عمر الأب هل يؤثر على الخصوبة؟
الرجل: دبي
بعد سن البلوغ، ينتج معظم الرجال حيوانات منوية لبقية حياتهم. يعني ذلك أن الرجل يمكن أن ينجب طفلاً حتى في سنواته الأخيرة. لكن أثبتت الدراسات أن الرجال فوق عمر الأربعين يكونون أقل خصوبة من الرجال الأصغر سناً. صحيح أن التقدم في السن يخفّض مستوى الخصوبة، لكن يبدو أن عمر الرجل وحده لا يؤثر بنسبة كبيرة على خصوبة الأزواج بشكل عام. على سبيل المثال، أشارت الدراسات إلى أن عمر الرجل لا يقلّص فرص نجاح علاج الخصوبة لدى الأزواج الذين يستعينون بهذه الوسائل. عمر الرجل في المرحلة الإنجابية هو “عمر الأبوة”، وعمر المرأة في مرحلة الحمل هو “عمر الأمومة”. يُعتبر عمر الأمومة عند المرأة متقدماً حين ترتفع المخاطر الصحية عند إنجاب طفل بعد عمر الخامسة والثلاثين. لكن ما من تعريف موحّد عالمياً لعمر الأبوة المتقدم. استعملت دراسات متنوعة فئات عمرية مثل الأربعين والخمسين والستين لتعريف عمر الأبوة المتقدم. ما من مرحلة محددة حيث يبدأ الطفل بمواجهة مخاطر صحية إذا كان الأب متقدماً في السن لأن المخاطر تزداد ببطء شديد مع مرور الوقت. كلما أنتج جسم الرجل الحيوانات المنوية، يرتفع خطر الاختلالات الكروموسومية. قد يكون الأمر جزءاً من السبب الذي يفسر ارتفاع خطر الاختلالات الوراثية مثل التقزم عند أولاد الرجال فوق عمر الأربعين. رُصدت مخاطر صحية أخرى عند أولاد الآباء الأكبر سناً أيضاً. وجدت الأبحاث أن الأولاد الذين يولدون من رجال في عمر الأربعين وما فوق يكونون أكثر عرضة للتوحد من أولاد الرجال تحت عمر الثلاثين. يرتفع خطر الفصام الدماغي عند الأولاد الذين يولدون من رجال في عمر الخمسين وما فوق مقارنةً بأولاد الرجال تحت عمر الخامسة والعشرين. قد يكون خطر الاختلال المعرفي أعلى عند أولاد الآباء الأكبر سناً أيضاً. في دراسة جرت في عام 2009، حصد أولاد الرجال الأكبر سناً علامات أدنى بقليل في الاختبارات التي تقيس مهارات التركيز والذاكرة والقراءة والتفكير المنطقي في عمر السابعة. لكن رغم ارتفاع تلك المخاطر، يتراجع احتمال أن يولد الطفل مع مشاكل صحية لمجرد أن والده متقدم في السن.
إذا كنت أكبر من 40 سنة وتفكر في إنجاب طفل، قد تستفيد من التحدث مع مقدم الرعاية الصحية. فهو يستطيع مراجعة تاريخك الطبي والعائلي لرصد أي مخاوف تخص الخصوبة أو أي مخاطر صحية على الطفل، كما يمكن مناقشة صحتك الإنجابية بشكل عام.N