فلكيون يحذرون : الكرة الأرضية باتت مكشوفة لأخطار المذنبات
الرجل: دبي
حذر لفيف من أكبر علماء الفلك في العالم من ان الكرة الأرضية باتت مكشوفة لأخطار جسيمة مصدرها مذنبات يمكن ان تحدث دمارا هائلا إذا ضربت الأرض بعد حجب التمويل عن محطة الانذار المبكر الوحيدة التي كانت ترصد هذه المذنبات في نصف الكرة الجنوبي.
بسبب انقطاع مصادر التمويل أُغلقت المحطة التي اكتشفت المذنب سايدنغ سبرنغ الذي مر في 19 تشرين الأول(أكتوبر) على بعد 140 الف كلم فقط من المريخ ، وهي مسافة تعادل بالمعايير الفلكية عرض شعرة إنسان كانت تفصل بينه وبين الارتطام بالكوكب الأحمر. وقال الفلكي برادلي تاكر الذي يعمل استاذا في الجامعة الوطنية الاسترالية وجامعة كاليفورنيا باركلي الأميركية لصحيفة الغارديان ان غلق محطة الانذار المبكر "مبعث قلق حقيقي. فقد يكون هناك جسم مندفع نحونا الآن ولا نعرف به". كان عمل المحطة التي أُنشئت في مقاطعة نيو ساوث ويلز جنوبي استراليا البرنامج الوحيد الذي يبحث عن مذنبات وكويكبات وشهب خطيرة في نصف الكرة الغربي. وتعتبر الأجسام السماوية التي تمر على مسافة 7.4 مليون كلم من الأرض أو يزيد قطرها على 150 مترا كويكبات خطيرة. وهناك 1508 حالات معروفة بهذه المواصفات. وكان أشهر كوكيب ارتطم بالأرض سقط في المكسيك قبل نحو 65 مليون سنة ويُعتقد بأنه كان السبب في انقراض الديناصورات. ودخل نيزك قطره 20 مترا غلاف الأرض الجوي دون ان يكتشفه أحد في عام 2013 وأسفر انفجاره المثير نحو 30 كلم فوق مدينة تشيليابنسك الروسية عن إصابة 1500 شخص بجروح. وقال الفلكي تاكر ان ما حدث هو "من حيث الأساس اشبه بقنبلة نووية تنفجر في الغلاف الجوي". واكتشفت المحطة الاسترالية أكثر من 15 جسماً كهذا وكانت بإدارة العالم الاسترالي ـ الاسكتلندي الدكتور روبرت ماكنوت الذي يُسجل له اكتشاف نحو 475 كويكبا وزهاء 82 مذنبا بينها المذنب سايدنغ سبرنغ ، وهو رقم يزيد على ما اكتشفه أي فلكي آخر. ولكن مصادر تمويل المحطة أخذت تجف بدء بانسحاب وكالة الفضاء الأميركية من المساهمة في تموليها الى ان نضبت هذه المصادر تماما الآن.
في هذه الأثناء تستمر المحطة الشقيقة للمحطة الاسترالية في العمل في ولاية اريزونا الاميركية حيث يستطيع الفلكيون في نصف الكرة الشمالي ان يستمروا في تسديد أنظارهم صوب السماء باحثين عن أجسام قادمة من هذه الجهة. ولكن الفلكي في الجامعة الوطنية الاسترالية ايان آدمس قال "ان نصف الكرة الشمالي لا يستطيع ان يرى الأجسام الطائرة في سماء نصف الكرة الجنوبي" مشيرا الى ان المذنب الذي مر قرب المريخ جاء من نصف الكرة الجنوبي "وما كان بمقدور نصف الكرة الشمالي ان يراه بالمرة". واضاف آدمس ان مهمة تمشيط السماء في نصف الكرة الجنوبي تقع الآن على عاتق هواة لديهم تلسكوبات في منازلهم.