حرقة المعدة..كيف تواجه مرض القرن ؟؟
ألمانيا: مايا مشلب
هل تستيقظ ليلاً مصاباً بألم حاد في الصدر؟ هل تشعر بطعم مرّ في حلقك لبضع ثوان؟ هل تصاب بالتهاب في الحنجرة مرات عدة في السنّة؟ هل تعاني أحياناً صعوبة في التنفس؟ إذن قد تكون مصاباً بحرقة المعدة التي تعدّ مرض القرن الحادي والعشرين، لأنها ناتجة بالدرجة الأولى عن الضغط النفسي والقلق الذي يصيب أغلبية الناس، من دون أي تمييز بين الفئات العمرية. كذلك، إلى جانب الشعور بذاك الألم المزعج، قد يصبح علاج الحرقة أصعب إن لم يتمّ تجنّبها ومواجهتها منذ البداية.
فما الحرقة؟ وما أخطارها؟ وكيف تواجهها؟ أسئلة سنتناولها بالتفصيل.
في البداية، إن الحرقة تنتج عن ارتفاع مستوى الأسيد الموجود أصلاً في المعدة باتجاه القناة التي تتوسّط القفص الصدري، أو ما يسمّى المريء (Esophageal) وذلك نتيجة ارتخاء أو ضعف في العضلة أو الصمام المسؤول عن اقفال المعدة. وحين يرتفع الأسيد يصاب المرء بالحرقة التي قد تصل الى مستوى الحنجرة لتتسبّب في بعض الحالات ببحة أو سعال دائم.
اللافت أن حرقة المعدة تتجلى على نحو مختلف بين شخص وآخر. فما أعراضها؟
- الشعور بألم حارق يرتفع من المعدة باتجاه القفص الصدري، وصولاً الى الحنجرة.
- طعم مرّ في الفم نتيجة وصول الاسيد إليه.
- انتفاخ البطن.
- دم في البراز او القيء، نتيجة احتراق المريء بفعل الاسيد المتصاعد.
- التجشّؤ.
- صعوبة في البلع.
- حازوقة تستمر وقتاً طويلاً.
- الغثيان.
- فقدان الوزن من دون سبب وجيه.
- سعال ناشف، بُحّة، أو ألم مزمن في الحنجرة.
كيف تتجنب الحرقة؟
- تجنب تناول الوجبات الثقيلة قبل النوم مباشرة. فارتفاع مستوى الأسيد نتيجة عملية الهضم يسهّل الاصابة بالحرقة. كذلك، إن المعدة المنتفخة بالطعام تتسبّب بضغط على العضلة المسؤولة عن اقفالها. لذلك ينصح بالتوقف عن تناول الطعام قبل ساعتين أو ثلاث من وقت النوم.
- وزّع الوجبات: بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة في اليوم، يمكن تقليل كمية الطعام وزيادة عدد الوجبات الصغيرة.
- تخلص من السمنة. الدهون تزيد الضغط على صمام المعدة، ممّا يسهل الاصابة بالحرقة.
- تجنّب بعض أنواع الخضار والفاكهة التي تتخللها حوامض، منها البرتقال، الليمون الحامض، الطماطم، النعنع، الثوم، البصل، بالاضافة الى البهارات والشوكولا. ينصح بتناول الموز والبروكولي والشوفان.
- تجنّب المأكولات الدسمة والمشبعة بالدهون والزيوت. كما ينصح بأن تُستبدل بالمأكولات المقلية، المشوية، والابتعاد عن المعجنات.
- تجنّب المشروبات والعصائر التي تحتوي على مادة الكافيين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
- تجنّب التدخين، لأن النيكوتين يتسبّب بارتخاء صمام المعدة، ما يسهّل ارتفاع الاسيد.
- تجنّب ممارسة التمارين الرياضية التي تتطلب حركات قادرة على إخراج الاسيد من الامعاء، وذلك قبل وقت قصير من النوم. في المقابل، ينصح بالمشي قبل النوم، لأن الوضعية تبقى مستوية.
- الأدوية: هناك بعض الادوية منها الخاصة بارتفاع ضغط الدم أو أخرى مسكنّة للألم، تتسبّب بارتخاء العضلات، ما يعزز الاصابة بالحرقة.
- عند الاصابة بالحرقة، دوّن انواع المأكولات التي تناولتها، لكي تتمكن بعد الاصابة مراراً بالحرقة، من معرفة ما هي المأكولات التي تتسبّب لك بهذا الألم.
- العلكة: إذا كنت تصاب بالحرقة مراراً، ينصح بمضغ علكة خالية من السكر لنحو نصف ساعة بعد تناول الطعام، لأنها تساعد على افراز اللعاب الذي يلطّف حدة الاسيد المتصاعد من المعدة.
- الحليب: عند الاصابة بالحرقة، تناول كوب حليب بارداً، أو بضع حبات لوز. كما ينصح بشرب المياه خلال اليوم، إنما ليس عند الاصابة بالحرقة.
- لدى النوم، ضع وسادتين تحت رأسك، لكي تبقي الجزء العلوي من جسمك مرتفعاً على نحو لا يسمح للأسيد بالارتفاع الى مستويي المريء والحنجرة. وإذا كان وضع وسادتين ليس كافياً، اعمد الى وضع غطاء تحت الفراش بعد طيّه مرات عدة، لكي ترفع مستوى الفراش تحت رأسك.
ما الفحوص التي يمكن أن تخضع لها عند التوجه الى اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي؟
إذا لم تنفع التدابير الاولية المقترحة، يجب التوجه الى اختصاصي في امراض الجهاز الهضمي، لا سيّما اذا كنت تصاب بالحرقة أكثر من مرتين او ثلاث في الاسبوع. عادة ما يطلب منك الطبيب تغيير أسلوب حياتك بما ينسجم مع النصائح المذكورة، قبل ان يبادر الى اجراء أحد الفحوص الآتية:
- اجراء صورة للمريء، للتأكد من عدم الاصابة بتقرّحات في الامعاء أو في المريء. خلال هذا الفحص قد يُطلَب منك تناول محلول يساعد على جعل صورة الاشعة أكثر وضوحاً.
- قياس ضغط المريء للتأكد من أن صمّام المعدة يعمل بشكل صحيح، ولا يعاني أي ارتخاء.
- مراقبة مستوى الحموضة في قسطر المريء، عبر ادخال جهاز وزرعه يوماً أو يومين.
- التنظير الداخلي الذي يتطلب ادخال قسطر عبر الحنجرة، وصولاً الى الامعاء، بعد تخدير الحنجرة وإعطائك بعض المسكّنات لمساعدتك على الاسترخاء.
- كذلك يمكن أخذ خزعة، خلال التنظير الداخلي، للتأكد من أن الخلايا لا تعاني أي التهابات أو تشوّهات.