حمامات الرمل من المغرب الى السعودية.. هل هي مفيدة حقاً؟
العلاج بالرمل ليس بالأمر الحديث فالعرب قديماً إعتمدوا عليه وكذلك هو الحال بالنسبة الى الرومان واليونانيين واليابانيين.
ظاهرة العلاج بالرمال تنتشر في مختلف الدول على طول الصحراء العربية، ولكنها اكثر شهرة في مناطق دون اخرى لانها تحولت الى جزء من السياحة العلاجية.
ما هي حمامات الرمل؟
هي عملياً الدفن في الرمال الساخنة. اذ يتم طمر أجساد المرضى حتى الرقبة لمدة زمنية معينة لمعالجة بعض الامراض. الخضوع لها ليس خالياً من الألم لكون الرمال ساخنة جداً كما أن تأثير «الدفن» النفسي يترك البعض في حالة من الهلع والخوف. الذين يشرفون عليها تعلموها من الأباء والاجداد ولا يعتمدون معايير محددة إلزامية من جهة رسمية ولكن هناك معايير سلامة عامة تعتمدها كلها الجهات التي تمتهن هكذا عمل بغض النظر عن الدولة.
مراحل الدفن في الرمال
الخطوة الاولى هي إختيار بقعة نظيفة لم يتم إستخدامها من قبل على أن تكون قد تعرضت للشمس لوقت طويل وذلك لضمان عدم وجود بكتيريا أو فطريات فيها. بعد حفر الحفرة يتم لف جسد المريض بقماش أبيض بعد نزع ملابسه ثم يصار الى وضع رداء خشن فوقه كي يوازن بين حرارة الرمال وحرارة جسمه. بعد الإستلقاء يتم دفنه بالرمال ويتم الحرص على وضعها على مراحل بحيث لا يشعر المريض بالثقل الذي يمنعه من التنفس. وبعد الدفن يتم وضع مظلة فوق رأسه ويترك لمدة زمنية معينة وفق حالته
ويقوم المشرف بتزويده بالسوائل بين حين واخر كي لا يصاب بالجفاف أو الاعياء.
مدة الدفن تختلف بإختلاف المرض وعادة يحددها المشرف، فقد تكون بين ١٠ أو ١٥ دقيقة وقد تستمر لساعة. كما ان مدة العلاج تختلف فبعض الحالات تحتاج لثلاثة أيام وبعضها قد تتطلب شهراً.
بعد إنقضاء المهلة المحددة يتم رفع الرمل ببطء وفور خروج المريض من الحفرة يتم تغطيته مباشر كي لا يتعرض لتيار هواء بارد ثم يرتاح في خيمة خاصة، مع إبقاء الغطاء عليه وتقدم له مشروبات من الاعشاب كالنعناع واليانسون كي يستعيد السوائل التي فقدها وقد تقدم له الشوربات المصنوعة من الخضار او الدجاج ولكن لا يسمح له بتناول وجبة طعام كاملة الا في نهاية اليوم.ثم يتم تكرار الامر نفسه في اليوم التالي. والجدير بالذكر أنه لا يسمح للمريض بالإستحمام طوال مدة العلاج.
ما هي الامراض التي تعالجها حمامات الرمل؟
الذين يعملون في هذا المجال ووفق شهادات المرضى الذي خضعوا للعلاج يؤكدون ان حمامات الرمال تعالج الروماتيزم والتهاب الروماتيد المفصلي، النقرس، الامراض الجلدية كالصدفية والبهاق، السمنة، التوتر، الاكتئاب، الكولسترول، وحتى أن البعض يقول بأنه يعالج العقم.
فيما يتعلق بالأسباب فإن الذين يعملون في المجال يؤكدون بان رمال الصحارى تملك خصائص علاجية مختلفة وذلك لاحتوائها على معادن مختلفة تفيد الجسم وبسبب حراراتها المرتفعة بسبب اشعة الشمس فإن الفائدة تتضاعف. فالرمال كما هو معروف تحتوي على معادن عديدة تختلف باختلاف لون الرمال، فالرمال الصفراء مثلاً تحتوي على معادن الفلسبارات ونسب متفاوتة من المعادن الطينية و كميات قليلة من اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم أما الرمال الرمادية كتلك الموجودة في جزيرة كمران اليمنية فتحتوي على معادن المنغنيز والحديد اما الحمراء والبنية فتحتوي علي معادن أكسيد الحديد والصبغات الحديدية المختلفة باختلاف مصدرها الصخري. في المقابل هناك الرمال السوداء والتي تحتوي على معادن ثقيلة مثل التيتانيوم والثوريوم والمونازايت وبطبيعة الحال لا يتطلب الامر خبيراً لمعرفة ان المعادن الثقيلة مضرة بالصحة.
هل من دراسات تدعم؟ وهل من مخاطر؟
كلا، لا توجد دراسات علمية تدعم القدرة الشفائية لرمال الصحارى. بعض التقارير تشير الى أن الاطباء ينصحون بالعلاج بالرمال لانها تحتوي على نسبة من المعادن الطينية التي تتولد عنها شحنات سالبة عند ملامستها للماء ولذلك فهي تجذب السموم الموجبة من طبقات الجلد الخارجية.
لكن العلاج بالرمال يندرج تحت خانة الطب البديل ولذلك فان الطب التقليدي لا يعترف به.بطبيعة الحال هناك الكثير من المخاطر، فالدفن في رمال حارقة قد يأتي مع ردات فعل غير متوقعة من الجسم ناهيك عن واقع أن أي جروح مهما كانت بسيطة في الجسم يمكنها أن تخلق مشاكل عديدة.
الجهات المشرفة عادة ترفض معالجة الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب والكبد والسكري وامراض الرئة قبل الحصول على موافقة طبيبهم وهذه خطوة إيجابية.
ولكن عند الإختيار يجب اعتماد تلك التي تملك سمعة جيدة لان الممارسات العشوائية يمكنها ان تودي بحياتك. ففي الجزائر مثلاً منع التداوي بالرمال الحارة عام 1999 بعد وفاة اكثر من 20 شخصاً وذلك لان الجهات المعنية لم تحترم معايير السلامة.
ما هي المناطق الاكثر شهرة ؟
مصر بطبيعة الحال في الواجهة وتحديداً صحراء سيوة، ومناطق حلوان وسفاجا على ساحل البحر الاحمر، وفي صعيد مصر في أبو سمبل وتوشكى والجنينة والشباك في محافظة أسوان، وأيضاً في العريش والشيخ زويد والطور ورأس محمد وعيون موسى في شبه جزيرة سيناء. في المغرب هناك مدينة مرزوكة، وواحة الجغبوب في ليبيا، والنفود في حائل في السعودية .