التنفيذي صلاح عبد اللطيف العوضي "للرجل": هكذا يشعر موظفوك بالانتماء للمؤسسة
الكويت – فادية الزعبي
يؤمن رجل الأعمال الكويتي صلاح عبد اللطيف العوضي، رئيس اهم شركة اتصالات مساندة في الكويت بأن تقدم دولنا ونهضتها يجب أن يبدأ بالعمل على خلق جيل متعلم ومثقف ومنتج ومنظم ، وهو يطبق هذه القناعة على العاملين معه من خلال توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة المستقبل للاتصالات الكويتية وأحد مؤسسيها، إلا أنه يتمنى أن تركز دولنا الخليجية والعربية على الاستثمار في ذات الإنسان لأن العنصر البشرى هو الثروة الحقيقية التي لا تنضب .
وفي حواره مع "الرجل" نبه التجار إلى مغبة الاعتماد على استيراد السلع من الصين عبر الوسطاء، ناصحاً بضرورة زيارة مصنع الشركة قبل اتخاذ قرار استيراد منتجاتها للتأكد . وتحدث أيضاً عن طرق النهوض بالموظفين وغرس الانتماء للشركة التي يعملون فيها,
أما عن إنجازاته، فأشار العوضي بفخر إلى أن رأسمال شركة المستقبل للاتصالات حينما تأسست عام 1996 كان 525 ألف دولار ألف دولار وصل اليوم إلى 28 مليون دولار دونما طلب لرفع رأس المال ولكن نتيجة الأرباح المرحلة، هذا إلى جانب توزيع أرباح كل عام على المساهمين بنسبة تتراوح بين 15 و 20%.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
ما هي فلسفتك لبناء الانسان المنتج في مؤسسته؟
في البداية يجب أن نتعلم كيف نخلق جيلاً متعلماً واعيا ومنتجاً ومنظماً. فنبدأ بتنمية العقل أولاً من خلال تزويدهم بالعلوم والمعارف، وتزويدهم بالمهارات والخبرات المتنوعة، والعمل على بث الثقة فى نفوسهم كعناصر فاعلة محبة للوطن وذلك من خلال رؤية شاملة واضحة ومدروسة. فمثلاً دول شرق آسيا تصرف على التعليم والتدريب أكثر مما تصرفه على الترفيه. ونحن كشعوب يقترض بعضنا المال ليغطى نفقات سفره وترفيهه.
أعتقد أن علينا في الكويت، تشجيع شبابنا على العمل في سن مبكرة، فالشباب عندنا يبدأون العمل بعد تخرجهم من الجامعة أي في سن 22 سنة أو 23 سنة. وفي هذا السن يصعب توجيههم وحثهم على ضرورة الكفاح في العمل والإنتاج وعدم الاتكال على الآخرين وبذل المزيد من الجهد ليبلغوا أهدافهم.
هل التبكير في دخول سوق العمل يلعب دورا مهما في حجم الانجاز مستقبلا؟
أنا شخصيا بدأت العمل عام 1974 حينما كان عمري 16 سنة، فعملت في "شركة سالم المرزوق وصباح أبي حنا"، وكنت أشتغل عندهم براتب شهري لا يزيد عن 40 ديناراً كويتياً (حوالي 140 دولار) فكنت أعتمد على راتبي في الإنفاق على مستلزماتي الخاصة ورفاهيتي. وقد أكسبتني هذه التجربة ثقافة الاعتماد على النفس والقدرة على التحمل ومواجهة الصعاب، وعلمتني مهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين. فكانت نقطة انطلاقي العملية. واتبعت هذا النهج المثمر في تربية أولادي.
لذا اقترح عمل استثناء في قانون العمل الكويتي بحيث يسمح للطلاب بالعمل صيفاً في الجمعيات التعاونية مثلاً، أو في الشركات التجارية، أو في أي عمل يتناسب مع سنهم وميولهم، والهدف هو خلق جيل محب للعمل والعطاء ونواة لعنصر فاعل في خدمة وازدهار وطنه.
- تحول الكثير من تجار الكويت إلى استيراد منتجات من شرق آسيا خصوصاً من الصين. فما رأيك بهذا التحول؟
- هذا تحول جيد. ولكنني أنبههم إلى ضرورة زيارة مصانع الشركات المنتجة للسلع، وعدم الاكتفاء بما يعرض في مواقع الإنترنت من سلع يروجها وسطاء، فيقعوا في مطب عدم تطابق مواصفات السلعة مع متطلباتهم، وكذلك ارتفاع سعرها عن السعر الأصلى الذي سيدفعونه في حال استوردوها من الشركة المنتجة مباشرة.
وأعرف شخصيا تجاراً في الكويت تورطوا واشتروا سلعاً عبر مواقع الإنترنت واكتشفوا أن البضاعة التي وصلتهم مختلفة تماماً عن المواصفات المعروضة.
- ما هي التحديات التي تواجهكم كرجال أعمال؟
- أول تحد يواجه رجل الأعمال هو بناء وتكوين فريق عمل مؤهل ومتجانس يساعده في تنفيذ خطط الشركة وأهدافها. وتكوين هذا الفريق يتطلب جهداً ووقتاً. إذ يفترض برجل الأعمال أن تكون لديه قدرة على التقاط الكفاءات المناسبة لأنشطة الشركة، مع الأخذ بالاعتبار المستوى العلمي وسنوات الخبرة للموظف وقدرته على التجانس مع فريق العمل. تأتي بعد هذه الخطوة عملية تدريب الفريق على نوعية عمل الشركة من خلال دورات تدريبية مدروسة، ليصبحوا جاهزين لتولى مسؤوليات العمل مع الاستمرار في التطوير من خلال التقييم الممنهج والخطط الاستراتيجية.
أما التحدي الآخر، فهو الاحتفاظ بالموظفين الذين تم تجهيزهم وتدريبهم.
فمن السهل أن يضيع هذا الجهد وهذا الاستثمار عندما تسنح للموظف فرص عمل براتب أعلى في شركات أخرى.
ومن خلال خبرتي، وجدت أن المحافظة على الموظفين يتطلب رؤية مستنيرة لمجاراة مستويات الرواتب في سوق العمل. فيجب منح الموظفين الأكفاء راتباً يتناسب مع رواتب من هم في مستواهم في الشركات الأخرى. كما يتطلب الأمر الكثير من المرونة و عدم تقييد أفكارهم، وفتح المجال أمامهم للإبداع والابتكار، مع عدم التركيز على الأخطاء باعتبارها جوانب سلبية، فالخطأ يدخل ضمن دائرة التجارب والخبرات الإيجابية التي تقود لاحقاً إلى المسار الصحيح والانطلاق بفكر مبدع نحو التطوير.
أما الجانب الاجتماعي والأنسانى في التعامل مع الموظفين فيتطلب احترام آراء الموظفين والمدراء، وتقدير ظروفهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم.
فرجل الأعمال لا يستطيع أن يرتقى بمؤسسته بدون فريق عمل منتمي ومتعاون ومحب ومخلص في عمله.
- أنتم أحد مؤسسي شركة المستقبل للاتصالات ورئيسها التنفيذي منذ سنوات. فما هي إنجازاتكم في هذه الشركة؟
- لمعرفة الإنجازات يكفي القول أن شركة المستقبل للاتصالات تأسست عام 1996 برأسمال 150 ألف دينار كويتي (حوالي 525 ألف دولار أميركي). وقد بدأت بتحقيق أرباح منذ العام التالي لتأسيسها. وواصلت تحقيق الأرباح كل عام حتى نهاية عام 2013. كما واصلت توزيع الأرباح على المساهمين كل عام بنسبة 15% و 20%
وارتفع رأسمالها من 150 ألف دينار إلى 8 ملايين دينار (حوالي 28 مليون دولار) نتيجة الأرباح المرحلة وليس نتيجة طلب زيادة رأس المال.
- معروف عن شركة المستقبل للاتصالات مواكبتها لكل جديد في عالم الاتصالات. فما هو جديدكم؟
- المستقبل للاتصالات تحولت للاهتمام بالبرمجيات وحلول التكنولوجيا المتكاملة والخدمات ذات القيمة المضافة، إلى جانب بيع الهواتف المتنقلة ومستلزماتها. وحديثا بدأنا نركز جهودنا على الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة. وبدأنا نحصد ثمار استثماراتنا في هذا القطاع الذي بدأنا به قبل عشرة سنوات خاصة مع انخفاض هامش ربح الأجهزة الالكترونية النقالة وازدياد المنافسة بين شركات الاتصالات ومصنعي الأجهزة. ونسعى دائما لمواصلة مسيرة مواكبتنا للتطور التكنولوجي المضطرد.
- كيف ترى مستقبل التكنولوجيا فى المجتمع الدولى؟
- الحقيقة جزء من المجتمع ولد مع التكتنولوجيا، والجزء الآخر تأقلم مع معها بصورة أو بأخرى. وفى المستقبل سيزداد الاحتياج للتكنولوجيا في كل مناحي الحياة سواء الأفراد أو قطاع الأعمال. فالتطوير التكنولوجى يفرض على المجتمعات الاستعداد لمواكبة متغيراته بالتعليم والتدريب والتطوير في مجال البرمجيات. وهناك شركات كثيرة في أميركا وأوروبا بدأت بالفعل بتعليم الأطفال في سن مبكرة على لغات البرمجة بشكل عام. وهذه مسؤوليتنا جميعا سواء الحكومة أو الأهل في المنزل أو المدرسة أو المؤسسات الاجتماعية تجاه الأجيال القادمة لإعداد جيل قادر على مواكبة عصر البرمجيات اللامتناهي. من الاستزادة حول هذا الموضوع من خلال الدخول على موقع علمي وتعليمي هو http://code.org/ وقد استفاد العديد من الأشخاص الذين نصحتهم بدخوله.
- هل اهتمامك بالبرمجيات وتقنية المعلومات انتقل إلى أبنائك؟
- لقد فتح هذا الجيل عينيه على الكومبيوتر والهواتف الذكية والبرمجيات. وأنا أعترف أنه رغم تعمقي في هذه البحور إلا أن أبنائي أكثر تعمقاً مني وأكثر استخداماً له.
- هل هواياتك مرتبطة أيضاً بتقنية المعلومات وبرامجها؟
- هوايتي الزراعة في حديقة منزلي. فأنا أمضي وقت فراغي في العناية بنباتاتي وزهوري وأشجاري، وزراعة ما أمكن من جديد. إنها متعتي الحقيقية. وكم يسعدني ما أراه من انطباع جميل على أفراد أسرتي وضيوفي حينما يمضون وقتاً ممتعاً في حديقتي.