ستيفن إيلوب.. رئيس نوكيا السابق مدير فاشل ام حظ عاثر؟ !
قصي المبارك-دبي:
على الرغم من أنه لم يغب في الغالب عن قائمة أسوأ الرؤساء التنفيذيين في العالم، إلا أن "ستيفن إيلوب" كان جزءاً من صفقة الاستحواذ التي تحوّلت بموجبها وحدة الأجهزة والخدمات في نوكيا إلى ملكية مايكروسوفت وذلك في مطلع العام 2014.
ولد ستيفن إيلوب، وهو رجل أعمال كندي، في 31 ديسمبر عام 1963 في مدينة أنكاستر بمقاطعة أونتاريو الكندية، ويشغل إيلوب حالياً منصب نائب رئيس وحدة الأجهزة والخدمات في شركة "مايكروسوفت"، بعد أن شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا الفنلندية الرائدة في مجال الاتصالات والهواتف النقالة.
وفي العام 1981 التحق إيلوب بجامعة "ماكماستر" الكندية، وتخرج منها في العام 1986 حاملاً درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب والإدارة، وبعد التخرج عمل "إيلوب" مديراً للاستشارات في شركة "لوتس" للتطوير قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي للتقنيات في شركة "بوسطن تشيكن" في العام 1992 ولكنه تركها في العام 1998 بعد أن أشهرت إفلاسها، وفي العام ذاته التحق بقسم تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في شركة "ماكروميديا" والتي عمل فيها لمدة 7 سنوات، شغل خلالها العديد من المناصب العليا، كان آخرها في العام 2005 عندما أصبح الرئيس التنفيذي للشركة، وبعد ذلك أعلنت "أدوبي" استحواذها على الشركة في صفقة بلغت قيمتها حوالي 4 .3 مليار دولار .
بعد صفقة الاستحواذ، شغل إيلوب منصب مدير العمليات في شركة "أدوبي"، إلا أنه استقال من منصبه في شهر يونيو من العام 2006 بعد خلافات مع مجلس الإدارة ، وفي يناير من العام 2007 التحق بشركة "جونيبر نتووركس" إلا أنه تركها بعد عام واحد فقط.
وبين عامي 2008 و2010 عمل إيلوب في منصب رئيس شعبة الأعمال في شركة "مايكروسوفت"، والتي كانت مسؤولة عن خط إنتاج برامج "مايكروسوفت أوفيس" و"مايكروسوفت داينامكس" .
في 21 سبتمبر من العام 2010 التحق إيلوب بشركة "نوكيا" للهواتف النقالة، حيث تم تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي ليحل محل "أولي بيكا كالاسفو" ليصبح بذلك أول شخص من أصول غير فنلندية يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة الفنلندية وكان يتقاضى راتباً سنوياً قدره 1.4 مليون دولار.
وخلال السنوات الثلاث التي قضاها في هذا المنصب، انخفضت إيرادات الشركة بنسبة 40%، وأرباحها بنسبة 95%، وانهارت حصة نوكيا في سوق الهواتف الذكية من 34% إلى 4 .3% لصالح هواتف أندرويد وآبل، في حين تراجع التصنيف الائتماني لنوكيا إلى درجة سيئ"، فضلاً عن انخفاض سعر سهم الشركة بنسبة 60%، وفقدانها 13 مليار دولار من قيمتها السوقية .
بالطبع لا يتحمل ستيفن إيلوب وإدارته جميع هذه النتائج السيئة لشركة نوكيا في ذلك الوقت، وإنما -ولسوء حظه- جاء تنصيبه في هذا المكان متزامناً مع بداية انهيار نظام التشغيل سيمبيان و بداية ازدهار نظام التشغيل أندرويد الذي يكتسح أكثر من ثلثي سوق الهواتف الذكية حالياً، لذا وخلال فترة عمله في شركة نوكيا لم يغب اسم "إيلوب" عن قوائم "أسوأ رئيس تنفيذي" التي تعدها "ديلي فاينانس" و"سي أن بي سي" و"ويلث واير".
في عام 2011 أبرمت شركة نوكيا برئاسة إيلوب اتفاقية مع شركة مايكروسوفت تعتمد الشركة الفنلندية بموجبها على نظام التشغيل "ويندوز فون" الذي تطوره الشركة الأميركية، وبالفعل أعقب هذه الاتفاقية إعلان شركة نوكيا تخلّيها نهائياً عن نظامي التشغيل "سيمبيان" و "MeGoo" لتتبنى بدلاً عنها نظام التشغيل ويندوز فون في سلسلة هواتفها الذكية الجديدة "لوميا".
في الثالث من يوليو سنة 2013 أعلنت "نوكيا" عن إقالة "ستيفن إيلوب" من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة، واستقالته من مجلس الإدارة ليخلفه "ريستو سيلاسما"، وخلال الفترة ذاتها أيضاً، أعلنت شركة مايكروسوفت عن صفقة استحواذها على وحدة الأجهزة والخدمات في نوكيا مقابل 5.44 مليار يورو (أو مايعادل 7.2 مليار دولار)، كما تم تعيين "إيلوب" في منصب نائب رئيس وحدة الأجهزة والخدمات في الشركة الأميركية وذلك كجزء من المرحلة الانتقالية .
كانت مهمة "إيلوب" مساعدة هواتف "نوكيا" على مواكبة الواجهات الأنيقة لهواتف "آيفون" من آبل والأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل "أندرويد" من غوغل وهي مهمة صعبة فشل فيها "إيلوب"، مما أدى إلى انخفاض إيرادات "نوكيا" السنوية بنسبة 40%، من 7 .41 مليار يورو سنوياً إلى 3 .25 مليار يورو، كما انخفضت أرباح نوكيا بنسبه 92 % من 4 .2 مليار يورو سنوياً إلى 188 مليون يورو سنوياً .
وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي منيت بها "نوكيا" إلا أن "إيلوب" استطاع في سبتمبر 2013 إبرام صفقة مع شركة مايكروسوفت على أن تستحوذ الأخيرة على قطاع الأجهزة المحمولة التابع لنوكيا في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 7.2 مليار دولار، وفي الثالث من سبتمبر أعلنت" نوكيا" رسمياً إقالة "إيلوب" من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة في خطة لإعادة هيكلة الشركة .