رأفت الهجان.. قصة الجاسوس المثير للجدل
قصص الجواسيس لطالما أثارت الإهتمام وحين يكون الجاسوس عربياً فإهتمامنا مضاعف .
رأفت الهجان إسم معروف للجميع وذلك بسبب المسلسل الشهير.. ولكن المسلسل يتهم بأنه غير دقيق وذلك لكونه إستند الى رواية صالح مرسي التي تستند بدورها الى ٧٠ وثيقة فقط قدمت له من شخص في الإستخبارات عام ١٩٨٥.
المعلومات المتوفرة حوله كثيرة ولكنها محصورة بحياة ما قبل «الجاسوسية» أما مرحلة حياة كجاسوس فالمعلومات حولها قليلة ومتشابهة رغم إختلاف المصادر .
من هو رأفت الهجان؟
إسمه رفعت الجمال ورأفت الهجان إسمه الحركي. ولد في مدينة دمياط عام ١٩٢٧. عاش في أسرة تألفت من والده ووالدته شقيقه ليبب وأخته نزيهة وأخ غير شقيق يدعى سامي.بعد وفاة الأب أصبح سامي المعيل فإنتقلت العائلة الى القاهرة، هناك عاش رفعت حياة طيش ولهو وعشق السينما ومثل في ٣ أفلام.خلال سنواته «كممثل» تورط مع راقصة تسمى بيتي والتي يرجح أنها الراقصة كيتي اليهودية.العلاقة أغضبت سامي فأرغمه على دخول مدرسة التجارة المتوسطة.
بعد التخرج عمل في وظائف عدة طرد من بعضها حتى انتهى به المطاف في شركة للشحن وكانت السفينة «حورس» نقطة تحول فهي اخرجته من مصر للمرة الاولى. زار عواصم وإنساق خلف نزواته واتخذ قرارات عشوائية ولكنه كان يعود الى مصر حتى قرر أن يغادرها نهائياً ويعمل في شركة سياحية في لندن ..ومن هنا تبدأ الحكاية.
غموض فقدان جواز السفر
خلال تواجده في لندن تلقى عرضاً من شركة أميركية فسافر وأقام هناك من دون تأشيرة عمل، ما دفع بإدارة الهجرة لمطاردته فهرب الى كندا ثم الى المانيا وهناك وبعد ليلة جنسية إستيقظ ليجد نفسه بلا نقود وبلا جواز سفر. السفير المصري في المانيا آنذاك اتهمه ببيع جواز سفره للنازيين ورفع منحه وثيقة سفر.. فتم ترحيله الى مصر.
كانت قصته «الغامضة» قد سبقته والشكوك حوله كثيرة فقرر الحصول على جواز سفر مزور باسم علي مصطفى وبدأ العمل في شركة قناة السويس. ولكن التدقيق بالوثائق والهويات بعد ثورة يوليو دفعه للإستقالة والحصول على جواز ثان مزور باسم تشارلز دينون . ثم غير هويته بعد تدقيق المصريين بأوراق الاجانب فأصبح هذه المرة بريطاني يدعى دانيال كالدويل وقرر مغادرة البلاد عن طريق ليبيا.
«لوفر ابو ظبي» الحدث الثقافي الأهم عالمياً يشرع أبوابه في نوفمبر
بيد المخابرات المصرية
عند الحدود مع ليبيا شك ضابط بريطاني بهويته وإتهمه بانه ضابط يهودي يدعى ديفيد ارنسون وتم تسليمه الى المخابرات المصرية. أثارت قصته حيرة الاجهزة المصرية وكلما حاول إثبات هويته كلما زادت شكوكهم حوله. ثم جاء دور الضابط حسن حسني، الذي هناك جدل حول شخصيته الحقيقية ولكنها قصة أخرى معقدة. باختصار ما حصل هو أنه تم تخييره بين السجن أو العمل كجاسوس .
بداية حياته كجاسوس
خضع لتدريب مكثف وطويل قبل أن يصبح جاك بيتون الذي تمكن من الحصل على جواز سفر إسرائيلي صادر من تل ابيب يحمل الرقم ١٤٦٧٤٢.مهمته كانت داخل مصر فعاش في حي تسكنه الطائفة اليهودية في الاسكندرية وعمل في شركة تأمين وإنخرط في مجتمعه وكون شبكة معارف مكنته من الإنضمام الوحدة اليهودية ١٣١ وبدأ العمل لحساب المخابرات الحربية الاسرائيلية امان.
ظن رفعت بأنه قام بما عليه القيام به وفي مذكراته يقول بانه شعر بانه لم يعد مديناً للمخابرات بشيء ولكن طلب منه السفر الى إسرائيل وإكمال عمله.الصفة هذه المرة كانت وكيل مكتب سفريات كي يتمكن من الدخول والخروج من البلاد بكثرة من دون إثارة الشكوك.. والمكافأة كانت إستعادة هويته كرفعت الجمال بعد عودته.
وفق مذكراته يقول رفعت بانه قدم معلومات عن العدوان الثلاثي ولكن لم يتم اخذها على محمل الجد. قام بابلاغ مصر باعتزام اسرائيل اجراء تجارب نووية واختبار الاسلحة الحديثة، كما زود مصر بمعلومات ساعدتها في الانتصار بحرب اكتوبر. كما يقال بانه نجح بتجنيد شخصيات هامة وقادة كبار داخل الجيش الاسرائيلي كما انه ساعد على كشف الجاسوس ايلي كوهين الذي اعدم في سوريا.
كان من المفترض ان يعود ويستعيد شخصيته ولكن ذلك كان سيفضح كل شيء خصوصاً الشبكات التجسسية الاخرى التي زرعت داخل اسرائيل. كما انه كان قد تزوج وأنجب وبالتالي كشف هويته سيعرض حياة عائلته للخطر فكان قرار البقاء كجاك بيتون .
نهايته وموته
عاد الى مصر كجاك بيتون وعمل في مجال النفط وكان السادات قد اعطى تعليمات لشركة اجبيتكو بالاهتمام به.. ولكن الشركة لم تكترث كثيراً فساءت حال شركته وقامت زوجته ببيعها بعد وفاته متأثراً بمرض السرطان عام ١٩٨٢ في منزله في ألمانيا.
الإسرائيليون يصرون.. عميل مزدوج
وفق الرواية الإسرائيلية فان المخابرات الإسرائيلية كشفت امره مبكراً .فبعد مراقبة رفعت تم اعتقاله بعد عودته من إحدى رحلاته الأوروبية التي كان يلتقي خلال بضباط مصريين وخير بين السجن او التعاون مع إسرائيل.. فاختار ان يصبح عميلاً مزدوجاً.
ومن هناك قاموا بإستغلاله كعميل مزدوج وكان له دور في تمكين إسرائيل من تدمير الطائرات الحربية المصرية في حرب الايام الستة.
وفق الرواية الإسرائيلية عمل رفعت تحت إشراف ديفيد رونين لستة سنوات قام خلالها بتزويد مصر بمعلومات مضللة وأن الصور والمعلومات العسكرية كانت تقدمها له إسرائيل لرفع أسهمه عند رؤسائه. وقد توترت علاقته مع المخابرات الإسرائيلية لان المكافأة المالية التي عرضت عليه بعد مساعدتهم في تدمير الطائرات المصرية لم تعجبه وطالب بعدة ملايين..فكانت بداية نهاية التعاون كما يقولون.
لن تصدق ..طفل يعثر على ثعبان ملكي في دورة المياه في منزله(صور)