انفوجراف| ماذا قالت الصحف الأمريكية عن ولي العهد محمد بن سلمان؟
إدارة وأعمال 30 أغسطس 2017
لطالما كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، محط أنظار الصحف العالمية وخاصة الأمريكية والتي أفردت صفحات للحديث عن شخصية وفكر ولي العهد، خاصة في ظل اللقاءات التي عقدها ولي العهد مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والرئيس الحالي دونالد ترامب واللذان لم يخفيا انبهارهما بشخصية ولي العهد وتطلعهم للعمل معه.
ورصد العدد الخاص لمجلة «الرجل» عن ولي العهد، أبرز ما نشرته الصحف الأمريكية عن ولي العهد، حيث ذكرت "وكالة أسوشيتد برس" الأميركية إن الامير محمد بن سلمان "شاب مغامر وطموح. كان صعوده أروقة السلطة فى السعودية سريعا وأتى بشكل مفاجئ".
وأفادت أن الأمير "سيطر على سياسة الدفاع للمملكة فى عمر الواحد والثلاثين، وأشرف على الإصلاح الاقتصادى الهائل بدعم من والده"، عادّةً تعيينه وليّاً للعهد "عزز مكانته قوة رائدة فى التحركات الكبرى التى قامت بها السعودية، وربما تحدد السياسة السعودية على مدار عقود قادمة، وهو جريء ومغامر طموح".
ونقلت الوكالة عن الكاتب والأستاذ في جامعة الملك فيصل خالد بطارفي، أن "الموقف الحالي يتطلب الكثير من الجهود واتخاذ قرارات بشكل سريع وشجاع. الجيل القديم ربما لا يكون سريعاً بما يكفى ولديه السرعة المطلوبة لتنفيذ التحول". وتابع: "البلاد في حاجة الى دماء جديدة وجيل جديد، لأن التغييرات المطلوبة كبيرة".
بدورها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً عن تأييد الرئيس دونالد ترامب وليّ العهد السعودى الجديد، وذكرت انه "يراه حليفاً مهماً في جهوده لتعزيز التحالف المسلم السني فى الخليج العربى. وكذلك فإن بن سلمان مفضل لصهر ترامب جاريد كوشنر".
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فأوردت "إن التغيير فى تسلسل القيادة فى السعودية له هدف واحد وهو إدخال البلاد إلى العصر الحديث"، مشيرة إلى أنها "خطوة تعني أن البلاد ستصبح أكثر نشاطاً". ورأت الصحيفة تولّي بن سلمان ولاية العهد "رهان على أنه يستطيع إجراء تحول مالي واقتصادي جذري فى المملكة التي تصارع للحفاظ على القوة السياسية والاقتصادية عبر ثروتها النفطية".
ونشرت صحيفة "التليغراف" تقريراً عن الأمير محمد، قالت فيه كاتبته شارلوت ليزللي إنها التقت الامير بن سلمان ووصفته بأنه "ثوري" و"ممتلئ بالطاقة وصاحب نظرة مستقبلية". وشرحت كيف كان يوقف المترجم مراراً ليصحّح بعض التعبيرات التي تعدّ أكثر ملاءمة للحوار، وأوضحت أنها عندما زارت المملكة لمست التطور الذي تشهده بصورة متسارعة.
- نيويورك تايمز : الأمير محمد بن سلمان هو أمير الأمراء
في مقال لرئيس مكتب نيويورك تايمز في القاهرة ديفيد كيركباتريك، تقول طبيبة الأسرة المالكة، عضو مُعين من قِبل الملك في مجلس الشورى السعودي الدكتورة سلوى الهزاع: "لقد كان مع الأمير سلمان في كل دقيقة حاضراً إلى جانب والده، هل لك أن تتخيل الخبرة التي قد يكتسبها جرّاء ذلك؟". وأضافت: "هل نحتاج الى شخص تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، أم الى شخص كان ظلًا لوالده طوال الوقت؟".
وما جاء في المقال الذي نشر بعنوان " الأمير محمد بن سلمان هو أمير الأمراء": "الدبلوماسيون الحاليون والسابقون ممن يمتلكون خبرة طويلة في المملكة العربية السعودية، يقولون إنهم بالكاد يعرفون الأمير محمد، كونه نادراً ما قام بمقابلة صحافية، حتى مع وسائل الإعلام المؤيدة للنظام السعودي".
كما نقل كيركباتريك عن "أحد المقربين أن الأمير محمد يهوى التزلج على الماء والرياضات المائية الأخرى، التي يمارسها على البحر الأحمر أو خلال رحلاته الأخرى، وهو من محبي "آي فون" وغيره من منتجات أبل. كما يقول أحد المقربين إنه منذ طفولته يحب دولة اليابان، ولا تزال هذه البلاد هي المفضلة لديه. عندما تزوج اصطحب زوجته في شهر عسل لمدة شهرين إلى اليابان وجزر المالديف".
وتابع: "دور الأمير محمد الأكثر علنية كان يتمثل بإدارة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية، الملتزمة بتطوير الشباب السعودي على نطاق واسع، حيث عقدت المؤسسة مؤتمرات عدة، عن استخدامات تويتر ويوتيوب، وطرحت فكرة استخدام الرسوم المتحركة اليابانية "المانغا" لعرض الثقافة العربية عبرها".
وختم: "أشاد كثير من السعوديين الذين التقيناهم في شوارع الرياض أخيراً بالأمير محمد، حيث يُنظر إلى الأمير الشاب على أنه ممثل لـ70% من سكان المملكة، وهي الفئة السعودية الذين تقل أعمارهم عن الـ30 عامًا".
- نيو يوركر: تشابه بين الامير محمد بن سلمان وصهر ترامب
مما ورد في المقال للكاتب غاري سرنوفيتز الصادر في 12 مايو الفائت في صحيفة "نيو يوركر" الآتي: "إن التشابه الابرز بين صعود كل من (صهر الرئيس الاميركي جارد) كوشنر والامير (محمد) بن سلمان هو ان الرواية الرسمية في كلتا الدولتين، تتحدث عن أن الشابين يجلبان أفكاراً عصرية وحداثية الى المجال الحكومي الصارم.
أما الحاكمان المتقدمان في السن، الاول رئيس يبلغ سبعين عاماً والثاني ملك يبلغ 81 عاماً، فيبدو انهما اتخذا قراريهما بتعيين الاميرين، بناء على المحفظتين اللتين يتمتع بهما الشابان، باطلاعهما على آخر المستجدات في عالمي المال والتكنولوجيا".
- "ذا نيويوركر": أمير يتمتع بالجرأة والانفتاح
نقلت صحيفة "ذا نيويوركر" عن المدير التنفيذي لمؤسسة العربية في واشنطن علي الشهابي قوله: "ربما شعر الملك، في ظل كثرة المسائل العالقة في الوقت الراهن، بأن وضوح الرؤية في ما يخص القيادة والخلافة تعدّ أمراً محورياً". وأضاف: "تحتاج المملكة العربية السعودية بعد مضي 50 عاماً على خضوعها لقيادة رجال متقدمين في السن، الى قيادة شابة تتمتع بذهن منفتح تجاه الافكار الجديدة ومستعدة للمخاطرة في الوقت نفسه".
ومما ذكرته الصحيفة أن "الامير محمد بن سلمان صار مبعوثاً دبلوماسياً، يجتمع إلى قادة العالم من الرئيس الاميركي (السابق) باراك اوباما الى (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين. بعد اجتماعهما عام 2015، صرح الرئيس أوباما لقناة العربية التي تملكها المملكة العربية السعودية بأن الامير "يتمتع بالحكمة رغم صغر سنه". أما بوتين، وبعد اجتماعه إلى الامير فقال "اننا نقدر أفكارك وطروحاتك".
كما افادت الصحيفة بأن "الامير المعين حديثا وليّاً للعهد أثبت بما لا شك فيه، أنه يتمتع بالجرأة. فقد حاك رؤية 2030، التي تشكل خطة للإصلاح والتنوع في المملكة العربية السعودية التي يعتمد اقتصادها على النفط بدرجة كبيرة".
- محلل أميركي: الأمير محمد بن سلمان... القائد المثالي
قال باراك سينر، الرئيس التنفيذي للدراسات الاستخباراتية والاستراتيجية والزميل السابق في معهد الخدمات الملكية المتحدة،: إن تعيين العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، لنجله محمد، بمنصب وليّ العهد، يعدّ خياراً مثالياً بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وأوضح سينر في مقابلة مع "سي ان ان": "فيما أعادت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ترتيب مواقفها الاستراتيجية بعيداً عن إيران وأقرب إلى المملكة العربية السعودية، (محمد بن سلمان) هو القائد المثالي".
وأضاف: "محمد بن سلمان هو أفضل خيار بالنسبة لتنسيق الجهود الأميركية المشتركة في ما يتعلق بملفات مثل سوريا والعراق واليمن والخليج"، متوقعاً أن تنعكس مواقف الأمير محمد "التحدي والمجابهة" على السياسات الخارجية للمملكة.
وألقى الخبير الاستراتيجي الأميركي الضوء على أن وليّ العهد السعودي الجديد "سيكون له تأثير كبير في احداث نقلة في الجهود المبذولة لتطوير القطاعات الاجتماعية والاقتصادية".
- "واشنطن بوست": أمير مفعم بالطاقة والحيوية... يُعيد تصوّر شكل المملكة
نشر الكاتب الأميركي ديفيد أغناطيوس مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" كشف فيه عن تفاصيل الحوار الاول الذي دار بينه وبين الامير محمد، حين كان وليّا لوليّ العهد، علماً ان اللقاء الذي استمر 90 دقيقة، شكل استثناءً، نظراً الى نُدرة المقابلات التي يجريها الأمير.
وذكر اغناطيوس في مقاله انه "بعد مرور عامين على حملته مُحفّزاً للتغيير في المملكة النفطية المحافظة، يبدو أن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدأ بالعمل بثقة، واضعاً نفوذه للدفع بجدول أعماله للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي".
وأضاف: "واضح أن الأمير محمد، قد رسم الاستراتيجية العسكرية والسياسة الخارجية والتخطيط الاقتصادي. كما كوّن فريقاً تقنياً أصغر سناً وأكثر شباباً من المسؤولين السابقين في المملكة".
ومما قاله اغناطيوس: "القوة المحركة خلف محاولة إعادة تصوير شكل المملكة هو وليّ العهد البالغ من العمر 31 عاماً، إذ بسلوكه المفعم بالطاقة والحيوية، يناقض تماماً التحفظ الصحراوي التقليدي الذي يتسم به معظم المسؤوليّن السعوديين، وعلى خلاف الكثير من الأمراء السعوديين فهو لم يتلق تعليمه في العالم الغربي، ما مكنه من الحفاظ على طاقته القتالية التي تعد سبباً لجاذبيته لدى الشريحة السعودية الشابة".
ويقول إغناطيوس: "ببساطة، إن ابن سلمان يطمح إلى نقل المملكة المغلقة الحذرة إلى دولة تشبه الجارة الإمارات العربية المتحدة، بناطحات سحابها واقتصادها الحر. ويعترف الأمير أن هذا التحول الاقتصادي لن يحدث من دون تخفيف التقاليد الدينية المتشددة".
في سياق المقابلة، نقل اغناطيوس عن الامير قوله ان المملكة "تعمل بثقة للدفع نحو إصلاحات اقتصادية واجتماعية وتنمية قطاع الترفيه" وان "الشرط الأساسي والجوهري للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير". وأضاف الامير: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إذا كان الشعب السعودي غير مقتنع. في حال كان الشعب السعودي مُقتنعاً، فالسماء هي الحد الأقصى للطموحات".
إن الأمير محمد محافظ حينما يتحدث عن القضايا الدينية، إذ يتعامل مع السلطات الدينية كحلفاء موثوقين له، ضد التطرف ولا يعاملهم كخصوم.
وقال الأمير محمد: "أنا شاب، وسبعون في المئة من مواطنينا هم من الشباب. نحن لا نريد أن نُضيع حياتنا في هذه الدوامة التي كنا فيها طوال الثلاثين سنة الماضية، بسبب الثورة الخمينية، التي سببت التطرف والإرهاب. نريد أن ننهي هذه الحقبة الآن، نحن نريد - كما يريد الشعب السعودي - الاستمتاع بالأيام المقبلة، والتركيز على تطوير مجتمعنا، وتطوير أنفسنا أفراداً وأسراً، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ديننا وتقاليدنا، نحن لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979"، واختتم حديثه قائلًا: "لقد ولّى زمان تلك الحقبة".