تحالف دولي بتخصيص 80 مليون دولار لإنقاذ القطط البرية في العالم .
الرجل-دبي:
قدم متبرعون مهتمون بالبيئة من الصين والهند والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة مجتمعين تمويلاً بقيمة 80 مليون دولار أميركي لإحداث تغير نوعي في مسار عملية حماية القطط البرية من خلال "بانثيرا"، المؤسسة الرائدة التي كرست نفسها لضمان مستقبل القطط البرية من خلال الريادة العلمية والعمل الدؤوب على المحافظة على هذه القطط. وقد تم الإعلان عن هذا التحالف العالمي الفريد من نوعه في حفل خاص أقيم في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، في 1 يونيو 2014.
ويمثل هذا الالتزام المضمون لمدة 10 سنوات بالمحافظة على القطط جهداً غير مسبوق في حجمه وأهدافه، وسوف يقوم على الفور بتمويل أكثر الحلول فعاليةً في المحافظة على القطط الكبيرة والتصدي لأبرز التحديات التي تواجهها هذه العملية، والتي تتلخص بـ: الصيد غير المشروع لأغراض التجارة المحلية والدولية، القتل الثأري والعقابي نتيجة الصدام مع البشر، الصيد غير المستدام للطرائد، وتقلص وتفتت المواطن الطبيعية لها. وباعتبار أن هذه الحيوانات تتربع على قمة السلسلة الغذائية في وسطها، فإنها تساعد في الحفاظ على التوازن الحساس للنظم البيئية التي تعيش فيها والتي يعتمد عليها البشر أيضاً، حيث تشكل اللاعب الرئيسي المنوط به المحافظة على المساحات البرية الواسعة.
وقد أدلت سعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، في هذه المناسبة بتصريح قالت فيه: "تشكل بانثيرا المعيار الذهبي في ميدان المحافظة على القطط الكبيرة. حيث أنها تملك القدرة المثبتة والخبرة اللازمة لتطبيق هذه المبادرة العالمية البالغة الأهمية لإنقاذ أحد أكثر أعضاء المملكة الحيوانية سحراً وفرادةً،" وأضافت المبارك: "يتشرف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، بالشراكة مع بانثيرا ومجلس إدارتها والأعضاء الآخرين في هذا التحالف الذي نأمل في أن يثبت كفاءته وفعاليته على مدار العقد التالي من خلال المساعدة على ضمان أن تزدهر هذه الكائنات الحية في مواطنها الطبيعية."
يذكر أن الأعضاء المؤسسين في هذا التحالف الدولي هم:
- صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.
- السيد جاي هو لوا، المدير التنفيذي لمؤسسة جينويل كابيتال ومدير مؤسسة جينويل الخيرية المحدودة، هونغ كونغ.
- السيد هيمندرا كوثاري، رئيس مجلس إدارة "دي إس بي بلاك روك الهند" ومؤسس "الصندوق الائتماني للمحافظة على الحياة البرية".
- الدكتور توماس كابلان والسيدة دافني ريكاناتي كابلان، مؤسسا "بانثيرا".
وقد كان للسيد جاي هو لوا، المدير التنفيذي لمؤسسة جينويل كابيتال ومدير مؤسسة جينويل الخيرية المحدودة، تعليق قال فيه: "إننا في غاية السعادة إذ نتشارك مع أصدقاء يشاطروننا رؤيةً مشتركة والتزاماً طويل الأمد بضمان مستقبل هذه القطط الكبيرة ومواطنها الطبيعية لأجيال قادمة،" مؤكداً أنه وشركاءه "واثقون بإمكانية تحقيق هذا الهدف من خلال تفوق بانثيرا في البرامج والإدارة البيئية."
بدوره أكد السيد هيمندرا كوثاري، مؤسس ورئيس "الصندوق الائتماني للمحافظة على الحياة البرية" أن صندوقه "في غاية السعادة بانضمامه إلى تحالف بانثيرا الدولي، الذي يمثل مثالاً غير مسبوق للتعاون الدولي،" ومشيراً إلى أن "الصندوق الائتماني للمحافظة على الحياة البرية، الذي سبق وأن شكل مثالاً قيادياً من خلال دوره في المحافظة على النمور في مواطنها الطبيعية في الهند، متفائل جداً بكونه جزءاً من هذا التحالف الدولي الذي يشاركنا شغفننا بالقطط الكبيرة والتزامنا تجاهها، ناهيك عن الإصرار على إنقاذها."
أما مؤسس "بانثيرا" ورئيس مجلس إدارتها، د. توماس كابلان، فقد أشار إلى أن "اليوم يحدد نقطة تحول في الجهود العالمية للمحافظة على القطط، ونحن في بانثيرا في غاية التأثر بالريادة التي أبداها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في هذه القضية النبيلة،" "فالدعم الذي قدمه لنا يغير قواعد اللعبة ويفتح لنا الطريق لبناء ما بات تحالفاً غير مسبوق للمتبرعين من المنطقة العربية والصين والهند والولايات المتحدة، الذين توحدوا الآن في قضية مشتركة. وسمو الشيخ محمد بن زايد، بمساهمته الكريمة هذه، إنما يسير على خطى والده، مؤسس الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي كان نصيراً شغوفاً لجهود المحافظة على الحياة البرية قبل عدة عقود من تحولها إلى تيار عالمي." يضيف الدكتور كابلان.
ومن الجدير بالذكر أن الالتزام الشخصي لسموه ضمن تحالف بانثيرا سوف تتم إدارته من خلال "صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية"، الذي أسسه ولي العهد في عام 2009. حيث ستمثل سعادة رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي (AED) والعضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، الصندوق من خلال عضويتها في مجلس إدارة بانثيرا.
وهو ما رحب به المدير التنفيذي لبانثيرا، آلان رابينوفيتش، إذ قال: "نحن في غاية الحماسة للترحيب بهذه الشخصيات المميزة في فريقنا. فمع هذا الدعم الجديد والواسع النطاق يمكن القول إن رؤية بانثيرا للشراكات الإقليمية والدولية قد بدأت تتحقق للتو." كما ذكّر رابينوفيتش بأن "تحالفنا مفتوح للجميع، ونحن ندعو الناس من كل أنحاء العالم للانضمام إلى هذا التحالف طالما أن الفرصة لا تزال سانحة لضمان المستقبل الطويل الأمد لهذه الحيوانات ولأنظمتها البيئية لأجيال قادمة."
ومن المؤكد أن هذه التعهدات الممتدة على سنوات عدة سوف تسرع من خطة بانثيرا الشاملة للمحافظة على 38 نوعاً من القطط البرية، مع التركيز بشكل أساسي على النمور، الأسود، النمور المرقطة، فهود الثلج، الفهود الصيادة، الفهود المرقطة، الأسد الأميركي والفهود. وتشمل الحلول التي سيتم تمويلها نتيجة هذا الالتزام:
- حماية وتأمين استقرار أكثر من نصف أهم تجمعات النمور الآسيوية والأسود الإفريقية في العالم.
- تأمين أكبر رواق في العالم للحيوانات اللاحمة لتعبره النمور المرقطة عبر 18 دولة في أميركا الجنوبية.
- خلق مشاريع محافظة تعتمد على جهود المجتمعات المحلية في جميع الدول التي تضم تجمعات فهود الثلج تقريباً.
- التقليل من القتل والصيد غير القانوني في أكثر من نصف البلدان التي تشكل مجالاً حيوياً للفهود والفهود المرقطة.
- تصميم وتطبيق استراتيجية محافظة تشمل كافة المجال الحيوي للأسود الأميركية (الكوغر)، بما في ذلك خلق ممرات ومناطق تعافٍ لها على امتداد أميركا الشمالية.