القطرية ابتهاج الأحمداني: أولادي نقطة ضعفي
15 مارس 2014
الدوحة –إسماعيل مرزوق
هي سيدة أعمال قطرية غامرت فنجحت بعد تعب، تدرّجت وتلوّنت في فن التجارة فكسبت بعد مثابرة. نوّعت استثماراتها وخاطرت فحققت أرقاما إيجابية،فشقت طريق نجاحها بصمت، لتصل اليوم إلى القمة وإلى مصاف العالمية، سموّ أهدافها وطهارة روحها جعلاها تحجز مقعدها في مقدمة سيدات الأعمال، وبأخلاقها استطاعت أن تنقل صورة مشرفة ومثالاً يحتذى في مجال الأعمال.
وعلى هذا الطريق تركت بصمتها واضحة، فهي ناجحة متألقة، والأهمّ من هذا كله تواضعها أمام ما حققته.
هي سيدة أعمال قطرية اسم تردد كثيراً بين الأوساط القطرية والعربية والعالمية، في كثير من المجالات."الرجل " كان لها فرصة لقاء السيدة ابتهاج الأحمداني،والحديث إليها عن جوانب تكشف سرّ نجاحها وتميّزها الكبيرين ،كونها أول سيدة في مجلس إدارة بيت التجار.
حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال، تشغل منصب الرئيسة التنفيذية لمجموعة الأحمداني الطبية، وعضو مجلس الإدارة لشركات الأحمداني للتجارة والمقاولات العامة. وهي عضو بمجلس إدارة منتدى سيدات الأعمال الخليجيات، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، وعضو مجلس إدارة سيدات أعمال العرب الدولي، وعضو بالشركة الوطنية للتأمين.تنتمي إلى عائلة الأحمداني العريقة التي تشتغل في مجال العقارات والتجارة والصناعة والنقل.
كيف حققت اسماً مميّزاً في سوق الأعمال القطري؟ ومن أين بدأت ؟
الانطلاقة في مجال الأعمال كانت موجودة، لأني ترعرعت في أسرة تعمل في مجال الأعمال،من جهة والتعليم الجامعي صقل شخصيتي كما يجب، لأكون سيدة أعمال، كوني حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال. كما أنني أعدّ التعليم الحقيقي الذي تلقيته كان من خلال عملي على ارض الواقع الذي قدّم لي خبرة كبيرة.
ما المحطات الرئيسة في حياتك؟
هناك كثير من المحطات المهمة في حياتي، لا بدّ أن أبدأ بدور عائلتي التي أعتزّ بما قدمته لي على المستوى الشخصي والعملي، وخصوصاً والدي الذي أعدّه مدرسة كبيرة لنا في مختلف مجالات الحياة، وأعزو له الدور الأكبر في بناء الصدقية والسمعة التي نتمتع بها. وبالقدر نفسه أنا ممنونة لما أكرمني الله به في زوجي وأولادي، وهي أهم المحطات الشخصية بالنسبة لي، و أعد دوري زوجة وأماً أقرب أهم الأدوار إلى قلبي.
على المستوى العملي أذكر التجربة الأولى لدخولي في عالم الأعمال، وأهّلتني لفهم أسس الاقتصاد، ومنحتني الفرصة للاختلاط بسيدات المجتمع القطري بشكل مباشر. ولكني صمّمت على النجاح في ذلك، ورأيته تحدياً آخر لي. أما عشقي الحقيقي، فهو العمل.
هل من مصاعب واجهتِها في مشوارك؟
تربّينا منذ الصغر في بيئة تجارية ندرك تماماً أننا سنواجه من العثرات والفشل، بقدر ما سنواجه من النجاح والتوفيق. كان والدي ووالدتي يربّياننا على ذلك منذ الصغر، أي على اعتبار الفشل فرصة للتعلم والبدء من جديد، وهناك مطبّات ومصاعب تواجه الشخص خلال رحلة العمل اليومية، ولكن بالفكر والهدوء والعمل والتركيز نتغلب على تلك المصاعب.
كيف يمكن أن تجمعي بين أعمالك وحياتك المنزلية؟
من خلال دراستي للإدارة وجدت أن تنظيم الوقت مهم، وهو الطريق الأمثل لتحقيق النجاح. كذلك أحرص كل الحرص على جدولة الأوليات بصورة دائمة، ثم متابعة هذه الأعمال من خلال اختيار انسب الشخصيات المعاونة.أما القاسم المشترك بين هذه الأعمال فهو الاقتناع والحب لكل ما أقوم به.
ما أبرز أهدافك؟
لكل شخص أهداف يسعى إلى تحقيقها وأي شخص يعمل دون هدف كأنه لا يعمل.وأهدافي تنقسم إلى قسمين: عامة وأخرى خاصة.
العامة أن أرى دولة قطر في مكانة الصدارة.أما الهدف الخاص فهو أن اشعر بالنجاح. وعلى المستوى الأسري اشعر أنني حققت لأولادي الحياة الملائمة التي يتمنّاها أي شخص، ولزوجي الجوّ الأسري الذي يتمناه.
كيف تصفين حياتك في كل هذه الانشغالات؟
حياتي هادئة ومستقرة وأشعر أن كثرة الانشغالات تجعلني دائماً احرص على عدم التقصير فى واجباتي تجاه أسرتي، فحياتي كلها عمل واستقرار.
كيف تقضين وقت فراغك؟
لا أحب الفراغ، وليس عندي وقت فراغ، فكل وقتي موزع على أسرتي وأعمالي الخاصة.وللحق اعترف بأن هذه الانشغالات حرمتني من ممارسة الرياضة التي تمثل لي الهواية الوحيدة التي كنت أتمنّى أن تتاح لي فرصةلممارستها.ولكن حاولت جاهدة تعويض هذا من خلال استخدام أساليب غذائية صحية، قدر الإمكان.
ما شعورك في الحياة؟
أتصوّر أن لذة العطاءلا تضاهيها لذة في الدنيا، حين تشعر بأنك تعطي الآخرين من وقتك وجهدك وأن ثمرة هذا العطاء تنعكس ايجاباً على المحيطين بي.
متى بدأت أول مشروع؟
في عام 1995كان أول مشروع المجمّع طبي للأسنان مع شقيقتي هو الأهم، وهي شريك أساسي في العمل معي.ثم جاءت الانطلاقة الكبرى لمشاريع عدة أخرى وفي أكثر من مجال.
كادر: لهذا فكرت ان اسافر الى الفضاء..
(ابتسمت)هناك تطور حقيقي في أسلوب الحياة، وهو تطور طبيعي وأتصوّر أن الرحلات القادمة ستكون إلى الفضاء، وستكون هناك شركات سياحية كبرى لتنظيم تلك الرحلات، وأتمنى أن أكون في أول فوج سياحي يزور الفضاء.لقد جاءت فكرة السفر للفضاء من خلال حبي وارتيادي كل جديد ومجهول. وبعد أن قرأت أن هناك بعض الرحلات التي تنظم للفضاء، حلمت أن أكون أول سيدة قطرية تقوم بهذه الرحلة، فأنا عاشقة للفضاء وقرأت كثيراً عنه، ودائماً أتطلع إلى كل ما هو جديد في هذا الشأن.
ما المشكلات التي تواجهك في ظل العمل المستمر؟
في العمل أنت دائما تعمل وتعطي، وتكتشف أن هناك من نطلق عليهم أعداء النجاح، للنيل من انجازاتك. وللحق لن اضعف أمام هؤلاء، بل أي تعثر يزيدني إصراراً على مواصلة النجاح. وأنا اعشق التحدي والإصرار على تحقيق النجاح، مهما كلفني.
من صاحب الشخصية المؤثرة في حياتك؟
في الحقيقة شخصية الشيخة موزة هي التي تأثرت بها، نظراً للجهود التي بذلتها لتوصيل المرأة القطرية إلى مستوى عالٍ وعالميّ في فترة زمنية قياسية يشهد لها التاريخ. ولذا كان لها التأثير الأكبر في حياتي، ولها الفضل في الانطلاقة التي نراها الآن في السيدة القطرية.
ما نقطة الضعف التي تعانين منها؟
أولادي هم نقطة ضعفي. فعندما اشعر باحتياجهم إليّأنسى كل شيء، مهما كان في ظل ظروف الزوج الذي يعمل دبلوماسياً، ومعظم وقته خارج البلاد؛ فهذا يلقي عليّ أعباء مزدوجة.
ما التحدي الأبرز الذي واجهك خلال مسيرتك؟
الحياة كلها تحديات، وكل يوم نواجه تحدياً، وقدرتنا على التعامل مع تلك التحديات هي التي جعلت للحياة معنى. وقد كان التحدي الأول - مازال - هو كيف أكون أماً وزوجه ناجحة وسيدة أعمال متفوقة.
ما أكثر المشاريع التي تشدك إليها؟
المشاريع الخدمية التي تتعلق بتقديم كل ما يخدم الأسرة في التوعية الصحية.
ما معايير نجاح مشروع ما؟
وجود خطة واضحة منذ البداية، وتوافر رأس المال في بداية المشروع
ونصيحتي لمن يقبل على عمل مشروع جديد، ان يكون واعياً ومثقفاً، ولديه الكثير من المهارات.
كيف ترين المرأة القطرية؟ وما الذي يميّزها عن غيرها؟
من خلال مشاركاتي في العديد من المؤتمرات، وجدت الكثير منهن يحققن النجاحات الكثيرة، واللاتي بلغن قمم النجاح، وأصبحن يشار إليهن بالبنـان، من خلال قصص النجاح وتخطي الصعوبات؛ فالسيدة القطرية الآن أكثر نضجاً واستيعاباً عما كانت عليه في الماضي.