هيونداي "سنتينيال" 2014: مزاحمة الكبار في لعبة الفخامة

لندن: عادل مراد

اذا كنت تفكر في شراء سيارة صالون فاخرة من الحجم الكبير في منطقة الخليج، فهناك قائمة طويلة من السيارات المتميزة التي يمكن الاختيار منها. والارجح الا تكون السيارة هيونداي "سنتينيال" (Centennial) من بينها. فالشركة تشتهر بصنع السيارات الصغيرة والاقتصادية الى درجة ان مجرد اعتبار انتاجها لسيارة فاخرة قد يثير بعض التساؤل. وهناك نوعان من المشترين في السوق:

الاول يبحث عن الفخامة كما يراها الاخرون ولذلك تهمه العلامة التجارية التي سوف يشاهده الاخرون فيها. والنوع الثاني هو من يقرر بنفسه ما هو الانسب له بغض النظر عن رأي الاخرين، ويبحث عن الفخامة والقيمة ولا يأبه بالعلامة التجارية.

والنوع الثاني سوف يجد ضالته في "سنتينيال". وهناك من يعتقد ان العلامة التجارية هي كل شيء في المنطقة، وهو اعتقاد خاطيء تماما، والدليل على ذلك نجاح لكزس الساحق في العقد الاخير امام العلامات الالمانية والاميركية المستقرة في المنطقة منذ عقود. فالمشتري العربي عالى الذكاء ولديه القدرة على الاقتناع بسيارات فاخرة اذا ما ثبتت له جدارتها عمليا. الدليل الاخر ان مبيعات "سنتينيال" زادت في المنطقة بنسبة 147 في المائة خلال عام 2012، مع وجود ابحاث تشير الى انها سيارة تحافظ على قيمتها مستعملة اكثر من النسب التي تحتفظ بها السيارات الالمانية.

وتوجه الشركة اهتماما خاصا بمنطقة الشرق الاوسط الى درجة انها اول اسواق في العالم تتلقى الموديلات الجديدة بعد الاسواق الكورية مباشرة. وهي وان كانت تفتقر الى الانجاز الرياضي التي تقدمه السيارات الالمانية في هذا القطاع الا انها قد تعد بديلا اكثر جاذبية من بعض الانواع اليابانية ومن بينها لكزس إل إس. فالتصميم الداخلي في السيارة، خصوصا في المقاعد الخلفية، يبدو انيقا وراقيا بالمقارنة مع العديد من السيارات الاخرى. وتقدم "سنتينيال" هذا العام نسخة مطورة جرت عليها بعض التعديلات من بينها تغيير شامل للوحة القيادة وبعض ملامح التصميم الداخلي.

وهي تقدم شاشتي عرض للمقعدين الخلفيين وصندوق لتبريد المشروبات بين المقعدين. ويوفر المناخ العام داخل السيارة نفحات من الفخامة والتألق في اختيار المواد والالوان ودقة التصميم. التصميم الخارجي تقليدي، ربما اكثر مما ينبغي. وهي تتخذ من مرسيدس إس كلاس نموذجا يحتذى في الشكل العام. وقد يكون من الافضل للشركة الاقبال على تصميم راديكالي متميز يبرزها في السوق عن غيرها ويتخلص من تلك العلامة التي تعلو مقدمتها لانها لا تعني شيئا في عملية التسويق وقد تمثل خطرا في حالات التصادم مع مشاة. وهناك الكثير من التقنيات الحديثة التي تعتبرها الشركات الاخرى من الاضافات باهظة الثمن ولكنها في "سنتينيال" تأتي ضمن المواصفات الاساسية. من هذه المواصفات عرض معلومات القيادة على زجاج النافذة الامامية ونظام التحذير من المناطق العمياء على جانبي السيارة ونظام نقل السرعات الالكتروني. وتحمل "سنتينيال" في نسختها الجديدة تصميما جديدا لساعة المقصورة قدمته خصيصا للسيارة شركة "اينيس اند ليستر".

وبذلت الشركة جهدا في ضمان هدوء الانطلاق بعزل موقع المحرك وتحسين انسيابية الجسم واعادة تصميم المرايا الجانبية واتاحة خيار التعليق بضغط الهواء واستخدام محركات تتسم بهدوء التشغيل من نوع "جي دي أي". المحركات يمكن اختيار المحرك الاكبر حجما لضمان انطلاق سلس وقوي، وهو بسعة خمسة لترات بثماني اسطوانات يوفر للسيارة قدرة 430 حصانا وانطلاقا من الثبات الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 5.8 ثانية. اما المحرك الاصغر فهو بسعة 3.8 لتر بست لترات ويوفر قدرة 334 حصانا. وتتميز المحركات بالحقن المباشر للوقود والتوقيت المتغير المزدوج للصمامات. وتصل سرعة السيارة القصوى الى 240 كيلومترا في الساعة، ويرتبط كلا المحركين بناقل حركة اتوماتيكي بثماني سرعات وخاصية النقل الالكتروني. ويمكن التحكم اليدوي في الناقل بذراع التحريك. ولكنها مسرفة بعض الشيء في استهلاك الوقود حيث لا يزيد معدل الاستهلاك عن 15 ميلا للغالون داخل المدن و23 ميلا خارجها. من التقنيات التي تحملها السيارة نظام الكاميرات المحيطة التي توضح المساحة حول السيارة وتوفرها للسائق على الشاشة الامامية لتسهيل عملية صف السيارة. كما يمكن اختيار نظام كروز الفعال للحفاظ على مسافات آمنة امام السيارة اثناء الانطلاق. وتوفر السيارة ايضا نوعية متفوقة من نظام الترفيه والموسيقى على شاشة عريضة مساحتها 9.2 بوصة. وتنطلق "سنتينيال" بالدفع الخلفي وتكتسب في جيلها الجديد اضواء نهارية امامية مع تصميم جديد لفتحات التبريد الامامية. ويمكن الاختيار بين نظام التعليق الرياضي او المريح. والرياضي لا يرتقي بعد الى المستويات التي تقدمها بعض السيارات المنافسة. ولكن التعليق المريح لا يقل عن اي سيارة اخرى في تقديم الانطلاق الوثير المطلوب.

من المواصفات الاخرى، نظام التحذير من مغادرة حارة السير وشاشة امامية مزدوجة المشاهد وتسع وسائد هوائية للحماية منها وسادة لحماية ركبتي السائق. وتعمم الشركة بعض المزايا على كافة سيارات القطاع منها نظام المسّاحات والاضواء الامامية الاتوماتيكية وزجاج امامي مضاد لرذاذ المطر ويمكن تسخينه، ومرايا جانبية يمكن تسخينها وطيها. وتأتي السيارة بنظام التحذير الخلفي من المرور العرضي. المقاعد الامامية يمكن تبريدها او تسخينها وفق الحاجة، ويمكن التحكم في مقعد السائق من 12 زاوية كهربائيا وحفظ الوضعية الملائمة في الذاكرة، وسقف عريض يمكن فتحه وتكييف منفصل لثلاث مناطق مختلفة داخل السيارة. وتتاح للنافذة الخلفية ستارة مضادة للشمس يمكن التحكم فيها كهربائيا. كما تنتشر في ارجاء السيارة 17 سماعة توفر نقاء ملحوظا لصوت نظام الموسيقى والاتصالات في السيارة. ويتوفر للسيارة نظام ملاحة بمعلومات حية عن حالة المرور في الطرق مع قرص صلب لتخزين المعلومات بحجم 30 غيغابايت.

وفي المقاعد الخلفية تتوفر نظم ترفيه منفصلة بشاشات عريضة وتكييف منفصل وازرار تحكم جديدة مع مقاعد يمكن ضبطها كهربائيا بالاضافة الى تبريدها. وتغلق الابواب كهربائيا وتلقائيا كما يمكن تركيب ستائر بالتحريك الكهربائي على النوافذ الجانبية. ويمكن ايضا تركيب مناضد صغيرة في ظهر المقاعد الامامية لاستخدامها كحوامل لاجهزة الكومبيوتر الشخصي المحمول. كما تتاح فيها مساند للاقدام في المقاعد الخلفية. ويمكن القول ان سنتينيال، التي تسمى "ايكوس" في اسواق اخرى، لديها الكثير من المزايا التي يمكنها ان تنافس بها في القطاع الفاخر، بما تحمله من تقنيات ومواد فخمة وتصميم جيد، بالاضافة الى قدرة المحرك ورحابة المساحات الداخلية. وربما يكون الثمن هو العامل الحاسم في المعادلة عند مقارنتها بالمنافسة الالمانية التي تتمثل في سيارات مثل مرسيدس "إس كلاس" وبي إم دبليو الفئة السابعة واودي "ايه 8". وهي تختصر نحو ثلث ثمن السيارات الالمانية المنافسة وتقدم مزايا مشابهة باستثناء العلامة التجارية. وكانت هيونداي قد بدأت المنافسة في هذا القطاع، بالتعاون مع شركة ميتسوبيشي، في عام 1999 بانتاج السيارة سنتينيال.

واتاحت الشركة في السيارة كافة المعايير المتعارف عليها في القطاع الفاخر بالاضافة الى بعض السمات الفاخرة مثل امكانية تحول المقعد الخلفي الايمن الى ما يشبه سرير الاسترخاء للرحلات الطويلة. كما استحدثت فكرة تقديم براد المشروبات والمؤشرات الرقمية فائقة الوضوح والتعليق بضغط الهواء وهي مزايا تنقل السيارة الى عالم اعلى من الفخامة تحتله حاليا افخم سيارات القطاع الفاخر.