دليلك للحفاظ على صحة الكليتين.. ابدأوا الآن لكي لا تندموا غداً
لا تحظى أمراض الكلى عادةً بالاهتمام أو التركيز نفسه المنصبّ عادة على حالات أمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري والسمنة. لكن الدور الفعلي لتينك الكليتين الصغيرتين في جسم الإنسان، مهم للغاية، فمن دونهما لا ييعيش المرء، لذلك، قررنا نشر مزيد من التوعية عن صحة الكليتين، لتجنب الأمراض المميتة.
استشارت مجلة "الرجل" الدكتور علي الحربي، وهو اختصاصي أمراض الكلى في عيادات ديافيرم الخاصة، والرائدة في معالجة أمراض الكلى في السعودية.
يقول د.الحربي: "إن الكلى تلعب دوراً حيوياً في الجسم. رغم أن هذا الدور لا يلقى اهتماماً كبيراً في بعض الأحيان، يساعد الاعتناء بسلامة الكلى وصحتها في الوقاية من أمراض مختلفة".
وعرض لنا الوظائف الرئيسية للكليتين ودورها في الحفاظ على الجسم:
- التخلص من النفايات السامة: تكمن الوظيفة الأساسية للكلى في تخليص الجسم من النفايات السامة. إن تراكم هذه النفايات في الجسم قد يسبب أمراضاً تهدد حياة الإنسان، مثل الفشل الكلوي المزمن. وتعالج الكليتان نحو 200 كوارتات يومياً (190 ليتراً) من الدم، كما ترشّح نحو كوارتين من نواتج النفايات والمياه الزائدة. وتحتوي الكليتان على كمية كبيرة من الأوعية الدموية تمكّنهما من معالجة هذه الكمية من الدم. هل تعلم أنك إذا انتزعت كل الأوعية الدموية الموجودة في الكليتين، ثم بسطتها وقستها، فإن طولها الإجمالي سيبلغ 160 كيلومتراً تقريباً؟
- تنظيم كمية الملح والمياه: عندما تتناول وجبة مالحة، يُمتصّ الملح في الدم. وعند وصول هذا الدم المالح إلى الكليتين، يُزال الملح الزائد ويُخرج عن طريق البول. والمدهش حقاً أن تتمكن الكليتان من تحديد النسبة المركزة الصحيحة من الملح (أو الصوديوم) التي يجب أن تبقى في الدم، ثم طرح النسبة الزائدة والتخلص منها.
- مراقبة مستوى ضغط الدم: يتم هذا الأمر، بالتفاعلات الهرمونية وتنظيم كمية المياه في الجسم، للوقاية من المشكلات المتعلقة بفرط ضغط الدم والسكتات الدماغية والنوبات القلبية التي تنتج عن عدم المعرفة بارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
- الحفاظ على توازن درجة الحموضة في الجسم: إذا كانت درجة الحموضة مرتفعة جداً في الجسم، أي أن هناك فائضاً في شوارد الهيدروجين، تعمل الكليتان على التخلص من هذه الشوارد الزائدة، عبر طرحها في البول. وتُعرف البكتيريا التي تتسبّب بكثير من الأمراض الخطرة، بأنها تنشط وسط بيئة مملوءة بالحموضة. لذا تساعد الكليتان في تنظيم درجة الحموضة عند 7.4، للمحافظة على بيئة معتدلة تقف في وجه الأمراض، وتعزز كفاءة وظائف كل الأنظمة الحيوية في الجسم.
- إنتاج كريات الدم الحمراء: يلعب هرمون الإريثروبويتين دوراً رئيسياً في إنتاج كريات الدم الحمراء في نقيّ العظام. وعندما تكتشف الكليتان انخفاض كريات الدم الحمراء داخل الجسم، تنتج هذا الهرمون، وتطلقه في مجرى الدم، ليذهب مباشرة إلى نقيّ العظام، ما يساعد في إنتاج مزيد من كريات الدم الحمراء وإطلاقها.
- تعزيز قوة العظام: كثير لا يعلمون أن معالجة الفيتامين (د) هي إحدى وظائف الكليتين. وهذه المعلومة مهمة للغاية في منطقتنا، إذ تشير الأرقام إلى أن 78% من سكان المنطقة يعانون نقص الفيتامين (د). ولمعالجة ذلك، تحوّل الكليتان الكالسيفيديول إلى كالسيتريول، وهو نوع نشط من الفيتامين (د)، إذ يعزّز الفيتامين من خلاله، امتصاص الكالسيوم في الأمعاء الدقيقة ويجعلها متوافرة لتطور العظام.
ماذا بعد؟
الآن بعد أن تعرفتم إلى الوظائف المتعددة للكلى، فما الذي يمكن فعله للحفاظ على صحة الكليتين؟
- تناول الأطعمة الصحية والحفاظ على النشاط: من المهم ممارسة التمارين الرياضية لخفض مستوى ضغط الدم، وتخفيف أخطار أمراض الكلى المزمنة. حاولوا ممارسة الرياضية لنحو 30 دقيقة على الأقل كل يوم.
- شرب الكثير من الماء يومياً: يساعد شرب الماء الكليتين في التخلص من الصوديوم ومادة البولة والسموم من الجسم. استشيرواالطبيب لتحديد كمية المياه التي تناسبكم، لأن ذلك يعتمد على عوامل عدة، منها الجنس والمناخ والصحة والتمارين الرياضية.
- فحص مستوى سكر الدم بشكل دوري: يمكن تخفيف احتمال الإصابة بتلف الكليتين الناجم عن السكري أو الوقاية منه، إذا تم الكشف عنه مبكراً. يجب أن يكون مرضى السكري منتبهين أكثر، خاصة أنهم أكثر عرضة بنسبة 50% لتطور حالات تلف الكليتين. احرصوا على الخضوع لفحوص دورية للتحقق من وظائف الكليتين.
- راقبوا مستوى ضغط الدم: من المعروف أن ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة قلبية، لكن قلة فقط يعلمون أنه السبب الأكثر شيوعاً لتلف الكليتين. عندما يترافق ارتفاع ضغط الدم مع عوامل أخرى، مثل السكري وارتفاع نسبة الكولسترول والأمراض القلبية الوعائية، هناك احتمال أكبر بأن يؤدي ذلك إلى تلف الكليتين.
- ملح أقل: تبلغ جرعة الصوديوم التي يُنصح بها 5 إلى 6 غرامات من الملح يومياً، أي بمقدار ملعقة طعام. قللوا ما أمكن من تناول الأطعمة المعالجة أو الأكل في المطاعم، ولا تضيفوا الملح إلى الطعام. وستتمكنون تنظيم جرعة الملح اليومية، إذا أعددتم الطعام بأنفسكم.
- عدم التدخين: يتسبب التدخين في إبطاء دفق الدم إلى الكليتين. إن وصول كمية أقل من الدم إلى الكليتين، يمنعها من أداء وظائفها بفاعلية. كما يؤدي التدخين إلى زيادة أخطار الإصابة بسرطان الكلى بنسبة 50%.