامعة هارفارد، ووارتون في الولايات المتحدة وكلية إنسياد بفرنسا، واكتسب مهارات إدارية من خلال عمله وترؤسه شركات عالمية. في عام 2013 أدرج ضمن مجلة كونستركشن ويك" ضمن "Power 100" ولُقب بالصناعي الثلاثين الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، كما كتب في مجموعة من المجلات المتخصصة مثل "The Chemical Engineer"، وترأس الكثير من المؤتمرات المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط. وهو أحد المشاركين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أيضاً.
شركة "هايدر كونسلتنج" شركة استشارية وهندسية متعدد الجنسيات لها تاريخ في العالم يعود الى اكثر من قرنين ، و110 سنوات في الشرق الاوسط و تعتبر مصدر ثقة كونها استشاري هندسي رائد.