عيد الأضحى في الدول الغربية.. فرحة تحاصرها القوانين
العيد في الدول الغربية يختلف بشكل جذري عن العيد في الوطن العربي.
فرغم كل المحاولات للتمسك بالعادات والتقاليد الخاصة بالأعياد إلا أن العقبات والعراقيل عديدة.
المشكلة الأولى التي تواجه أي مسلم يعيش في أي دولة غربية هي إجازة العيد، إذ بطبيعة الحال، لا إجازة عيد هناك. فمن كان يرتبط بعمل أو بدراسة أو بغيرها من الالتزامات قد يتمكن من الحصول على يوم إجازة وقد لا يتمكن.
في المقابل هناك القوانين التي تحكم أمكنة إقامة الشعائر وطبعاً المشكلة الأكبر هي نحر الأضاحي. فكيف يتم الاحتفال بعيد الأضحى في الدول الغربية؟
بريطانيا
التحضيرات في المنازل تختلف باختلاف الجنسيات؛ إذ يحاول كل شخص المحافظة على الحد الأدنى من عاداته وتقاليده. عادة يتم استغلال الإجازة السنوية وذلك من أجل الحصول على يومين أو ٣ أيام للاحتفال بعيد الأضحى. تكتظ الجوامع صباحاً لأداء صلاة العيد.
فيما يتعلق بالأضاحي فالقوانين البريطانية تمنع الذبح في الشوارع وتسمح به فقط في المسالخ. وعليه فإن البعض قد يلتزم بالقوانين أو قد يرسل بعض المال لأهله في الوطن؛ كي يقوموا بذبح أضحية على نيته.
تفاصيل الأيام تختلف فالبعض يقوم بالزيارات الاجتماعية والبعض الآخر يحتفل في المطاعم والفنادق التي تحيي حفلات يقدمها الفنانون العرب. المركز الثقافي الإسلامي كل عام ينظم برنامجاً لعيد الأضحى وهناك مهرجان العيد الذي تقام فيه العروض والفعاليات.
فرنسا
فرنسا أيضاً تمنع ذبح الأضاحي في الشوارع أو المنازل وتشترط أن يكون عبر المسالخ المخصصة لهذا الغرض. وهذا ما يجعل الغالبية تعاني كثيراً لحجز مكان لهم كما أن الاعتماد على المسالخ قد يجعلهم يتعرضون للاحتيال، وبالتالي تقدم لهم لحوم ليست من الأضحية. هذا الأمر جعل الجمعيات المسلمة تعين مراقبين مهمتهم مراقبة عملية الذبح. ومنذ العام ٢٠١٥ قامت السلطات بإنشاء مسلخ متنقل لتسهيل عملية الذبح ومراقبتها وذلك بعد تعالي الصرخات من عمليات الاحتيال التي تصبح خارجة عن السيطرة خلال فترة العيد.
بطبيعة الحال كل يحتفل وفق عادات وتقاليد بلاده، ولكن البداية تكون بأداء الشعائر الدينية في مساجد فرنسا ومصلياتها. بعد الصلاة يتم تبادل التهاني مع الحرص على استخدام اللغة العربية للتهاني ثم يكمل كل شخص يومياته وفق مخططاته الخاصة. البعض قد يمضي نهاره في جمعيات إسلامية حيث يستمع للدروس والبعض الاخر قد يمضي يومه في المنتزهات.
بلجيكا
جدل يدور منذ سنوات بين الجاليات المسلمة والحكومة البلجيكية التي لم تشترط الذبح في المسالخ فحسب بل تفرض تخدير الأضحية قبل ذبحها. هذا القرار شهد الكثير من الجدل والتظاهرات والاحتجاجات ودفع بعدد من المسلمين للامتناع عن شراء الاضاحي احتجاجاً. القانون الأوروبي الذي بدأت الدول بتطبيقه بشكل تدريجي استثنى الذبح لشعائر دينية ولكن بلجيكا لا تنوي الاستثناء.
الجاليات العربية في بلجيكا متنوعة وعليه فإن الأجواء مختلفة. البعض وبعد الاحتفال مع الأهل والاصدقاء يلبي دعوة سفارة بلاده التي عادة تقيم احتفالاً بمناسبة الأعياد، والبعض الاخر يفضل المطاعم والفنادق حيث يقيم عدد من الفنانين العرب الحفلات.
الولايات المتحدة
أجواء الإحتفالات تختلف بين ولاية واخرى فمثلا ولاية ميتشيغن تعج بالعرب وبالتالي يمكن لمس الأجواء الاحتفالية بسهولة، على عكس ولايات أخرى، فلكما كانت الأعداد قليلة كانت الاحتفالات منزلية وخاصة.
الأضحية أيضاً هي الهاجس الأكبر؛ إذ أولاً يصعب شراؤها وبالتالي عليهم التوجه إلى الأرياف والمزارع، حيث يمكن الشراء والذبح عن طريق المسالخ.
الاحتفالات تبدأ بالصلاة في المسجد ولاحقاً اللقاءات تكون إما في المنازل أو الأماكن العامة أو في مراكز المنظمات الإسلامية. هناك أيضاً ما يسمى البيوت المفتوحة والتي هدفها احتفال أبناء الأسر المسلمة مع بعضهم البعض لتوثيق الروابط والتقارب.
ألمانيا
في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة يتم تزيين الشوارع والمساجد وتنتشر أجواء الفرح والبهجة. العيد يبدأ بالصلاة ثم يتم التوجه إلى المسالخ، حيث يصار إلى ذبح الاضاحي. أجواء العيد تبدو باهتة إلى حد ما رغم الجهود الكبيرة المبذولة لمحاكاة أجواء العيد الخاصة بكل جالية.
بعض الجاليات المسلمة تقوم في المدن الكبيرة بالتجمع وطهي الطعام التقليدي، ومشاركتها مع بعضهم البعض ليكون احتفالاً جامعاً للجميع.
النرويج
المعاناة الكبرى هي من نصيب الجاليات المسلمة في النرويج. فأولاً هناك صعوبات بالغة في الحصول على ساحات لأداء صلاة العيد في حال كانت الأعداد أكبر من قدرة المساجد على احتوائها. ثانياً هناك مشكلة الأضاحي إذ إن الذبح الحلال ممنوع في البلاد وهناك هيئات من مراقبة سلامة الغذاء تراقب هذا الأمر وحتى إنه تم قبل سنوات القبض على جزار بتهمة «الذبح الحلال». البلاد تعاني أيضاً من نقص في أعداد الدعاة وبالتالي الحملات الإعلانية التي تشن على المسلمين تفعل فعلها، وبالتالي تتجنب الجاليات المبالغة بمظاهر الاحتفال.
إيطاليا
بعد نزاع استمر لسنوات تمكنت الجاليات المسلمة في إيطاليا من العثور على ساحات للصلاة، فهذه المشكلة كانت موجودة وبشكل دائم قبل أن تتعاون البلديات وتمنح الجاليات ساحات مناسبة للصلاة خصوصاً في روما، في مدن أخرى عادة يتم استئجار الملاعب، وفي ميلانو الصلاة تتم في مسجد المعهد الثقافي. في إيطاليا تجتمع العائلات عشية العيد ويتم إعداد ولائم اليوم التالي. البداية تكون مع الصلاة ثم التوجه إلى المسالخ من أجل الأضحية. ولاحقاً يتم إمضاء اليوم في المنازل أو تبادل الزيارات أو في الأماكن العامة.