دراسة: وفيات السكري إلى الضعف بحلول عام 2030
20 نوفمبر 2013
الإمارات، دبي 01 أغسطس 2012: لفتت دراسة نشرت مؤخراً إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن مرض السكري سيتضاعف بحلول عام 2030. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن 4.6 مليون شخص حول العالم عرضة للموت بسبب السكري خلال هذا العام فقط.
ويعاني في الوقت الحالي 285 مليون شخص في العالم الإصابة بمرض السكري، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 438 مليون شخص خلال العقدين القادمين فقط. وتشير الإحصائيات أن 7.8% من مجموع البالغين في العالم بمعدل (2 من بين 25 شخص) سيعانون من السكري وهذا ما يؤكد تفشي المرض على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل مراكز الأبحاث الطبية العلمية والمختبرات العالمية للحد منه.
وأوضح الدكتور خالد الغفيلي أخصائي أمراض السكري والمشرف العام على حالات علاج مرضى السكر في المستشفى السعودي الألماني في دبي، في محاولةٍ لإلقاء المزيد من الضوء على طبيعة هذا المرض "مما لا شك فيه أن السبب الأهم الذي يقف وراء وفاة المرضى المصابين بالسكري هو التشخيص المتأخر للمرض. ومن وجهة نظري أن الكشف المبكر هو عامل الحسم في الحد من مضاعفاته التي عادةً ما تتسبب بحدوث الوفاة".
وتتعدد أنواع السكري إلا أن أكثرها شيوعاً هو النوع 2 إذ يشكل ما نسبته 95% من الحالات المصابة بالمرض، ومن المعروف أن السكري ينتشر في المناطق التي يرتفع فيها معدل الدخل. وفي هذا الصدد يشير الغفيلي الذي يمتلك خبرة عريضة في معالجة مرضى السكري إلى أن النظرة السلبية حيال هذا المرض لا تعني العجز عن محاربته والوقوف في وجه انتشاره، واستطرد: "لا أعتقد أن الصورة قاتمة وسوداوية إلى هذه الدرجة، فالمعلومة الغائبة عن ذهن الكثيرين أن 80% من الحالات المصابة بالنوع 2 من مرض السكري يمكن الوقاية منها، وذلك عن طريق تحسين العادات الغذائية لدى البعض وضمان توافر بيئة صحية لمرضى السكري".
وحول الأعراض التي يمكن من خلالها معرفة إذا ما كان هذا الشخص يعاني من السكري، أوضح الدكتور الغفيلي أن الأعراض التي تقود لمعرفة مريض السكري تتلخص في ظهور بعض العلامات المبكرة عليه مثل العطش المفرط، وكثرة التبول والتعب المستمر ونقصان الوزن. وتشمل الأعراض الأخطر ضعف الرؤية والقروح التي تستغرق وقتاً للشفاء وكذلك الإحساس بالوخز في اليدين والقدمين، إضافة إلى حدوث تورم في اللثة.
وتعتبر الفئة العمرية من 40 إلى 59 سنة هي الأكثر عرضةً للإصابة بمرض السكري، وفي هذا الصدد قال الدكتور الغفيلي: "تعد فئة الأشخاص المتقدمين في السن هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري لكن ذلك لا ينكر وجود إصابات بالسكري بين الفئات العمرية الأصغر وذلك لأن السكري قد يولد بالأصل مع الإنسان إلا أن الإصابة به تختلف من شخص لآخر تبعاً لعوامل مختلفة. وهنا أود أن أوصي كل شخص بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على معدلات عالية من السعرات الحرارية والكربوهيدرات. كما ينبغي الإشارة إلى ضرورة ممارسة الرياضة لأن السكري يمكن أن يصيب الإنسان في أي وقت مالم نتخذ الاحتياطات اللازمة للحد منه".
وعلى الرغم من الدور الذي يلعبه الأنسولين في تنظيم وظائف الجسد وعودة المرضى لحالتهم الطبيعية إلا أن السكري بحد ذاته لا يؤدي للوفاة لكن ما ينتج عنه من مضاعفات وأمراض مثل الفشل الكلوي وأمراض القلب والسكتة الدماغية هو ما يقود إلى حدوث الوفاة. كما يمكن أن يتسبب السكري ببتر بعض أطراف المريض في الحالات المتقدمة منه. ونظراً لهذه الأسباب يوصي الاختصاصيون بضرورة إجراء الفحوص الدورية للكشف عن السكري قبل أن يتحول إلى داء يصعب السيطرة عليه.