هل يمكن أن تنطفئ شعلة ميسي قريباً؟
الرجل-دبي:
بعد ما يقارب من 400 مباراة و300 هدف، هل بدأ اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي يعاني من انطفاء لشعلته العالمية؟ التقيت بميسي لأول مرة في ديسمبر/كانون الثاني عام 2005 لمقابلة صحفية، أي قبل ثمانية أعوام، وأتذكر أنني فكرت بأنه في حال لو صحت التقارير التي تصف مهارة هذا المراهق، فإنه يمكن أن يسجل مكانه في التاريخ بعمر العشرين. تمثال لقدم ليونيل ميسي بـ 5.25 مليون دولار وهكذا تحقق الحلم بالفعل، وسجل ميسي عدداً هائلاً من الأهداف، لكن هل لا يزال على نفس حاله. مع بلوغه 26 عاماً، وهو الوقت الذي يفترض أن يصل اللاعب إلى قمة أدائه، يطرح السؤال: لماذا يتعرض الشاب الذي اكتسب لقب أفضل لاعب كرة في العالم لأربع مرات على التوالي للإصابة مراراً وتكراراً؟ وآخر إصابة تعرض لها لاعب الكرة تمثلت بعضلات الفخذ، التي وقعت بداية الشهر الماضي، والتي يمكن أن تخرج ميسي من الملعب لغاية الفترة ما بعد عيد الميلاد. وهذه هي إصابته الثانية بعد أن أصيب فخذه الأيسر بكدمة، وخلال الموسم الماضي فوت اللاعب عدداً من المباريات الهامة، منها المباراة ضد نادي باريس سان جيرمان، وبايرن ميونيخ، خلال المرحلة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا، وذلك لشكواه من إصابة سابقة في عضلات الفخذ.
وتعد هذه فترة حرجة في حياة لاعب نادي برشلونة، خاصة مع سبعة أشهر تفصله عن كأس العالم. وجاءت فترة انقطاع اللاعب على نحو مفاجئ خاصة لعدم شكواه من أي إصابة بعد ألم في فخذه الأيسر عام 2008، والذي أوقفه عن اللعب لستة أسابيع فقط.
وتم العمل بجهد لصقل موهبة ميسي على يد إخصائي العلاج الطبيعي في برشلونة، خوان براو، الذي عمل على مدار الساعة ليكون اللاعب الكتالوني بأفضل حال، وفي فترة معينة لم يعد تواصل براو كما كان مع ميسي، لتلقيه ترقية في عمله، لذا تم تغيير نمط حياة اللاعب.
بالتالي فإن معدل لعب ميسي قد قل ليزيد تأثيره عند الحاجة إليه، وهذا أجبره على تغيير نمط نومه وغذائه، لكن ميسي الخالي من الإصابات، وبإشراف من مدرب برشلونة السابق، بيب غوارديولا، ساعدا النادي في بلوغ مرحلة ذهبية بتاريخ القدم، حاز خلالها النادي على أربع بطولات إسبانية وكأسين بأوروبا. بالتالي فإن الراحة تمثلت بفترات قصيرة ومتباعدة، خاصة مع التجوال المستمر حول العالم، ومع الإلهاء الذي قدمته قضية اتهامه بالتهرب الضريبي. ولمصلحته ومصلحة من حوله، يمكن أن يكون غياب ميسي وأخذه قسطاً من الراحة أفضل قرار اتخذه إلى الآن.
أنا لا أشك بأن "البرشا" سيفتقد لاعبه، لكن هذه الفترة بالذات هي أكثر ما يحتاجه اللاعب، لتهدئة شغفه باللعبة، والذي يمكن أن يصفه البعض بالهوس.
حتى مدرب اللياقة البدنية الفرنسي المخصص لميسي اعترف بهذا، قائلاً إنه يتوجب "فرض حدود" للاعب سيكون فريقه بحال جيد لفترة من الوقت، في الوقت الذي يمكن أن تعد هذه فرصة لسطوع نجم البرازيلي نيمار، ويتولى المقدمة خلال تألقه لمصلحة فريقه. ومثل نيمار، الذي يعد نجم المنتخب البرازيلي خلال احتضان بلاده لكأس العالم خلال العام المقبل، فإن ميسي لديه عبءٌ آخر يثقل كاهليه تجاه المنتخب الأرجنتيني.
ومع مقارنة ميسي خلال الأعوام الماضية بالأسطورة دييغو مارادونا، اتهم باستمرار بأنه لا يقدم أداءً لمنتخبه مثل الذي يقدمه لبرشلونة. مارادونا يهاجم ميسي: فردي ويشعر أنه فوق الجميع والضغط الذي يولده تولي مرتبة الكابتن لقيادة المنتخب الأرجنتيني خلال كأس العالم 2014 ليس بالأمر البسيط، ولتولي هذا الدور يجب على ميسي أن يتحلى باللياقة الجسدية المطلوبة وأن يكون قد أخذ ما يكفي من الراحة ومتشوقاً للانخراط مجدداً في اللعبة.
حتى ميسي قال بنفسه إنه لن يسرع في العودة مجدداً، إذ قال في مقابلة لمجلة "Ole" الرياضية بالأرجنتين، إنه لن يعود إلى لعب الكرة إلا بعد شفائه تماماً. ورجح اللاعب السبب في إصاباته الكثيرة إلى الحظ السيء، وأن ما حل به أصابه "بالحزن والغضب." وفي الوقت الذي بدأ فيه اللاعب في طريقه للتعافي يبدأ نجم آخر بالسطوع، إذ يبدو وأن الجو ملائم لبروز لاعب الريال مدريد كريستيانو رونالدو، الذ سجل لفريقه 35 هدفاً خلال ظهوره في 25 مباراة، لكن صورته لمنتخب بلاده، البرتغال هي التي يمكن أن تبرز. إذ سجل اللاعب 10 أهداف في تسع مباريات لمنتخبه خلال عام 2013، وهي أول مرة يحقق فيها رونالدو رقماُ مزدوجاً خلال لمصلحة منتخبه خلال عام واحد، والمسرح مجهز أمام كريستيانو ليصعد عليه ويبرز في أمريكا الجنوبية العام المقبل. وعندما أفكر باحتمالية مواجهة ميسي الأرجنتيني ذو الصحة التامة، وجهاً لوجه أمام كريستيانو رونالدو البرتغالي في كأس العالم، فإنه أمر لا يمكنني شخصياً الانتظار لرؤيته.
المصدر:CNN Arabic