لهذا السبب بيروت توقف المخرج اللبناني زياد دويري!
ضجت وسائل الاعلام اللبنانية ومثلها فعلت وسائل التواصل الاجتماعي، بخبر توقيف المخرج اللبناني زياد دويري نحو 3 ساعات إثر وصوله الى مطار بيروت يوم الاحد الفائت، وذلك بهدف الاستعداد لعرض فيلمه الجديد "القضية رقم 23".
دويري الذي أخلي سبيله بعدما صادرت السلطات اللبنانية جوازي سفره الفرنسي واللبناني، أحيل بعد ذلك الى القضاء العسكري. بعد جلسة الاستجواب لم توجه اليه اي تهم كما استرد جوازي سفره.
اما عن الاسباب التي ادت الى هذا التوقيف فيعتقد انها تعود الى مكوث دويري في اسرائيل نحو 10 اشهر بهدف تصوير مشاهد من فيلمه السابق "الصدمة" وذلك في العام 2012، اضافةالى تعامله مع طاقم عمل اسرائيلي.
معلوم انه ممنوع على اللبنانيين السفر الى اسرائيل باعتبارها دولة عدوّة، بمعنى آخر ان الزيارة وحدها تعتبر مرفوضة في القانون اللبناني حتى وإن لم يكن هناك اي فعل جرمي او نية اجرامية.
الفيلم الذي عرض ضمن مهرجان البندقية السينمائي 2017، نال إعجابا وتقديرا عاليين من الصحافة العالمية. كما نال الممثل الفلسطيني كامل الباشا الذي شارك في الفيلم جازة افضل ممثل عن دوره في الفيلم.
معلوم ان الفيلم يناقش واحدة من القضايا التي لا تزال ساخنة في لبنان وهي العلاقات اللبنانية – المسيحية والفلسطينية.
تعليقا على ما حصل، قال دويري: "أنا مجروح جدا. أتيت إلى لبنان ومعي جائزة من مهرجان البندقية. والأمن العام اللبناني سمح بعرض فيلمي. لا أعرف من وراء ما حصل. ثمة أذى في هذه المسألة وسنعرف في المحكمة من وراء هذه الدعوى".
وأوضح مصدر قضائي مواكب للتحقيق لوكالة فرانس برس أن دويري "تُرك بسند إقامة، ومن المرجح أن يحيل مفوض الحكومة الملف إلى المحكمة العسكرية لاستكمال المحاكمة بجنحة دخول بلاد العدو من دون إذن مسبق".
في المقابل، اكد المحامي ليان أن دويري كان قد "وجه رسالة إلى السلطات اللبنانية أبلغها فيها أنه يريد أن يصور على أرض الواقع دفاعا عن القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أنه "لم يتلق أي رد من وزارة الدفاع" اللبنانية.
اعتبر البعض، أن توقيف دويري يعود إلى تصويره لمشاهد من فيلمه "الصدمة" (2012) في إسرائيل،
يذكر أن حملة أقيمت في السابق ضد دويري أدت إلى منع عرض "الصدمة" في الصالات التجارية اللبنانية، إلا أنه كان قد دخل إلى لبنان مرارا في السابق ولم يتعرض للتوقيف.
من جهته، نفى المخرج بأن يكون قد تعامل مع إسرائيل أو روج لها. وردا على سؤال أمام المحكمة، قال: "أنا لم أطبع (مع إسرائيل) أنا ناضلت من أجل القضية الفلسطينية".
رفع المخرج أمام الكاميرات جوازي سفره اللبناني والفرنسي اللذين أعيدا إليه.
مؤيدون ومعارضون
مسألة التوقيف، أثارت جدلا واسعا في لبنان. كما غصت وسائل التواصل الاجتماعي بالمؤيدين والمعارضين. فاعتبر البعض ان ذهابه لتل أبيب بمثابة "خيانة" و"تعامل مع العدو"، فيما البعض الآخر اعتبر مسألة الزيارة ضمن "الإبداع اللبناني".
وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري قال في "تغريدة" عبر "تويتر": "دويري مخرج لبناني يجب احترامه وتكريمه".
اما النائب اللبناني ميشال معوض فندد بما حصل وذكر في تغريدة له أنه "كان الأجدر بالمعنيين استقبال المخرج زياد دويري العائد بجائزة أفضل ممثل عن فيلمه ‘القضية 23‘ من مهرجان البندقية بالسجاد الأحمر والتكريم، وليس بالأصفاد والاحتجاز".
في المقابل، غردت الإعلامية اللبنانية رابعة زيات أن "الإبداع لا يبرر خيانة الوطن والإرتماء بحضن إسرائيل".