معرض يكشف عن أول حقيبة نسائية في العالم صنعت بالموصل
30 مارس 2014
الرجل-دبي:
ذكرت خبيرة بريطانية بالفن الإسلامي حسب"اخبارنا المغربية" أنها استطاعت إزالة الغموض الذي أحاط بقطعة فنية من المعدن المشغول يملكها معرض للفنون في لندن. وقالت إن القطعة هي أقدم حقيبة نسائية في العالم.
ريتشل وارد، منسقة المعارض بقاعة "كورتولد" في لندن والخبيرة السابقة بالمتحف البريطاني، ذكرت أن أبحاثا أجرتها بينت أن القطعة الفنية هي حقيبة يد نسائية جزءها الأعلى من النحاس المطعم بالذهب والفضة وصنعت بين عامي 1300 و1330م في الموصل بشمال العراق خلال عصر الدولة الإيلخانية، التي أسهها هولاكو حفيد الزعيم المغولي جنكيز خان.
وقالت ريتشل وارد "كانت الموصل مركزا كبيرا للأشغال المعدنية المطعمة منذ بدايات القرن الثالث عشر. المدهش في هذه القطعة الفنية تحديدا هو ما يظهر فيها من نقوش الموصل التقليدية والتأثير الذي جاء مع قدوم المغول من شرق آسيا."
القطعة الفنية تملكها قاعة "كورتولد" للمعارض الفنية في لندن منذ عام 1966. وذكرت الخبيرة أن جمالها فتن كل من رآها لكن أصلها وماهيتها ظلا سرين مغلقين حتى وقت قريب.
وقالت ريتشل "هي مصنوعة من النحاس الأصفر لكنها مطعمة. مغطاة بالذهب والفضة لدرجة يصعب معها رؤية المعدن الأصلي."
وأضافت "داخلها فارغ حاليا لكن يرجح أنه كان مبطنا بحرير ملون يضيف إليها جمالا. الخارج مزين بدوائر تتوسطها صور صيادين، وفي المقدمة والخلفية صورة فارس داخل دائرة كبيرة، الأمر الذي يشير إلى الأهمية الكبيرة للصيد في حقبة القرون الوسطى."
أثارت القطعة الفنية الفريدة اهتمام العديد من خبراء الفن الإسلامي، وهي تحتل الآن موقع الصدارة داخل معرض في قاعة "كورنولد".
وذكر ريتشل وارد أن مفتاح إزالة الغموض الذي أحاط بالحقيبة كان لوحة محفورة في المعدن في أعلى القطعة الفنية، تصور حفلا في البلاد الملكي يتوسطه رجل وامرأة من النبلاء على ما يبدو، وحولهما عدد من الأشخاص بينهم عازف على آلة موسيقية ورجل يحمل صقرا. وفي الصورة خادم واقف بجوار السيدة النبيلة يحمل مرآة ومنديلا وتتدلى من كتفه حقيبة معلقة بسيور.
وذكرت ريتشل وارد أنها تعتقد أن الحقيبة الموجودة في اللوحة تخص السيدة النبيلة وأنها نسخة من القطعة الفنية الأثرية.
وعثرت الخبيرة خلال أبحاثها على أدلة كثيرة من الصور لخدم واقفين بجوار السيدات النبيلات. ويضم المعرض في قاعة "كورتولد" صورة من القرن الرابع عشر لحفل تتويج في بلاط فارسي يقف فيه الغلمان حاملين حقائب معلقة على الأكتاف بجوار النبيلات.
وقالت ريتشل وارد "إنها تحفة فنية لأنها غير عادية، وهذا في واقع الأمر هو تعريف التحفة.. أنها فريدة.. وما من شيء لدينا يماثلها. إنها أول حقيبة نسائية معروفة ويميزها أننا نستطيع أن نربط بينها وبين امرأة وهو أمر غير عادي بالنسبة للقرون الوسطى. كثير من القطع في المعرض ربما كانت تستخدمها نساء لكن هذه القطعة تتميز بأننا نعرف بالفعل أنها كانت لامرأة تستخدمها لاستعمالها الخاص."
وكان الخبراء يصنفون الحقيبة سابقا على أنها حافظة أوراق أو حقيبة بسرج الحصان، وكانوا يعتقدون أنها صنعت لاستعمال رجل. لكن وارد تصر على أنها كانت ملكا لسيدة نبيلة من القرون الوسطى ربما كانت تحتفظ فيها بمواد وأدوات الزينة.
وقالت الخبيرة "لا نعرف المرأة التي صنعت من أجلها، لكنها ربما تكون المرأة الموجودة صورتها على الغطاء ومن المؤكد أنها كانت سيدة نبيلة من بلاط الدولة الإيلخانية المغولية التي حكمت العراق في ذلك العصر."
وتقول ريتشل وارد إن ما من حقائب لليد معروفة في أوروبا من عصر سابق لتلك الحقبة، وإن ثمة أدلة في الصين والبلاد العربية على أن الخدم كانوا يحملون صناديق تخص مخدوميهم لا حقائب.
امتد حكم امبراطورية المغول خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وكانت من أكبر الإمبراطوريات مساحة في التاريخ، حيث امتدت من وسط أوروبا إلى بحر اليابان ومن سيبيريا شمالا إلى إندونيسيا وشبه الجزيرة الهندية جنوبا.
الحقيبة اشتراها جامع للتحف من العصر الفيكتوري يدعى توماس جامبيير باري عام 1858 خلال زيارة لمدينة البندقية، ثم أهداها حفيده إلى قاعة "كورتولد" للمعارض الفنية عام 1966.