صور| إبداع سويسري وأناقة إيطالية.. توليفة خيالية في هذه الساعة
قد لاتكون فرصة زيارة مصنع "أوفيشين بانيراي" Officine Panerai في مدينة نيوشاتيل Neucahtel في سويسرا متاحة أمام الجميع، ولكنها لمن حظي بها، ليست مجرد جولة على المراحل المختلفة التي تمرّ بها الساعات، قبل خروجها إلى السوق، بل هي تجربة مميّزة تكرّس عشق التصميم الإيطالي والدقة السويسرية اللذين يتجليان في أبهى حلة، في كل تفصيل من تفاصيل الزيارة المشوّقة.
هذه الزيارة تسمح للزائر بمتابعة المراحل التي تمرّ بها الساعات، بدءاً من عملية الأبحاث والتطوير، وصولاً إلى الانتاج، ولأن كل ساعة تعدّ مصدر فخر للعلامة، لم ينس القائمون على المصنع إفراد قسم للصيانة يسهم في ضمان جودة أداء الساعات، كما يستحق الزبون المخلص للدار.
كما يلاحظ الزائر، مدى قدرة العلامة التي أُسست عام 1860 على مواكبة العصر بتصاميم تنطق بالحرفية والأناقة، من دون أن تتخلى عن التعقيدات التقنية المبتكرة.
ولادة المصنع:
عام 2014 قررت الدار افتتاح مصنع أوفيشين بانيرات Officine Panerai Manufacture في نيوشاتيل Neuchatel في سويسرا، فوق تلة تطل على بحيرة جميلة، وجمعت في هذا المصنع الذي يمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، كل خطوات تصميم الساعات وانتاجها، فضلاً عن مراقبة الجودة، لتكون كلها تحت سقف واحد، لتقديم ساعات عالية الجودة، متقنة الصنع، وتتمتع بقراءة دقيقة للوقت، لا تتأثر بالزمن أو أي من العوامل الخارجية الأخرى.
وبافتتاح المصنع في نيوشاتيل، انضمت العلامة إلى نخبة دور الساعات الرياضية الفاخرة، خاصة أنه يحتضن كل ما قد تحتاج إليه الدار من مهارات، لتصنيع الساعات والتعقيدات الميكانيكية.
ولأن الدار تطمح إلى أن تكون السباقة في كل شيء، حرصت على أن يكون تصميم المبنى عصرياً وصديقاً للبيئة في الوقت نفسه. إذ يضمن المبنى تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر، كما يضمّ خزانات للمياه سعتها 50 ألف ليتر، تجمع مياه الأمطار، لتُستخدم في ريّ الحدائق المحيطة به. كما تُستخدم المياه الساخنة الناتحة عن أنظمة التبريد، لتوليد الطاقة اللازمة لتدفئة المبنى.
كما أن تصميمه المحتوي على نوافذ ضخمة كبيرة، يساعد على إنارة المساحات الداخلية، ويعكس الشفافية التي تحرص الدار على اعتمادها في كل ما تقوم به.
مختبر الأفكار
يضمّ المصنع مختبراً للأفكار، وهو المكان الذي تولد فيه الأفكار وفيه تُختبَر وتطبّق، عن الحركات والشكل الخارجي للساعة ومدى ملاءمتها لأهداف الدار. وتمكن من أن يقدم في السنة الأولى من إنشائه مجموعة من الحركات الأصلية العالية الجودة والدقة.
ولا يكتفي القسم بدراسة الحركات الجديدة واختبارها، بل يصنّع نماذج أولية أو Prototype من الحركات والتعقيدات والساعات، ليختبرها العاملون فيه بكل سرية. هذه السرية ضرورية عندما نعلم أن خروج الساعة للضوء، يستغرق أحياناً أربع سنوات من الاختبارات للحركة.
خط الإنتاج أو خطوط الانتاج
على مساحة 800 متر مربع من المبنى، تتوزع الآلات المتطورة التي تستخدم في تحويل المواد الخام إلى جسور وصفائح، وغيرها من مكوّنات الساعات.
وهي عمليات تحتاج إلى الكثير من الدقة؛ فعلى سبيل المثال، قد يستغرق إنجاز صفيحة من صفائح حركة P2000 ساعة كاملة.
مشغل التجمع
مشغل تجميع الساعات يشبه غرفة عمليات جراحية، وربما يفوقها، من حيث التعقيم والنظافة، منعاً لدخول أي ذرة غبار قد تؤثر في أداء الساعة الذي تفخر به الدار.
ويقوم حرفيو الدار البارعون، بكل عمليات التجميع باليد.
محترف الساعات الفاخرة
هذا المحترف هو القسم الذي تُبتكر فيه أكثر حركات الدار تعقيداً، وقد تكرم القائمون على الدعوة، بالسماح لنا بزيارته للاطلاع على العمل المتقن والدقيق.
ومن بين الحركات التي يفتخر المحترف بإنتاجها، يمكن أن نذكر
P2005 حركة التوربيون،
P2006 حركة الكرونوغراف مقسّم الثواني،
P9100/R حركة الكرونورغاف الثورية، مع عداد لبدء السباق Countdown
P.2000/G هي حركة تصنع بعد الحصول على إحداثيات المكان الذي يقطن فيه الزبون أو يسافر إليه، لتزويده بأوقات شروق الشمس وغروبها، وخريطة النجوم أينما كان.
مراقبة الجودة
كل الحركات والوظائف تخضع لسلسلة من الاختبارات التي أنشأتها الدار CTMP، أو معيار الجودة الخاص ببانيراي.
فالعلامة التي تطمح دائماً للتفوق، وضعت معايير جودة خاصة بها، تعدّ أكثر تشدداً من المعايير التي تخضع لها الساعات الأخرى.
ومن ضمن الاختبارات التي تجريها الدار، مقاومة جاذبية المغناطيس، ومقاومة السقوط والحرارة والرطوبة والمتانة، وقدرة المعدن على مقاومة التآكل والصدمات، وكذلك مقاومة الماء.
خدمة ما بعد المبيع
لا تتوقف علاقة الدار بزبائنها، التزاماً منها بمعايير الجودة العالية التي تعتمدها عنواناً لها. لذلك تقدم لهم خدمة الصيانة الدورية للساعات، التي لا يستغرق إصلاحها أكثر من أربعة أسابيع.
وقسم خدمة ما بعد البيع، لا يقتصر على المصنع في نيوشاتيل فقط، بل يوجد فروع منه في العالم، لتسهيل الأمر على الزبون أينما كان.