فيديو| «#السبيعي_يعفو_لوجه _الله».. ما هى أنواع العفو عن القصاص؟
أعلن مواطن سعودي، صباح اليوم، في ساحة القصاص برنية بمنطقة مكة المكرمة، تنازله عن القصاص من قاتل ابنه، قُبيل تنفيذ حكم القصاص بدقائق.
#السبيعي_يعفو_لوجه_الله pic.twitter.com/YdnG8H0hDv
— بدرالحربي (@badr6515) August 6, 2017
وعلى إثر ذلك، دشن نشطاء موقع التواصل الاجتماعى، تويتر، وسما بعنوان: "#السبيعي_يعفو_لوجه_الله"، وذلك امتنانا منهم وتقديرا للموقف الذى قام به احد ابناء قبيلة السبيعي، وعفوه عن قاتل نجله لوجه الله، وتداول الوسم آلاف المغردين، حتى انطلق في قائمة الاكثر تداولا على الموقع، وإليك بعض من التعليقات:
فيديو| «#متسابق_بدايه_يروج_ لرقصه_ الداب».. ما هي رقصة «الداب» التى اثارت جدلا على «تويتر»؟
حيث دعى ماجد عبدالله الربع، احد رواد تويتر، للسبيعي، راجيا الله ان يجمعه بأنبه في الفردوس الأعلي، قائلا: "الله يبيض وجهك يالسبيعي وعسى الله يجمعك مع ابنك بالفردوس الأعلى يارب العالمين".
الله يبيض وجهك يالسبيعي وعسى الله يجمعك مع ابنك بالفردوس الأعلى يارب العالمين. #السبيعي_يعفو_لوجه_الله
— ماجد عبدالله الربع (@99Majed) August 6, 2017
فيما نشر المستخدم، بدر الحربي، احد رواد تويتر، مقطع فيديو يظهر ساحة تنفيذ حكم الإعدام في قاتل نجل السبيعي، والتى قام بالعفو فيها عنه قبل تنفيذ حكم الإعدام بدقائق.
#السبيعي_يعفو_لوجه_الله pic.twitter.com/YdnG8H0hDv
— بدرالحربي (@badr6515) August 6, 2017
وكانت الجهات المختصة أحضرت الشاب شبيب بن فيصل السبيعي، إلى ساحة القصاص في رنية، لتنفيذ حكم القصاص فيه، فإذا بوالد القتيل ثواب بن عبدالله السبيعي، يخرج على الملأ ويعلن تنازله عن قاتل ابنه ابتغاء وجه الله، وسط تكبير العشرات الذين حضروا تنفيذ حكم القصاص.
«#مواليد_السعوديه_يا_ملكنا».. تعاطف وطني لمنح الجنسية لمواليد المملكة.. فما رأيك؟
وعليه، توالت الإشادات على هذا الموقف الذي اتخذه ابتغاء الأجر في الدنيا والآخرة ومرضاة الله، حاثين الناس على العفو لما فيه من خير عظيم.
صور| «#تطوير_العواميه_والمسوره» مطلب شعبي.. والحكومة تعد بتنفيذ مشاريع تنموية بالمنطقة
فيما نشر حساب المستخدم، دام عزك يا السعودية، احد رواد تويتر، دعوه للسبيعي أن يجازيه الله خيرا، ناصحا اياهم أن يبغضوا الشيطان وأن يشكر المعفو عنه الله، قائلا: "#السبيعي_يعفو_لوجه_الله جزاه الله خير والمفروض يتابعدون في السكن الشيطان مامات حتى لا تعود الكره ويتحمد ربه ويشكره أنه كتب له حياة جديده".
#السبيعي_يعفو_لوجه_الله جزاه الله خير والمفروض يتابعدون في السكن الشيطان مامات حتى لا تعود الكره ويتحمد ربه ويشكره أنه كتب له حياة جديده
— دام عزك يا السعوديه (@abdelaziz1433) August 6, 2017
فيما قال عبدالله ناصر، احد رواد تويتر، أن يجازي الله السبيعي خيرا لعفوه عن قاتل نجله، وأن يجعل هذا الأمر في ميزان حسناته، قائلا: "#السبيعي_يعفو_لوجه_الله الله يجزاه خير ويجعلها في موازين حسناته ويرحم والديه والحمد لله رب العالمين .. ومن سعى بالصلح جزاه الله خير".
#السبيعي_يعفو_لوجه_الله الله يجزاه خير و يجعلها في موازين حسناته ويرحم والديه والحمد لله رب العالمين .. ومن سعى بالصلح جزاه الله خير
— عبدالله ناصر بن جعمل (@nasser34451) August 6, 2017
وحول دليل العفو فى القرأن الكريم:
فإن الله-تعالى- يقـول: { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } فجعل الله-U- لأولياء المقتول أن يعفوا عن القاتل ، ورغب الله-I- في العفو فقال-سبحانه-: { وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } فمن عفا عن القصاص والقود فإنه بخير المنازل عند الله-I- وذلك أن الفعو إذا كان عن الجناية العظيمة كان أجره أعظم وثوابه عند الله أكبر ؛ لأنه لايمكن للإنسان أن يسامح عن دم قريب من أقربائه إلا بقوة إيمان وحسن ظن بالله-U- ورجاء في عفوه وكرمه وإحسانه-U- والله يعامل عبده إذا عمل الإحسان مع خلقه يعامله بالإحسان ، وإذا تولى الناس بالرحمة تولاه الله برحمته.
ولذلك جاءت السُّنة تؤكد هذا المعنى فقال-r- : (( ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً )) وهذا الحديث وهو قوله-عليه الصلاة والسلام- : (( ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً )) رد النبي-r- فيه ظنون أهل الجاهلية فإن أهل الجهل في كل زمان إذا أراد الإنسان أن يعفو قالوا لـه : أنت جبان ! وأنت ضعيف ! وأنت لا تحترم حقك ! ولا تأخذ بحقك وأنت أنت .. فيجعلون العفو في نظره أنه منقصة وأنه ذلة وهوان فكذَّب النبي-r- هذا وقال : (( ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً )) فمن عفا عن أي ذنب وعن أي جريرة وعن أي أذية من إخوانه المسلمين فإن الله-U- يبدله بهذا العفو عزاً فإذا عظم العفو عظمت عزة الله-U- للعبد وإعزازه لـه وإكرامه لـه ، ومن هنا أجمع العلماء-رحمهم الله- على مشروعية العفو وجعل الله لهذه الدية الخيار بين القصاص وبين العفو إلى الدين ، وبين العفو بدون أخذ الدية.
أنواع العفو:
الحالة الأولى:
عفو بدون عوض وهو أعظم العفوين وأجلهما وأكثرهما ثواباً عند الله-U- ، فلو أن شخصاً قتل لـه قريب فقيل له : تقتص ؟ قال : لا أريد القصاص . قيل له : تعفو وتأخذ الدية ؟ قال : لا أريد الدية وإنما عفوت لوجه الله-U- ، فهذا وأمثاله ينطبق عليهم قوله-تعالى- : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } فإذا كان يوم القيامة تولى الله أجره وثوابه ، ولذلك انظر إلى قوله-سبحانه- : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } ولم يبين الله-U- هذا الأجر في الدنيا والثواب كيف يكون وكم يكون وهذا يدل على أن الله يتولى جزاءه ؛ لأن الأذية والشرور والمظالم والجنايات تتفاوت والنفوس تتفاوت وضيق الحال يتفاوت بالإنسان ، فالذي يعفو عن القصاص وعن الدية عن شخصٍ عن من يرجو صلاحه ويرجو هدايته واستقامته ويكون سبباً في هدايته واستقامته ولايحمله الدية بل يستغني بغناء الله فإن الله-U- يعوضه من ذلك كله خيراً يعوضه خيراً في الدنيا وهو الذي قال عنه النبي-r- : (( ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً )).
ويعوضه خير الآخرة فأجره على الله إذا كان يوم القيامة ، وقد جاء في الأثر أنه إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من كان أجره على الله فليقم فتقول الملائكة : ومن هذا الذي أجره على الله ؟ فيقول-r- : (( فلا يقوم إلا من عفا عن مظلمة )) لأنه جعل الأمر إلى الله-U- أي يتولى جزاءه وثوابه وقل أن تجد إنساناً يعامل الناس بالعفو إلا وجدت أمره على اليسر وعلى السماحة وعلى العزة والكرامة فعدوه يريد أن يهينه فالله يكرمه وعدوه يريد أن يذله بتلك الأذية فإذا به بعفوه يرفعه الله ويعزه الله والله -جل وعلا- عليم بخلقه حكيم في تدبيره-I- لا تخفى عليه خافية فهو العدل-I- الذي لايضيع أجر من أحسن عملاً ومن أعظم الإحسان العفو.
الحالة الثانية:
أن يكون رجلاً شريراً لايزداد بالعفو إلا شراً ولا يزداد إلا تسلطاً على دماء المسلمين وأذيتهم مثل أن يسبق منه ذلك فمثلاً قتل ثم عفي عنه فقتل مرةً ثانية وعرف عنه أنه بعد القتلة الثانية أنه على حاله وأنه مصر على بغيه ومصر على كبره ومصر على أذيته للناس فهذا لا يجوز أن يُسلَّط على دماء المسلمين فالعفو عنه إبقاء لشره ، ومن هنا نص جماعة من أهل العلم على أنه لايشرع أو لاتشرع الشفاعة في مثل هذا وقد وقعت لبعض مشايخنا-رحمة الله عليهم- الوالد أذكر أن رجلاً كان معروفاً بذلك وطلب منه أن يشفع فامتنع الوالد-رحمه الله- لأنه سأل عنه وتبين من حاله أنه لايزيده العفو إلا بغياً وفساداً ، ولذلك مثل هؤلاء لا يعانون على الإضرار بالناس والإضرار بمجتمعاتهم والإضرار بالأبرياء فهؤلاء إذا عفي عنهم تسلطوا على دماء المسلمين وتسلطوا على الناس بأذيتهم والإضرار بهم وليس الأمر خاصاً بالقتل بل شامل لكل عقوبة بحيث إذا كان الجاني يتسلط ويزداد أذية وبغياً وفساداً ، فمثله لا يعان على بغيه وفساده .
شروط استيفاء القصاص:
الشرط الأول: أن يكون المستحق للقصاص مكلفاً، مثال ذلك: واحد قُتل عمداً وله ثلاثة أبناء، اثنان بالغان وولد عنده عشر سنوات، الصغير هذا غير مكلف، ففي هذه الحالة نحبس القاتل خمس سنوات حتى يبلغ الصغير خمسة عشرة عاماً أو يبلغ حتى لو بلغ أربعة عشرة سنة، أو يصل خمسة عشرة عاما ونسأله، هل تريد القصاص أم تريد العفو أو الدية،؟ لأن أحد المستحقين للقصاص هنا كان صغيراً ليس مكلفاً، فلا يُقام الحد ولا يُستوفى القِصاص حتى يصيروا جميعاً مكلفين.
لو كان أحد المستحقين للقصاص مجنوناً، سيأتينا بأنه ليس مكلفاً شخص ما مجنون نري الباقي كله ولي المجنون سيقرر.
الشرط الثاني: أن يتفق جميع المستحقين للقِصاص على استيفاء القصاص، القتيل له أب وثلاثة أبناء وزوجة، كل هؤلاء مستحقون للقصاص أي مستحقون للإرث، لو قلنا فيه دية يرثون من ديته، وقالت زوجته أنا عفوت عن حقي، فلا يُقتل لأن القِصاص لا يتبعض، إذن الباقي كله يأخذ حقه في الدية و هي إن عفت إلى الدية أخذت حقها في الدية، وإن عفت إلى غير الدية فقط سقط حقها في الدية والآخرون يأخذون حقهم في الدية، إذن لا نقيم القصاص ولا نستوفيه ولا نقتل الرجل إلا إذا كان جميع الورثة متفقون على استيفاء القصاص.
الشرط الثالث: أمن التعدي، عندما تأتي تقيم القِصاص على واحد لا يتعدى إلى غيره، مثلاً: امرأة قتلت رجلاً، تُقتل به، لأنها قتلته عمداً، لكنها لو كانت حاملاً، لا تُقتل، لأنه يتعدى إلى غيرها وهو الحمل.