ودّع الشتاء بألوان نابضة..
الرجل-مايا مشلب:
بعض التصاميم وبمجرد النظر اليها تجعلك تسافر الى إحدى المناطق الاستوائية، حيث تتراقص الطبيعة على إيقاع تدرّجات متباعدة أحياناً حتى التناقض. لكننا لا نتحدث عن إصدارات ترمي الى إحداث صدمات عبر منصات العروض العالمية، بل عن تلك الفوضى الجميلة التي تترك لمسة شخصية مميّزة على المظهر.
ومن بين هذه التواقيع، نذكر المصمّم البريطاني بول سميث الذي نجح مرة جديدة في تقديم سلسلة إطلالات سهلة الاستخدام والتنسيق، رغم ما تزخر به من ألوان آسرة. فهذا المصمّم قد أتقن، على مرّ مواسم كثيرة، فنّ التصاميم غير المألوفة في موازاة حفاظه على الجانب الآمن من الموضة، أي على الوظيفة الأساسية لها، وهي قابليتها لدخول خزانة الرجل بارتياح تام. ولعلّ هذا ما جعل اسمه من الأشهر، إذ نجح في تأسيس قاعدة زبائن واسعة، تمتاز بتنوّع فئاتها العمرية.
وفي هذا الشتاء، اتسمت اطلالات بول سميث PS بتركيزها على القطع الأحادية اللون وتلك التي تتمتع بنقوش هندسية كبيرة. فهذا الفنان يهوى الريشة النابضة تلك التي تبثّ روحاً متفلّتة من القيود لتضفي لمسة جذابة على مظهر كلاسيكي في ظل الحفاظ على التوازن المطلوب للبقاء ضمن "دائرة الأمان". كنزة أو سروال أو سترة أو قميص، أياً كانت القطعة فالألوان حاضرة لتكسر رتابة الاطلالة المعدّة للنهار والليل. ولم يفت المصمم استخدام "جيليه" الفرو أو نقوش الحيوانات على بعض المعاطف والسترات، ليعكس أناقة الـ"داندي" البريطاني.
كذلك هي الحال لدى "لوي فويتون". فقد استمدت هذه الدار المرموقة سلسلة واسعة من تصاميمها من الطبيعة. خرجت الى الحدائق وقطفت من أزهارها وألوانها الاجمل. عادت بها متسلّحة بنيّة راسخة لكسر حدة الأسود وجموده. تجرأت. وقدّمت الرجل في قالب بعيد عن النمط الواحد أو النقوش التقليدية. ومتى قدّمت البيج زيّنته بنقوش النمر وسواه من النقوش الحيوانية. كذلك، يبدو واضحاً في هذه المجموعة أن المعاطف والسترات الواقية من المطر وتلك الفضفاضة، قد احتلت مركز الصدارة، خصوصاً ان الكثير منها يتسم بالاقمشة الخفيفة والمنسدلة.
أما دار "لويفي" Loeweفقد خرجت بالأبيض. هذا اللون الذي يطل بخجل في خزانة الرجل الشتوية، يبدو حاضراً بجرأة في هذا الموسم، وكأنه صلة الوصل بين ثلوج الشتاء، والتجدد الذي يحمله الربيع الذي بات على الأبواب. كذلك الامر مع أحمر البرغندي الذي يعكس الصلابة، لون السلطة والتفوق، يبدو لوناً دافئاً ولافتاً للتحايل على خزانة الشتاء الداكنة. كنزات، سترات، حقائب وسواها من القطع التي يمكن ان تشكل خيارا رائعا للخروج من دائرة الألوان الداكنة.
وقد شاءت دار "هاكيت" Hackett البريطانية التي تلبّي مجموعتها كل حاجات الرجل من ملابس غير رسمية، وملابس رياضية أو أكسسوارات، أن تزيّن أناقتها بالأصفر والاحمر والبنفسجي. وقد تحايلت على الايقاعات اللونية بمزجها مع الرمادي أو مع قطع ذات نقوش مميّزة منها البلايد. أزياء راقية تنبض بالألوان الزاهية المفعمة بالحيوية، بالإضافة إلى لمسات رائعة تحاكي ألوان الأحجار الكريمة والمجوهرات بما في ذلك البرتقالي المحمرّ والقرمزي.
بدورها، شاءت دار "سلووير" Slowear الايطالية أن تطعّم تشكيلتها من الألبسة الكاجوال او اليومية بشطحات لونية، تخرج عن المألوف إنما من دون مبالغة. هذه الدار التي تشتهر بفلسفتها البطيئة التي ترمي الى مواجهة نمط الحياة المتسارع جداً، أثبتت مجدداً قدرتها على مماشاة متطلبات حياة الرجل العصري بتقديم كنزات وسترات وسراويل تشينو ملوّنة أو تحمل نقوشاً مموّهة تحكي الزيّ العسكري اضافة الى سراويل الدنيم وقمصان منقطة مع جيليه مخمل.