11 خطوة لتكون والداً مثالياً
11 يونيو 2014
مايا مشلب-الرجل
أن يكون المرء والداً لا يعني أن يتوجه الى العمل كل صباح، ويمضي في المكتب ساعات طويلة ومرهقة لكسب المال وتوفير الاساسيات والكماليات الثمينة لعائلته. أن يكون والداً لا يعني أن يجلس مطمئناً في المساء لأنه تمكن من كسب صفقة مربحة أو شراء عقار جديد سيورثه يوماً ما لأولاده. فالابوة لا تقتصر على الماديات، وهذا ما يجهله الكثير من الاباء، فيعجبون في فترات لاحقة لفتور العلاقة التي تربطهم بأبنائهم وبناتهم، لاسيّما حين يبلغ هؤلاء مرحلة المراهقة.
فما النصائح العملية التي يمكن أخذها في الجسبان لتمتين أواصر هذه العلاقة التي تخصّص لها الكثير من الدول يوماً من هذا الشهر للاحتفال بعيد الاب؟
- الوقت: هو الهدية الأثمن التي يمكن أن تقدمها إلى طفلك أو طفلتك؛ فأولادك لا ينتظرون منك أن تأتي محمّلاً بالهدايا، لأن هذه ليست كافية لتعوّضهم غيابك. لا يكترثون للمال الذي أضفته الى حساب مصرفي خاص بهم، تخطط لتفاجئهم به بعد سنوات. هم يعبأون للحظة الحالية، ينتظرون منك عناقاً حاراً، قبلات دافئة، وكلمات رقيقة تعبّر لهم فيها عن مشاعرك حيالهم. وإن أهديتهم لعبة، ينتظرون منك أن تخصّص وقتا لتلعب معهم بها بكل حماس. يفرحون لدى تناول العشاء معك، او لاصطحابهم لمشاهدة مسرحية أو فيلم سينمائي. وإن كنت كثير الانشغال، يمكنك أن تخصّص لهم وقتاً محدداً في أيام معيّنة من الاسبوع.
- المناسبات: لا تفوّت أي من اللحظات المهمة في حياة صغارك. احرص على حضور مسرحيات او نشاطات مدرسية يشاركون فيها. فحضورك يعني لهم الكثير، فيما غيابك سيُحفر من دون شك في ذاكراتهم.
- العلاقة العمودية: إذا كان لديك أكثر من طفل واحد، فاحرص على تخصيص وقت لكل من أطفالك، فهذا عنصر أساسي يسمح لك بتطوير هذه العلاقة الفردية. هذا لا يعني بالضرورة، أن تفكر في نشاطات معقدة. يكفي أن تدرك ما يحبه طفلك فيمكنك أن تخصّص ساعة للعب كرة القدم مع الاول، واصطحاب الآخر لشراء قصص مثلاً. كما يمكنك أن تتناول المثلجات او المرطبات مع كل منهما على حدة.
- الاب- المعلم: من المهم ان تكون حاضراً لتعليم طفلك او طفلتك مسائل بسيطة، لكنها قد تبدو معقدة بالنسبة اليهم. حاول تعليمهم مثلاً، طريقة تنظيف الاسنان باستخدام الفرشاة. لا تكن تقليدياً وتترك هذه المسائل لزوجتك او للمربية. فقد تعجب لمعرفة ان هذه اللحظات تنطبع في ذاكرة صغارك. علمهم مثلاً ركوب الدراجة الهوائية، او اللعب بكرة القدم أو كرة السلة او كرة المضرب. حتى وإن لم تكن خبيراً فإن مكانتك كبيرة في نظرهم. وإن كان طفلك قد بلغ سن المراهقة، فعلمه مثلاً طريقة الحلاقة وأعطه نصائح مفيدة في سبل اختيار الشفرات الانسب.
- العقاب: من الطبيعي أن تعاقب ولدك حين يخطئ أو يرتكب امراً مشيناً، لكن من المهم أيضاً ان تفسر سبب العقاب وان تشرح بوضوح ان هذا التصرف غير مقبول لهذه الاسباب وتلك. وليكن عقابك متناسباً مع درجة التصرف الخاطئ. فإن أوقع الطفل غرضاً وكسره شيء وإن تسبّب بأذى جسدي لصديقه شيء آخر. وحين تؤنبه، لا تفقد السيطرة على صوتك، فاجعل نبرتك حادة لكن من دون اللجوء الى الصراخ. فالصراخ يخيف الطفل ويجعله اكثر تقوقعاً، فيما النبرة الحادة تكفي لجعله يفهم بوضوح انك مستاء من تصرفاته المشينة.
- العنف: ابتعد عنه وليكن خطاً أحمر؛ يقضي على علاقتك بطفلك، ويحدث شرخاً بينكما سرعان ما تزداد حدّته الى ان يصل الى مرحلة يتفادى فيها رؤيتك أو التحدث اليك. العنف يحطم شخصية الطفل، ويعلّمه أن يبادل الآخرين بالطريقة نفسها، فلا تعجب لرؤية طفلك يصرخ أو يضرب رفاق صفّه إن عاملته بهذا الشكل.
- المكافأة: من الضروري أيضاً أن تكافئ الطفل عند قيامه بتصرف حسن. بهذه الطريقة تشجعه على تبنّي تصرفات ايجابية، وتعبّر على نحو واضح عن سرورك ورضاك. المكافأة لا تعني ابتياع الالعاب الباهظة دوماً، يمكن أن تكافئه بالاشادة بتصرفه مع تقديم قطعة سكاكر أو المثلجات.
- الحوار: هو العنصر الاساسي الذي تبنى عليه العلاقة. كيف تنتظر من طفلك ان يفتح لك قلبه، إن لم تكن مقرباً منه، من يومياته، وعلى معرفة بما يحب وما يكره. كيف ستتمكن من معرفة ما يدور في باله، ما يزعجه وما يخيفه.
- رحلة عائلية: احرص على التخطيط للقيام برحلات عائلية للاستجمام؛ اختر وجهة مسلية لأطفالك، لتتمكّن من الابتعاد عن العمل والاقتراب اكثر من عائلتك. وإن كانت زوجتك حاضرة، فامنحها وقتاً خاصاً، قد تنعم به بجلسة تدليك خاصة ومريحة، فيما تستفيد انت من اللعب مع الاطفال.
- الاب النموذج: ما تريد أن تعلمه لأطفالك، يصل أسرع عبر المثل الصالح الذي تقدمه لهم. إن أردت أن تعلّم طفلك أن يكون صادقاً وكريماً ومحباً للآخرين، فتحلَّ اولاً بهذه التصرفات. وإن أردته ان يبتعد عن التدخين وتناول الاطعمة غير الصحية، فلا تدخّن واتبع نظام أكل صحّي، وتذكر أن معاملة الزوجة باحترام خصوصاً امام الاطفال يبقى امراً جوهرياً، لأن علاقتكما يفترض ان تقدم نموذجاً حسناً يحتذيه الطفل.
- تقبّل طفلك: تقبّل طفلك، وأخطاءه وتصرفاته أولاً. تقبل انه كائن ليس ملكك، لا يشبهك. أحلامه وطموحاته وآماله وأمنياته، لن تكون بالضرورة مشابهة لما تبتغيه. وتذكر ان الابوة عمل يومي لا ينتهي، واجب فيه الكثير من اللحظات الحرجة والصعبة، ولكن هناك أيضاً الكثير من الاوقات الجميلة التي لا تُشترى بالمال.