فيسبوك تستحوذ على واتس اب هذا ما لا تعرفه عن صفقة العصر ..
09 أبريل 2014
دبي-قصي المبارك:
يستخدم موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أكثر من مليار مشترك نشط، ومع ذلك فإن القائمين على الموقع بدأوا يشعرون خلال السنوات الأخيرة أن خطراً بات يهدد أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم.
فمئات الملايين من الشباب لم يعد يغريهم الموقع، وأخذوا يتحولون إلى تطبيقات التراسل الفوري، لما تقدمه من ميزات مختلفة في تبادل الوسائط المتعددة وخيارات للتحكم بالخصوصية، ولعل أبرز هذه التطبيقات وأكثرها شهرة، هو تطبيق "واتس أب" الذي يتوافر مجاناً على مختلف منصّات التشغيل المحمولة، مثل "آي أو إس" و"أندرويد" و"بلاكبيري" و"ويندوز فون".
ومع تزايد المخاوف من هجرة مستخدميها، وجدت شركة "فيسبوك" أن أفضل طريقة لاحتواء المنافس هي ضمه تحت جناحها، وبالفعل كانت المفاجأة عندما أعلنت فيسبوك عن إتمام صفقة استحواذها على خدمة "واتس أب" مقابل 19 مليار دولار أميركي ما بين أسهم ونقد، وهذا يعني أن استحواذ "فيسبوك" على "واتس أب" هي مسألة دفاعية بصورة أساسية، فعندما تكون ضخماً كـ"فيسبوك" ويستقطب أحد آخر غيرك الاهتمام، فهو خصم لا بدّ من التخلص منه.
ومنذ اللحظة الأولى لإعلان "فيسبوك" عن الصفقة تساءل كثيرون عن سبب قيام الشركة بدفع مبلغ وصفه كثيرون بالفلكي، لشراء شركة ناشئة لم يمض على تأسيسها سوى خمس سنوات.
يتفق الكثير من المحللين والمتخصّصين عل أن "فيسبوك" يجد في "واتس أب" أداة مساعدة في جذب المزيد من المستخدمين الشبان الذين أداروا ظهورهم لشبكة "فيسبوك" خلال الفترة الماضية، وخصوصاً أن هؤلاء لم يعد بإمكانهم العيش دون خدمات التواصل والتراسل الفوري. وتشير الكثير من الإحصاءات إلى أن فئة مهمة من مستخدمي فيسبوك، وهم المراهقون تحديداً، هجرت موقع التواصل الاجتماعي إلى خدمات أخرى مثل "واتس أب"، لأن الأول أصبح أداة غير مريحة لهم مع انضمام آبائهم إليه، عدا أن "فيسبوك" يسعى للوصول إلى مجموعة جديدة من المستخدمين لم يكن له صلة بهم من قبل.
ويرى فريق آخر أن "فيسبوك" لم يدفع هذا المبلغ الضخم، لمجرد جذب شريحة جديدة من المستخدمين الشباب أو الاحتفاظ بفئة أخرى، وإنما يرون أن الغرض من هذه الصفقة هو الوصول إلى بيانات المستخدمين، إذ إن صفقة الاستحواذ ستزيد من قاعدة البيانات لدى "فيسبوك" بشكل هائل، وذلك على الرغم من أن "واتس أب" ستبقى مستقلة بنفسها، فلا يوجد مانع يحول دون قيام "فيسبوك" بالحصول على ما تريده من معلومات عن سلوك مستخدمي شبكتها الاجتماعية.
ويرى موقع "تك لاند" التقني المتخصّص، أنه في نهاية المطاف من الصعب معرفة السبب الحقيقي الذي دفع "فيسبوك" لتقديم هذا المبلغ الضخم للاستحواذ على "واتس أب"، وأنه في غضون خمس سنوات من الآن ستتضح الصورة، فإما أن يظهر زوكربيرغ بمظهر الأحمق أو أن يظهر بمظهر النابغة.
وبعد أيام قليلة من إعلان "فيسبوك" عن الصفقة جاء الردّ من مارك زوكربيرغ المؤسس والرئيس التنفيذي للموقع، مجيباً عن الكثير من التساؤلات، وتحديداً فيما إذا كان تطبيق "واتس أب" يستحق بالفعل هذا المبلغ الكبير الذي دفع الكثيرين لتسمية هذا الاستحواذ بصفقة العصر في مجال الإنترنت وخدمات الاتصالات.
فخلال مشاركته في مؤتمر الجوّال العالمي MWC 2014 قال زوكربيرغ : "أعتقد شخصياً أن "واتس أب" يستحق أكثر من 19 مليار دولار، وهو التطبيق الأنسب لنا". مبرراً ذلك بأن قلة قليلة من الخدمات المنافسة تمكنت من الوصول إلى نصف مليار مستخدم حول العالم في غضون سنوات قليلة، فتطبيق "واتس أب" هو أكثر التطبيقات جذباً لمستخدمي الهواتف الذكية، عدا توفره على الهواتف العادية غير الذكية ذات التكلفة المنخفضة.
ماذا تعادل قيمة واتس أب ؟
أياً يكن الدافع من وراء هذه الصفقة، يبقى المبلغ 19 مليار دولار مبلغاً ضخماً، ومن غير المبالغة وصفه بالفلكي أو وصف الصفقة بحد ذاتها بصفقة العصر، فقيمة "واتس أب" كما قدرتها "فيسبوك" تعادل، بل وتفوق في بعض الأحيان بأضعاف مضاعفة ميزانيات دول قائمة بذاتها، وهنا بعض الأمثلة :
يعادل المبلغ الذي دفعته "فيسبوك" للاستحواذ على "واتس أب" تقريباً حجم الناتج الإجمالي المحلي لجمهورية النيبال.
يفوق بنحو 4.2 مليار دولار الناتج الإجمالي المحلي لمملكة جامايكا.
يفوق بنحو 5.3 مليار دولار الناتج الإجمالي المحلي لآيسلندا.
تعادل قيمة "واتس أب" أكثر من ضعفي الناتج الإجمالي المحلي لدولة جزر البهاماس.
تبلغ قيمة "واتس أب" أكثر من عشرة أضعاف الناتج الإجمالي المحلي لجمهورية سان مارينو.
وبصورة أخرى، فإن 19 مليار دولار دفعتها "فيسبوك" لشراء "واتس أب" تعني:
أربعة أضعاف القيمة السوقية لشركة بلاكبيري، ريسيرش إن موشن سابقاً، التي أُسست عام 1984 وأصبحت واحدة من أعرق الشركات في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وتصنيع الهواتف الذكية.
ثلث القيمة السوقية للعملاق الأميريكي "فورد"، وهي واحدة من أكبر عشر شركات مصنّعة للسيارات في العالم، أُسست عام 1903، وبلغ عدد موظفيها حتى عام 2010 نحو 164 ألف موظف، فيما لايتجاوز عدد موظفي "واتس أب" 55 موظفاً.
25 ضعف المبلغ الذي دفعته "فيسبوك" للاستحواذ على خدمة مشاركة الصور والفيديو "إنستغرام" في صفقة سابقة.
62% من القيمة السوقية لموقع "تويتر"، وأكثر بقليل من الحد الأقصى لقيمة شركة "سوني" اليابانية، ونحو ثلاثة أرباع القيمة السوقية لشركة "دلتا" الأميركية للطيران، وثلث الحد الأقصى للقيمة السوقية لـشركة "هيوليت باكارد HP" الأميركية.
أكثر من ضعفي المبلغ الذي استحوذت "مايكروسوفت" من خلاله على قطاع الأجهزة في شركة "نوكيا" الفنلندية المتخصّصة عالمياً في تصنيع الهواتف المحمولة.
أكثر من ضعفي المبلغ الذي دفعته "مايكروسوفت" لشراء تطبيق سكايب للمكالمات الصوتية والمرئية عبر الإنترنت.
أكثر من ستة أضعاف المبلغ الذي دفعته "لينوفو" للاستحواذ على وحدة "موتورولا موبيليتي" لتصنيع الأجهزة المحمولة ومعداتها، وهي التي استحوذت عليها "غوغل" في وقت سابق مقابل 12.5 مليار دولار.
633 ضعف المبلغ الذي دفعته "تويتر" للاستحواذ على خدمة Vine لمشاركة مشاهد الفيديو القصيرة، وذلك بعد أن فشلت الأولى في إنجاح صفقة إنستغرام المنافسة.