مقتنيات عائلية عربية تتصدَّر مزاد كريستيز بدبي
الرجل: دبي
ينطلق مزاد كريستيز للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة في بدبي يوم الثلاثاء 21 أكتوبر الجاري بفندق جميرا أبراج الإماراتويتضمن 122 قطعة، تأتي في طليعتها لوحات فريدة مأخوذة من ثماني مجموعات من المقتنيات العائلية المعروفة بالمنطقة، من أبرزها مجموعة شاملة من لوحات الفنان التشكيلي اللبناني شفيق عبود من المقتنيات الحصرية لكلٍّ من فيفيان وروبرت دباس بالعاصمة اللبنانية. كذلك يتضمن المزاد المرتقب لوحات من مقتنيات إيرانية خاصة مرموقة، ومن مقتنيات الدكتور محمد سعيد فارسي، ومقتنيات عائلة توبلر، إلى جانب المقتنيات الخاصة للفنانين حامد عويس، وإيلي كنعان، ومحمود حمَّاد، ولوحات عراقية حديثة من مقتنيات الراحل الدكتور خالد القصّاب.ويشمل المزاد أيضاً لوحات شهيرة لكل من محمود سعيد، وبول غريغوسيان، وفاتح المدرس، وبرويز تانفولي، وسهراب سبهري، إلى جانب أعمال فنانين معاصرين من أمثال أيمن بعلبكي، وهيف كهرمان، وركني حائري زاده، وفرهاد موشيري، ومن المتوقع أن تستأثر ثلاث لوحات أخاذة لمحمود سعيد (1964-1897)، أحد رواد المدرسة المصرية والعربية الحديثة في الفنون التشكيلية، باهتمام كبار المقتنين خلال مزاد كريستيز المقبل، في طليعتها لوحة «فلاحة في العلمين» التي كانت في الأصل ضمن المقتنيات الخاصة للدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة في مصر خلال الفترة 1964-1959. واختار سعيد اللون الأصفر الساطع المفعم بأشعة الشمس للأرض، مقابل اللون الأبيض الخالص للتلال الواقعة في خلفية اللوحة، واللون الأزرق بنقاء أخاذ للبحر. ويقول النقاد إنَّ سعيد برع في إبراز الألوان التي تشتهر بها العلمين، البلدة التابعة لمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتُعَدُّ "الفلاحة" المصرية من الأفكار التي شغلت سعيد في لوحاته وأعماله. وفي هذه اللوحة، تظهر الفلاحة على ظهر حمار على قمة تلة لتهيمن على المشهد. وأضفى سعيد شيئاً من النبالة على الفلاحة التي ارتدت فستاناً أحمر زاهياً من فوقه معطف أزرق غامق. وكما في العديد من لوحات سعيد عن الفلاحة المصرية، تبرز هذه اللوحة جمالية المرأة المصرية. وتتراوح القيمة التقديرية الأولية للوحة بين 600,000-400,000 دولار أمريكي، كذلك من المتوقع أن يتنافس المقتنون خلال مزاد كريستيز على لوحتين نادرتين للفنان التشكيلي المصري حامد عويس (2011-1919)، أحد أبرز رواد الواقعية الاشتراكية في مصر، إحداهما لوحة «الزعيم وتأميم القناة» التي تُظهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مخاطباً الجماهير في 26 يوليو 1956 بمدينة الإسكندرية ورافضاً تدخل البريطانيين والفرنسيين في الشؤون الداخلية المصرية. وتخلِّد هذه اللوحة تلك اللحظة التاريخية في مصر مثلما تجسِّد الرؤية الاشتراكية لعويس ودعمه لناصر. وتتراوح القيمة التقديرية الأولية للوحة بين 200,000-150,000 دولار أمريكي، ومن بين أبرز الأعمال المشاركة بمزاد كريستيز المقبل سلسلة لوحات نادرة للفنان التشكيلي اللبناني شفيق عبود (2004-1926) من المقتنيات الحصرية لكل من فيفيان وروبرت دباس بالعاصمة اللبنانية. وتجسّد هذه اللوحات، وهي كبيرة الحجم في معظمها، براعة يد عبود المجرَّدة، وتمثل كل واحدة منها لوحة تمهيدية ومحطة فارقة في رحلته التجريبية المعمقة الممتدة لستة عقود بحثاً عن جوهر الضوء من خلال اللون. وممَّا نُقل عن عبود في هذا السياق قوله: "لا أتوقف إلا عندما يتصادف اللون والضوء؛ لا استطيع أن أهربَ من اللون، فهذا قدر لا مفرَّ منه وطبيعة كامنة؛ عيناي تنبهران بالألوان". ومن أبرز لوحات عبود المشاركة بمزاد كريستيز لوحة «الغرفة الكبرى 3» المعروضة بمنزل المقتنين ببيروت (200,000-150,000 دولار أمريكي)، ومن المتوقع أن تحصد لوحات عبود العشرة نحو 2 مليون دولار أمريكي، ومن بين اللوحات التي جمعتها عائلة توبلر في مطلع ستينيات القرن العشرين أثناء وجودها كعائلة دبلوماسية في سوريا أربع لوحات للفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي (1978-1934)،منها لوحات بورتريه مؤثرة لزوجته وابنه. وكانت اللوحة الثانية التي اقتنتها عائلة توبلر من لؤي كيالي لوحته الشهيرة لبلدة معلولا (1963) التي رسمها باللونين الأبيض والأسود لتنفرد عن بقية لوحاته عن البلدة ذاتها (القيمة التقديرية الأولية: 80,000-60,000 دولار أمريكي).
وترصد عشرة أعمال من مقتنيات الراحل الدكتور خالد القصّاب، الطبيب الذي كان أحد المؤسِّسين المعروفين لجماعة «الرواد»، الحركة الفنية في العراق في خمسينيات القرن العشرين، من أبرزها منحوتة برونزية غير معنونة لنساء وأطفال من أعمال محمد غني حكمت، أحد أشهر النحاتين العراقيين (2011-1929) ممَّن تتلمذوا على يد جواد سليم، أحد أبرز النحاتين في تاريخ العراق الحديث. وتتراوح القيمة التقديرية الأولية للمنحوتة بين 60,000-40,000 دولار أمريكي.
وبالانتقال إلى إيران، يشمل مزاد كريستيز المقبل ثمانية أعمال من مجموعة مقتنيات إيرانية خاصة ترصد تاريخ الفن الحديث في إيران، لاسيما خلال الفترة بين 1970-1960، منها لوحة للرسامة ليلي متين-دفتري (2007-1937)، وأعمال لكل من قاسم حاجي زاده (وُلد 1947)، وبهمان محسس (2010-1931)، والنحات الشهير برويز تنافولي (وُلد 1937)، ويشمل مزاد كريستيز أيضاً عملين للفنان السوري محمود حمّاد (1988-1923)، رائد التجريد وأول الفنانين السوريين الذين وظفوا جمالية الحروف العربية في أعمالهم، والعملان المشاركان من المقتنيات الخاصة بعائلته، أحدهما لوحة «الإيقاع الأزرق-البنفسجي في خمسة أوقات»، وهي لوحة تكعيبية على امتداد خمس لوحات وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين40,000-30,000 دولار أمريكي، وُلد إيلي كنعان (2009-1926) في بيروت عام 1926 وخلال دراسته بالعاصمة الفرنسية عرض لوحاته هناك وفاز بالعديد من الجوائز الفنية المرموقة. وتجسِّد اللوحات الثلاث المأخوذة من مقتنيات كنعان الشخصية مراحل مختلفة من رحلته الإبداعية. فلوحة Rêveuses (1965) تُظهر ثلاث فتيات على مقربة من البحر في لوحة تبرز تأثُّر كنعان بالمدرسة الانطباعية، فألوانها المتوسطية الباهتة تُظهر تأثير أشعة الشمس في الأشخاص (القيمة التقديرية الأولية: 30,000-20,000 دولار أمريكي)، فيما تعود اللوحة الثانية L’Attente إلى عام 1993وتُظهر شخصاً واحداً فيما تبدو خلفية اللوحة شديدة البرودة في مؤشر على الحرب الأهلية في لبنان (القيمة التقديرية الأولية: 30,000-25,000 دولار أمريكي). وأما اللوحة الثالثة Au Revoir فتعود إلى عام 2003 وهي من آخر أعماله التعبيرية التجريدية وتتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 30,000-20,000 دولار أمريكي، ومن بين أبرز الأعمال المعاصرة المشاركة بمزاد كريستيز المقبل بدبي لوحة للفنان الإيراني فرهاد موشيري (وُلد 1963) بعنوان «ناكش الأسنان» (2008)، تُظهر رجلاً أنيقاً مرتدياً نظارة مرصَّعة بالألماس وهو ينكش أسنانه (القيمة التقديرية الأولية: 220,000-180,000 دولار أمريكي). ويثير موشيري في هذه اللوحة بروز الأثرياء الجُدد بالمنطقة من خلال الرجل الأنيق ذي النظارة البراقة. N