روبرت نويس.. كيف غير المهندس الأمريكي حياتنا اليومية إلى الأفضل ؟
كان روبرت نويس من أهم المخترعين والمهندسين والمدرسين في القرن الماضي، تألق بذكاءه العالي وعقله المبدع منذ صغر سنه، شارك في تأسيس شركة فيرتشايلد في عام 1957 وشركة إنتل في عام 1968 وكان أول من اخترع معالجات الكمبيوتر، والرقاقات التي أحدثت ثورة في عالم الكمبيوتر الشخصي، وهو من أوائل الذين أطلقوا وادي السيلكون في كاليفورنيا.
حقق نجاح كبير مع شركته إنتل بسبب أسلوب إدارته المريح والفريد الذي أصبح نموذجاً للعديد من قصص نجاح وادي السيليكون، كما عمل كمرشد للعديد من رجال الأعمال من أمثال ستيف جوبز.
ولد نويس في 12 ديسمبر 1927 في برلنجتون بولاية أيوا الأمريكية، أظهر موهبة كبيرة في الرياضيات والفيزياء عندما كان في المدرسة، التحق بجامعة غرينيل في عام 1945 ودرس عدة تخصصات وحصل منها على درجة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات في عام 1949. وبعد ذلك، تمكن من دخول معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ليحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1953.
بدأ نويس حياته المهنية كمهندس أبحاث في شركة فيلكو بفيلادلفيا واستقال منها بعد ثلاث سنوات، وفي عام 1956 انتقل إلى كاليفورنيا لينضم إلى مخبر شوكلي للمواد أشباه النواقل ولكنه قدم إستقالته مع سبعة من زملائه بعد حدوث بعض المشاكل الإدارية مع المختبر.
تمكن مع زملائه من إقناع شركة فيرتشايلد من تأسيس شركة فيرتشايلد لأشباه النواقل، وشارك فيها في إنتاج الترانزستور وغيره من العناصر التي تعتمد في صناعتها على رقائق السيليكون التي ساعدت بدورها في تمكين نويس من إختراع رقاقات الدوائر الكاملة التي أحدثت ثورة في تطوير الكمبيوتر الشخصي. وحصل نويس على براءة إختراع مع جاك كيلبي عن رقاقة الداوئر المتكاملة التي تم الإعتماد عليها من قبل الكثير من الشركات التكنولوجية.
وفي عام 1968، شارك نويس في تأسيس شركة إنتل إلى جانب غوردون مور وأندرو غروف، وقامت الشركة في عام 1971 بإنشاء أول معالج تجاري في العالم على رقاقة سيليكون واحدة، إلى جانب رقاقات لتخزين ومعالجة المعلومات والتي كانت أيضاً إحدى الإختراعات التي ساهمت في تطور التكنولوجية واستخداماتها اليومية، وأصبحت الشركة في وقت قصير المنتج الرئيسي للرقائق المعالجات الدقيقة.
شغل نويس منصب رئيس شركة إنتل حتى عام 1975، ومن ثم أصبح رئيس مجلس الإدارة وبقي في منصبه حتى عام 1978. وبعد ذلك، أصبح رئيس جمعية أشباه النواقل وساهم في التطور الكبير لصناعة أشباه النواقل. بالإضافة إلى ذلك، ينسب إلى نويس تأسيسه وتحديد ثقافة وادي السيليكون، واشتهر بكسره للصورة النمطية للثقافة الشركات في ولاية كاليفورنيا واعتمد على نظام أقل صرامة وأقل تنظيماً ولكن أكثر راحة للموظفين.
امتلك نويس أكثر من 16 براءة إختراع، وحاز على العديد من الجوائز والتكريمات حيث منحه الرئيس الأمريكي ريغان الميدالية الوطنية الأعلى في مجال التكنولوجيا في عام 1987، وأدخله الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى قاعة المشاهير في عام 1989، وحصل مع زملائه جاك كيلبي وجون باردين في عام 1990 على وسام الإنجاز مدى الحياة.