فيديو| وزير الثقافة المصري حلمي النمنم لـ«الرجل»: ولي العهد يقود جيل جديد في أفكاره ورؤيته وفنونه
قال حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، أنه فى حالة اندهاش من تلك التغييرات التى طرأت على المملكة العربية السعودية، والتى لمسها في أخر زيارة له الى المملكة خلال حضوره المهرجان الثقافي "مهرجان الجندارية"، مؤكدا أن أشكال الفنون التى رآها في المهرجان تؤكد أن المملكة على أعتاب رؤية جديدة مختلفة تماما عما سبق.
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يكتب لـ«الرجل»: ولى العهد يمثل نموذجاً جديداً للقيادة العربية
وأضاف النمنم -في مقال نشرته مجلة الرجل ضمن العدد التوثيقي الخاص بولي العهد الأمير محمد بن سلمان- أن المملكة العربية السعودية يقودها الآن جيل جديد في أفكاره، رؤيته وفنونه.
ولي عهد البحرين في مقال لـ«الرجل»: الأمير محمد بن سلمان لديه رؤية واضحة للتقدم والازدهار بالمملكة
وتابع وزير الثقافة المصري في مقاله: أنه بمجيء العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان هناك تحول كبير في كل ما يصدر عن المملكة، لوحظ هذا في السياسة مع العالم أجمع، وكذلك شكل ومعنى اللغة في الخطاب - قاعدة علمية وبناء حضاري يشمل الإنسان قبل البنيان، وهذا ما ردده ببساطة وذكاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاءات متعددة داخل المملكة وخارجها.
وإلي نص المقال:
منذ زيارتي للمملكة العربية السعودية، منذ أشهر قليلة، عبر دعوتي بوصفي ممثلاً للثقافة المصرية، خلال المهرجان الثقافي الذي يعدّ الأهم بالمملكة "مهرجان الجنادرية"، وأنا مندهش لكل تلك التغيرات التي طرأت على المملكة، سواء فيما يخصّ أعداد الحضور، أو تلك الأشكال من الفنون التي رأيتها في احتفاليات أسطورية من المسؤولين، تحاول التأكيد أن المملكة على أعتاب رؤية جديدة، ومختلفة تماماً عما سبق وسمعت عنه، ورأيته وقرأته في متابعات صحافية بحكم عملي، أو حتى في زيارات خاطفة، وما أقصده ليس تلك الفخامة، ولا الاحتفاء الأسطوري بمكانة مصر، وهذا ليس جديداً على الشقيقة السعودية، الجديد في زيارتي الأخيرة، ما رأته عيناي باحتضان كل الفنون وخاصة تلك التي تبرز دور الأجيال الجديدة في هذا البلد المتفرد في تراثه وذخائره في الفن والحضارة سواء من البادية أو الحضر.
وعندما دعاني سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في دعوة للعشاء شملت مئات المثقفين والكتاب والمفكرين والفنانين، لتأكيد أن هناك جيلاً جديداً في كل شيء، الأفكار والانفتاح على الآخر، والنهل من كل ثقافات العالم مع التمسك بالهوية والتراث العربي والإسلامي.
المملكة العربية السعودية يقودها الآن جيل جديد في أفكاره، ورؤيته وفنونه، ولأننا سوياً معنيون بتبنّي تفسير لماهيات الفكر والتراث والنقد الموضوعي، الذي يشتبك مع كل أشكال الفنون والثقافات كان لزاماً عليّ أن أنتبه، أنه بمجيء العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان هناك تحول كبير في كل ما يصدر عن المملكة، لوحظ هذا في السياسة مع العالم أجمع، وكذلك شكل ومعنى اللغة في الخطاب - قاعدة علمية وبناء حضاري يشمل الإنسان قبل البنيان، وهذا ما ردده ببساطة وذكاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاءات متعددة داخل المملكة وخارجها.
لن أتحدث هنا عن اتفاقيات كانت تأخذ الشكل التقليدي في مبادلات لمعارض كتب وترجمات فكرية وثقافية وأدبية وغيرها، ولكنني أتحدث عن هم يضطلع بخطورته وجسامته وهدفه الأسمى، القيادتان في كل من مصر والمملكة العربية السعودية.
بمعنى أننا وقعنا بالفعل أكثر من ثلاث عشرة اتفاقية في إطار تعاون فكري وثقافي ونقدي وحتى سينمائي بين البلدين، وهذا الأخير يحدث للمرة الأولى، حيث هناك اتفاقيات ملزمة بإنتاج أعمال درامية مشتركة تبرز مفاهيم عدة، تتحلى وتتميز بها الأمة العربية والإسلامية، أي أننا سنرى ولأول مرة مطلع العام القادم مسلسلات دينية مشتركة بين قطاعات خاصة وحكومية تبحث وتناقش وتعرض رؤيتها لمفاهيم الحضارة الإسلامية في كل مراحلها، وستصور هذه الأعمال بين مدن مصرية وسعودية وبتمويلات ضخمة؛ أرى في هذا النهج والمسلك كل قيادات الدولة وعلى رأسهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أحسّ بل أتأكد، وعبر وقائع عدّة، أن ولي العهد الأمير محمد، هو المعني بتنفيذ كل هذه المشروعات وتسييرها، في وقتها.
وكما صرح في السعودية بمحفل مهرجان الجنادرية، بأن هناك محاولات لطمس الهويات العربية وتدمير الثقافة العربية، بل وتبديد التراث الحضاري العربي كله من المحيط إلى الخليج.
ومما يسعدني في هذا الإطار هذا الشغف الذي ظهر في زيارتي الأخيرة بمسألة تمكين المرأة بشكل حقيقي وملموس، وليس في لغة الدبلوماسية ولا الخطابة فقط، فأغلبية ما رأيته من معارض لوحات تشكيلية متفردة، وتحمل سمات المرأة العربية والسعودية بشكل خاص، وهناك مساحات غير معهودة فيما يخصّ مساحات الحرية والجرأة التي استُخدمت بها الألوان وطبيعة المناظر والرسوم التي تصرخ بالبراح تقودها ويقودها تيار جديد تعلم في الخارج والداخل، واكتسب مساحات من التعبير بطرق غير تقليدية فيما كان يظهر من قبل في الفن السعودي، وأظن أننا سمعنا عن تمثيل متعدد للسينما السعودية سواء لمخرجين أو مخرجات في الداخل أو في الخارج، شاركوا في مهرجانات دولية في الفترة الأخيرة، مثل مهرجان برلين ومسقط الدوليين ومراكش.
وكل هذه الفتوحات تؤكد وتثبت ظني، أن هناك اتساقاً بين القول والتنفيذ فيما تقوم به وتنفذه المملكة العربية السعودية، في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولأنني وهذه هي المرة الأولى التي ألمس فيها كل هذه النتاجات عن قرب، وحتى فيما تشير إليه وتنشره صحف العالم العربي والعالم، أرى أننا في مصر والسعودية، المعنيون بتغيير البنى الثقافية للدفاع عن هويتنا وإرثنا الحضاري، شريطة أن يظهر وتظهر كل هذه النتاجات على سطح الميديا العالمية مرئية ومسموعة ومقروءة، وهذا من أجل طرح خطاب حضاري جديد ومتناغم مع مفاهيم الحرية والسلام والتعايش المشترك الذي تتكفل به قيادات الدولتين المصرية والسعودية، في فتح صفحات جديدة مشرقة ومبدعة ينفذها بجرأة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فأنا متفائل خيراً كثيراً بتلك الطموحات وزرعها في أرض واقعنا بداية من العام القادم، وهذا ما تصرخ وتصرح به قيادتا البلدين ليل نهار.