كيف تحقق ثروة من عقارك اللندني؟ شركة تؤجر عقارك الشاغر بالاسبوع
22 فبراير 2014
لندن: عادل مراد
على رغم ان اسعار العقارات والايجارات مازالت ملتهبة في لندن، بعكس التيار السائد في بقية انحاء بريطانيا، الا ان شركة عقارية اسمها "أيفي ليتنغ" (Ivy Lettings) ابتكرت فكرة جديدة لزيادة الايراد الايجاري لعقارات لندن عن طريق تأجيرها لفترات قصيرة تبدأ من اسبوع واحد، بدلا من تعاقدات الايجارات طويلة الاجل. وتحقق هذه الايجارات القصيرة فوائد مزدوجة للطرفين، حيث تفضل بعض العائلات الزائرة الى لندن خصوصية الشقق الخاصة بدلا من الفنادق، وتجد انها ايضا، في المتوسط ارخص من الفنادق. اما مالك العقار فهو يحقق ارباحا مضاعفة لما يمكن ان يحققه بالايجار طويل الاجل.
وتفيد هذه الفكرة مالكي العقار من الاجانب الغائبين عن لندن معظم فترات العام، لتأجير عقاراتهم اثناء غيابهم عنها مع تولي الشركة كافة جوانب ادارتها. كما توفر الفكرة خيارا اضافيا للاقامة في لندن لفترات قصيرة لمن يفضل الخصوصية واعداد طعامه بنفسه.
من اجل استشفاف فكرة شركة "أيفي ليتنغ" التقت "الرجل" بمؤسس الشركة ومديرها العام غاي فان دير ويسوزن، الذي كان يعمل محاميا قانونيا في عدة شركات منها مورغان ستانلي قبل تأسيسه للشركة، وذلك لسؤاله عن الظروف التي جعلته يفكر في تأسيس هذه الشركة.
ويقول ويسوزن انه في عام 2009 فكر في السفر الى الخارج مع زوجته واراد تأجير عقاره اثناء غيابه من اجل تمويل الرحلة. وبحث ويسوزن طويلا عن شركة عقارات تؤجر للمدى القصير، ويمكنه الاطمئنان اليها، فلم يجد شركة واحدة تتخصص في هذا المجال. وأدى ذلك الى ولادة فكرة ايجاد مثل هذه الشركة لملء هذا الفراغ في السوق.
ولكن لماذا يعتقد ان العقارات التي تقدمها شركة "أيفي ليتنغ" توفر بديلا افضل من الفنادق؟ يقول ويسوزن ان هذا يتحقق على عدة مستويات. فالمستأجر يحصل على مساحة اكبر مما قد يحصل عليه في فندق، فيمكن مثلا استئجار شقة مكونة من غرفتي نوم بثمن غرفة واحدة في فندق من الدرجة المتوسطة. واذا كان الامر يتعلق بعائلة او مجموعة من المسافرين، فإن نسبة التوفير تكون اعلى بدلا من حجز اكثر من غرفة في فندق. ولان هذه الشقق توفر مطابخ خاصة لا يضطر المستأجر الى الاكل في مطاعم طوال فترة اقامته في لندن، ويساهم ذلك ايضا في خفض تكاليف الزيارة.
من المزايا ايضا ان العائلات الزائرة تستطيع ان تنظف ملابسها في مغسلة المنزل وان تستخدم الانترنت مجانا اثناء اقامتها، مع الخدمات المجانية الاخرى المتاحة، التي تقدمها الفنادق لقاء رسوم عالية.
ويشترط ويسوزن ان تكون العقارات التي يتولى ادارتها في مواقع جيدة داخل لندن وفي احياء هادئة وقريبة من مركز العاصمة. فالموقع هو اهم ما يهم الزائرين الى لندن. ولابد ان تكون مفروشة ومجهزة تجهيزا حديثا يتوافق مع توقعات الضيوف المقيمين فيها. ولابد ان تتاح العقارات للايجار لفترات لا تقل عن ستة اسابيع في العام. وهو يعتبر ان هدف الشركة هو بناء علاقة مستديمة مع اصحاب العقارات، حيث معظم المؤجرين حاليا يستخدمون خدمات الشركة منذ تأسيسها في عام 2009.
وهو يؤكد انه اذا حصلت الشركة على حرية تأجير العقار لمدة عام كامل، وبشرط ان يكون العقار في موقع جيد ومجهز بديكور جذاب، فإن صاحب العقار يمكنه ان يحقق دخلا اعلى من تأجير عقاره بتعاقد طويل المدى. وهو يشير الى ان الشركة يمكنها ان تضمن في بداية التعاقد قيمة الايجار في الاحوال التي تكون فيها الشركة واثقة من قيمة العقار.
ولدى سؤاله عما اذا كان قد تعامل مع زوار من منطقة الشرق الاوسط، قال ان تجربته معهم جيدة جدا على رغم ان نشاط شركته غير معروف بعد في المنطقة.
- تذكر معلومات عن الشركة ان ارخص عقار يقل ايجاره عن مائة استرليني (150 دولارا) في الليلة، فماذا عن اغلى عقار تعرضه الشركة حاليا؟
- في الوقت الحاضر، العقار الاغلى لدينا ايجاره 500 استرليني (750 دولارا) في الليلة، ولكن المعدل المتوسط يكون في حدود 200 الى 250 جنيها (300 الى 375 دولارا) في الليلة.
- هل تنوي الشركة التوسع في مدن اخرى في بريطانيا او خارجها؟
- نحن نفكر في التوسع اقليميا ودوليا في المستقبل، ولكن في الوقت الحاضر هناك من النشاط في لندن ما يكفي حجم الشركة وطاقتها في الوقت الحاضر.
ولكن هل وجدت الشركة فعلا مستثمرين اجانب يريدون شراء عقارات في لندن بغرض تأجيرها بهذا الاسلوب؟
يقول ويسوزن "بالتأكيد". ويشير الى انه تلقى العديد من طلبات من خارج بريطانيا للاستثمار العقاري في لندن بغرض التأجير قصير الاجل. وينظر المستثمرون الى هذا الاسلوب من الاستثمار العقاري كأحد الخيارات المفضلة من حيث معدلات الدخل ولأن الشركة تتولى ادارة العقارات بالكامل. والعديد من مالكي العقارات المؤجرة في بريطانيا يعيشون بالفعل خارج بريطانيا ولذلك فالشركة لديها خبرة في هذا النوع من الادارة الشاملة.
ولكن هل فكرت الشركة في شراء العقارات من اجل التأجير قصير الاجل؟
لم يتعد الامر مجال التفكير حتى الان حيث لم تقبل الشركة حتى الان على شراء اي عقار بغرض تأجيره بهذا الاسلوب. ولكن هذا لم يكن بسبب عدم وجود امكانيات الربح، فالشركة تعرف تماما العقارات التي يشتد عليها الطلب. وهي تنظر في مسألة شراء عقارات لهذا الغرض لتحقيق معدلات ايجار قوية من ناحية وتحقق زيادة في قيمة العقار على مدى الخمس الى عشر سنوات المقبلة.
ورفض ويسوزن التصريح باسماء بعض المشاهير الذين يملكون عقارات تعرضها شركته للايجار واقتصر على القول "نعم، لدينا بعض المشاهير من مالكي العقار، ولكن هذا هو اقصى ما استطيع ان اصرح به".
واخيرا ما هي شروط الشركة وتكاليف ادارتها للعقارات المملوكة لاجانب؟
يقول ويسوزن انها توازي تماما ما يدفعه مالكي العقار من داخل لندن، وان كان على الاجانب استشارة خبير ضرائب للنصيحة حول موقفهم الضريبي الذي قد يختلف من حالة لاخرى. وتتفق الشركة مع مالكي العقار على قيمة الايجار في الليلة الواحدة خالية من العمولة والتكاليف الاخرى المصاحبة لتأجير العقار.
وتبدو هذه اخر صيحة في السوق لتحقيق الاستفادة القصوى من قيمة العقارات اللندنية، سواء من جهة تحقيق القيمة الاستثمارية الافضل لمالكيها من ناحية، وتأجيرها بعقود قصيرة لزوار لندن من ناحية اخرى.