عاش في شقة القذافي..نجم أميركي يروي أسرار ثورة ليبيا
أخبار 11 فبراير 2014
الرجل-دبي:
لم يكد مشوار لاعب كرة السلة الأميركي أليكس أوومي يبدأ في ليبيا حتى انتهى سريعا، وذلك بسبب اندلاع الأحداث التي أدت إلى الإطاحة بنظام معمر القذافي، علاوة على أن أوومي وجد نفسه عالقا في ما وصفه بالحرب الأهلية وشاهدا على جرائم لم يكن يتوقع ذات يوم أن يكون شاهدا عليها.
وبحسب صحيفة "الأنباء" الكويتية، وصل اللاعب الشاب البالغ من العمر 26 عاما إلى ثاني أهم مدينة ليبية، في 27 ديسمبر 2010، حتى استقبل بحفاوة بالغة، وخصصت له شقة "فخمة" تمتاز بالأثاث المطلي بالذهب، جعلها تبدو أشبه بـ "تاج محل" في الهند.
لكن يوم 17 فبراير 2011، تغير كل شيء، فمن فوق سطح شقته التي كانت تطل على بنغازي بالكامل، رأي أوومي في التاسعة والربع صباحا مشهد مثير، حوالي 200 إلى 300 شخص تجمعوا للاحتجاج أمام مركز شرطة.
حتى ذلك المشهد يبدو عادي والأمور في نطاق السيطرة، لكن تغير الموقف تماما مع الحضور السريع للجيش، فبدون سابق إنذار أطلق الرصاص بكثافة على المحتجين ليسقط القتلى والجرحى ويهرب الآخرون.
ويصف تلك اللحظة بأنها كانت كابوس مرعب ومزعج، فالرصاص يتطاير في كل مكان مما اضطره للانبطاح أرضا، معتقدا أنه سيستيقظ ليجد كل هذا لم يحدث، لكن مع استمرار صوت الرصاص هرب سريعا إلى شقته.
وبعد ذلك: "اتصلت بالمدرب شريف بصعوبة، فأخبرني أنه يغادر ليبيا الآن عائدا إلى مصر، وطلب مني ألا أخرج وسيأتي شخص لمساعدتي، وبعد ذلك انقطعت الاتصالات تقريبا ولم يكن هنا انترنت أيضا".
وفجأة دق باب الشقة وعندما فتح وجد اثنين من الجنود، سألوه "هل أنت ليبي أم أميركي؟"، فأخرج سريعا جواز سفره الأميركي، فتركوه وخرجوا، وبعد دقائق كان هناك ضجة وإطلاق نار في الممر أمام الشقة، وعندما فتح وجد جاره ملقا على الأرض غارقا في دمائه.
كما رأى أحد الجنود يحاول الاعتداء على ابنة جاره الفتاة التي لم تتجاوز 16 عاما، وعندما حاول التحرك لمساعدتها، جاء الجندي الآخر وهدده بالقتل، ولم يجد أوومي أمامه إلا الاستجابة والعودة إلى شقته مرة أخرى، ليترك الفتاة تلقى مصيرها.
وقال أوومي بأنه عاش في كابوس حقيقي: "كنت محبوسا في شقة ابن القذافي، لا أستطيع الاتصال بأحد، والصراخ يدوي في كل مكان، والناس لا تستطيع الخروج من منازلها، والأطفال يصرخون من الجوع، ولا يجدون الطعام".
وذكر أوومي "لم يعد بمقدوري الخروج للبحث عن الطعام لأن الجيش الليبي بدأ دك بنغازي بالطائرات، فاضطررت لتناول الصراصير والديدان، لأنني شاهدت في أحد البرامج من قبل أن هذه الأشياء يمكن أكلها في حالات الطوارئ".
وبعد 12 يوما في هذا الجحيم جاءت النجدة، فلأول مرة يرن هاتفه، ليجد زميله في الفريق السنغالي مصطفى يتصل به، ويخبره أنه مسجون أيضا في شقته على الطرف الآخر من المدينة ولا يستطيع الخروج.
وفي اليوم التالي أخبره مصطفى أن مدير الفريق أحمد سيساعدهم في الخروج من ليبيا، لكن يجب أولا أن يذهبوا إليه بأنفسهم، وعلى الرغم من أنه كان يبعد بنايتين فقط، إلا أنه كان خائفا من الخروج والسير في الشارع.
لكن في النهاية قرر النزول والمخاطرة بحياته التي تكاد تنتهي ببطء، وكانت المفاجأة الأولى في الشارع أطفال صغار يحملون الأسلحة ويقفون أمامه، لكن بعضهم تعرف عليه لأنهم كانوا يلعبون الكرة معا وكانوا يلقبونه "أوكوشا" نجم كرة القدم النيجيري.
وهناك وجد زميله السنغالي مصطفى ينتظره ولم يصدق الحالة التي بدى عليها، وأخبرهم مدير الفريق أن الوضع خطير ورحلة الخروج أخطر، وستتطلب الوصول للحدود المصرية ثم الهروب من هناك للخارج.
لكن احتمالات الخطر كبيرة وسيتعرضون للموت في كل دقيقة، وقال: "قبل أيام سمعنا عن لاعب كرة كاميروني قتله المتمردون أثناء محاولة خروجه من بنغازي، بعد أن استوقفوا سيارته في الصحراء، وربما يحدث في هذه الحالة لكن يجب المخاطرة".
وخلال الرحلة ظل الموت يطاردهم، فنقاط التفتيش كثيرة والقتلى في كل مكان، وأطفال يحملون السلاح ومستعدون للقتل، والعنف والخشونة أسلوب التعامل الوحيد، ومروا على سبع نقاط تفتيش تعرضوا خلالها للضرب والإهانة والتهديد بالقتل والسحل على الأرض.
وكان السائق الليبي يخبر المتمردين كل مرة أنهم "مجرد لاعبي كرة سلة ويريدون الوصول لمصر".
وانتهت الرحلة التي لا تستغرق 6 ساعات بعد 12 ساعة، ويوضح أوومي :"وصلنا للحدود المصرية، ومكثنا ثلاثة ايام في معسكر للاجئين، وتلقيت مكالمة من المدرب شريف، وطلب مني الذهاب للأسكندرية والبقاء معه عدة أيام لأستعيد عافيتي، ووافقت لأنني لا أريد لعائلتي أن تراني بهذه الحالة".
(ايلاف)