لإنتاجية أكبر في العمل، عليكم الإنجاب!
الرجل: دبي
بيّنت آخر البحوث أن الشخص الوالد (أو الوالدة) يتمتع بتنظيمٍ وكفاية أكبر، ما يجعله موظّفاً أفضل من غيره، بعد أن يتخطّى أولاده مرحلة الطفولة، حسب النهار:
إنتاجية أكبر عند الموظّفين الأهل
فالدراسة التي أجراها قسم البحوث في البنك الاحتياطي الفدرالي بمدينة سانت لويس الأميركية، تضمّنت قياساً لإنتاجية 10 آلاف موظف في مجال الاقتصاد. وجاءت النتيجة أن الموظفات الأمهات لولدَين أو أكثر يبلغون من العمر 12 سنة وما فوق، يُنتجن أكثر من الموظفات الأمهات لطفلٍ واحد فقط، ومن الموظفات من دون أي طفل. تمتع الآباء أيضاً بمقياس انتاجية أكبر من غيرهم، فآباء الأولاد البالغين من العمر 12 سنة وما فوق أنتجوا أكثر من الآباء لطفلٍ واحد ومن الموظفين الذين لم يصبحوا آباء بعد.
الانتظار حتى بلوغ الولد عمر الـ12
صحيحٌ أن نتيجة الدراسة تدحض فكرة عرقلة الأطفال حياة أهلهم المهنية، لكنها تضع الوالدَين في مرحلة انتظار حتى بلوغ الولد عمر الـ12. فالموظفان الوالد والوالدة لطفلٍ جديد سيواجهان، طبعاً، نقصاً في الإنتاجية في العمل، بسبب افتقادهم للقدر الكافي من النوم، وهو ما أشارت إليه الدراسة جامعةً الموظفين الآباء والأمهات على السواء. لكن تعاني الأمهات من قلة في الإنتاجية في وظائفهنّ أكثر من الآباء بعد إنجاب طفلٍ جديد، بما أنهن يخسرن 17.4% من مستوى الإنتاجية فيما لا يخسر الموظفون الآباء سوى 5%.
وتسوء إنتاجية الموظفات الأمهات أكثر عندما يكون هناك أكثر من طفل (لم يصل إلى مرحلة المراهقة بعد)، إذ تتقلص إنتاجيتهن بنسبة 22%، ما يساوي سنتَين ونصف السنة من الإنتاجية. أما إذا تعدّى عدد الأولاد الاثنَين فتكون الموظفة أمّاً لثلاثة أولاد أو أكثر (غير مراهقين)، تعاني إنتاجيتها في وظيفتها من نقصٍ يصل حتى الـ33%، أي 4 سنوات من الإنتاجية.
لمَ يتمتع والدا المراهقين بإنتاجية أكبر؟
فيما أكدت الدراسة نفسُها أن الموظفين الأهل لأولادٍ تخطّوا مرحلة الطفولة، يتمتعون بإنتاجية أكبر من الموظفين الآخرين، لم تقدّم أسباباً ملموسة أدت إلى هذه النتيجة. لكن أوضح أحد المشرفين على الدراسة كريستيان زيمرمان للصحيفة الأميركية اليومية "الواشنطن بوست" نظريته، قائلاً إن "على الموظف الموكَل أن يقوم بأبحاث، أن يكون منظّماً جدّاً، فالتنظيم هو عنصرٌ هامٌّ جدّاً لتحقيق إنتاجية مذهلة والنجاح في عمله"، مشيراً إلى أن "التنظيم الذي يتمتع به الأهل بعد فترة من تربية أولادهم، قد يكون هو الذي أدى إلى نتيجة دراستنا".
وتطرقت المجلة الأميركية التجارية Fast Fortune إلى الدراسة المذكورة، مؤكدةً أنه عندما يصير الموظّف والداً، يُجبَر على أن يصبح منظّماً أكثر. إذ تزداد عليه الأمور التي يجب تحضيرها. والطريقة الوحيدة لإنهاء ما يتوجّب عليه هي في تحديد ما هو الأهم، تحضير ما يحتاج إليه، جدولة المهَمّة، ثم تنفيذها. ويُكَرّر التنظيم نفسُه في ما يتعلّق بالمهَمّات التالية.