بالصور..ملك إفريقي يعيش في ألمانيا ويحكم شعبه عبر “سكايب”
الرجل: دبي
«الدراسة واكتساب الخبرة في الميكانيك، وتعلم الانضباط من الألمان»..كانت هذه هي الأسباب التي دفعت الملك الإفريقي، سيافاس بنساه، للذهاب إلى ألمانيا عام 1970، في منحة لتبادل الطلاب، ولكنه قرر البقاء هناك منذ ذلك الحين، وعدم العودة إلى قبيلته «هو هو» في غانا، وذلك بعد وقوعه في الحب من الألمانية جابرييل، وبالفعل تدرب بنساه في العديد من الشركات الألمانية، وحصل على درجة الماجستير في ميكانيك الآلات الزراعية، وعلى أخرى في ميكانيك السيارات، ويدير الآن ورشة ميكانيك في مدينة لودفيجسهافن، جنوب فرانكفورت.
ولم يكن بنساه مهتماً بالدراسة فقط طوال فترة وجوده في ألمانيا، حيث كان يمارس رياضة الملاكمة في وقت فراغه، حتى حصل على أحد البطولات في عام 1975، وأنتج 6 اسطوانات غنائية، ما جعله من المشاهير المحليين، حيث كان يظهر بانتظام على شاشات التلفزيون الألمانية، وفي عام 1987، توفى جد بنساه، حاكم القبيلة، ووقع عليه الاختيار ليكون الحاكم الجديد، وذلك لأن والده وشقيقه الأكبر كانا أعسرين، وبالتالي لا يمكن اعتبارهما ورثة شرعيين، بحكم عادات وتقاليد القبيلة الخاصة بهم، والتي تعتبر أن اليد اليسرى غير نظيفة، واستخدامها يدفع لخيانة الأمانة بحسب صحيفة المصري اليوم.
وعلى الرغم من مسؤولياته الجديدة، قرر بنساه مواصلة العيش في ألمانيا، حيث يرى أن بإمكانه أن يفعل المزيد لمساعدة شعبه من الخارج، وبقى على اتصال منتظم مع عائلته في غانا، التي يزورها بضع مرات في السنة، ويحكم 200 ألف شخص من خلال برنامج الاتصالالت الدولية «سكايب»، والمكالمات الهاتفية، والفاكس والبريد الإلكتروني، حتى أنه يضطر أحياناً للبقاء إلى وقت متأخر من الليل للبت في النزاعات القبلية.
وعن نفسه يقول بانساه إن «الملك هو الرئيس المسؤول عن المجتمع، وهو خادم الأرض، ودوره هو تحقيق الوحدة والتقدم، والتنمية لمجتمعه، وتسوية النزاعات بين الناس، وقد أخذت هذه المسؤولية على عاتقي من أجل رفاهية بلدي»، وعلى مر السنين، استطاع بنساه إقامة العديد من المشاريع الداعمة لقبيلته، وبعد فترة وجيزة من تتويجه، أسس منظمة غير ربحية لجمع الأموال لشعبه، في لودفيجسهافن، كما استطاع، من خلال علاقاته الجيدة مع المزارعين، في إرسال مضخات مياه وأنابيب إلى غانا، لتزويد المنازل بمياه الشرب النقية، كما أرسل أعمدة إنارة، وأشرف على بناء جسر جديد.
وكان للملك الإفريقي دور كبير في تجهيز مستشفى القبيلة، التي كانت تعاني من نقص في الأطباء، ولم تكن مجهزة بشكل كاف، ولكنها تحسنت كثيراً بفضل التبرعات التي جمعها في ألمانيا من المعدات الطبية والكراسي المتحركة وعربات الإسعاف، فضلاً عن تمكنه من اقناع 22 طبيب ألماني بالذهاب إلى القبيلة لعلاج سكانها، وعمل بنساه على تبديد تحفظات بعض الأوروبيين على إفريقيا، حيث اعتبروه بمثابة وسيط وممثل عن القارة السمراء، فكانوا يطلبون منه المشورة حول السفر، والاتصالات التجارية.