هل الزواج يُقوّي العظام؟
الرجل-دبي: قام باحثون من جامعة ولاية كاليفورنيا بإجراء دراسة، توصَّلوا من خلالها إلى أنَّ "عظامَ المتزوِّجين أقوى من عظام نظرائهم العازبين". ولكن، يبدو أنَّ هذا الأمرَ ينطبق فقط على الرجل الذي يتزوَّج بعدَ سنِّ 25 سنة.
خضع لهذه الدراسة 632 فرداً من الرِّجال والنساء، الذين يبلغ متوسِّطُ أعمارهم 56 سنة، في الولايات المتَّحدة؛ حيث بحثت هذه الدراسةُ العلاقةَ ما بين مستوى كثافة المعادن في العظام وبين الحالة العائلية (أي حالة الزواج) لدى هؤلاء الأشخاص.
قد تكون كثافةُ المعادن في العظام أمراً مهماً لكبار السن، فكلَّما انخفضت، زاد خطرُ الإصابة بهشاشة العظام. وجدت الدراسةُ أنَّ الرجالَ، الذين تزوَّجوا مؤخَّراً ولم يتعرَّضوا لتجربة الطلاق أو الانفصال، كان مستوى كثافة المعادن في العظام لديهم أعلى من الرجال الذين يعانون من حياة زوجية متقلِّبة.
وكان متوسِّطُ أعمار هؤلاء الرجال عندما تزوَّجوا 25 عاماً، ولكنَّ الرجالَ الذين تزوَّجوا قبل هذا السن انخفض لديهم مستوى كثافة المعادن في العظام أيضاً. وممّا يُثر الاستغراب أنَّ هذا الارتباطَ وُجِد عندَ الرجال فقط، حيث لم يجد هؤلاء العلماء أيَّ علاقة بين مستوى كثافة العظام وبين الحالة العائلية لدى النساء، اللاتي هن أكثر عرضةً لخطر هشاشة العظام من الرجال.
تثير هذه الدراسةُ بالتأكيد الفضولَ، ولكن لا يمكن استخلاصُ علاقة سببيَّة بين الزواج وصحَّة العظام. يعتقد القائمون على هذه الدراسة أنَّ الزواجَ المستمرَّ لسنوات طويلة قد يُقلِّل من الإجهاد النفسي للشخص، على النقيض من تعرُّضه لتجربة الطلاق أو الانفصال أو عدم الزواج أصلاً؛ ويعدُّ انخفاضُ مستوى الإجهاد النفسي أمراً جيِّداً لصحَّة العظام.
وهذا استنتاجٌ معقول، ولكن لم يُثبِته هذا البحث. ومن خلال أخذ هذه الأمور في عين الاعتبار، تُسلِّط هذه الدراسةُ الضوءَ على إمكانية تأثُّر الأحوال الجسدية بالحالة المزاجية وبالشعور بالسعادة لدى الشخص، تأثُّراً جزئياً على الأقلّ.