«#قذافي_الخليج_بيهون».. ما هي أوجه الشبه بين حمد والقذافي؟
الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذى راح قتيلا في موجة ثورات الربيع العربي، والتى ضربت ليبيا، منذ سنوات، كان يتقن لغة التآمر على دول الجوار، ولعل اشبه الزعماء له، هو حمد بن خليفة الأمير السابق لقطر، الذى ازاحة نجله تميم بن حمد من الحكم، وهو أكثر اوجه الشبة بينهم، فالأخير كان يتقن عملية التآمر على زعماء دول الخليج.
فما بين القذافي وحمد بن خليفة آل ثاني، العديد من القواسم المشتركة في الرغبة في الزعامة، والقيادة، والتآمر ضد الجوار والمحيط الإقليمي، والنزوع نحو السلطوية في إدارة البلد، واستخدام ريع الثروة الطبيعية (النفط والغاز) في شراء الذمم والنفوس، وتمويل الجماعات المعارضة والإرهابية في الدول الأخرى، والتدخل في شؤونها بصورة مباشرة، وغير مباشرة، وإثارة الاضطرابات والنزاعات في الدول الأخرى، وخلق علاقات مع «إسرائيل»، أو التساهل في التعامل معها، قولاً وفعلاً.
وفي هذا السياق، دشن نشطاء موقع التواص الاجتماعى تويتر وسما بعنوان "#قذافي_الخليج_بيهون" وذلك لإظهار القواسم المشتركة بين الزعيمين السابقين، لاسيما التآمر على الدول العربية ودول الجوار خاصة، وتداول الهاشتاج آلاف المغردين، حيث أنطلق في قائمة الأكثر تداولا في الموقع، وهذا جانب من التعليقات:
حيث قال ابو فهد المالكي، أحد رواد تويتر، أن أمير قطر السابق خليفة بن حمد تم كشفة، وكشف خيانته لدول الخليج والعرب بشكل عام، واصفا اياه بأنه أول زعيم خليجي عربي خائن، قائلا: "#قذافي_الخليج_بيهون تم كشفة لكل العالم وتم تسجيله في مزبلة التاريخ خائن الخليج و العرب اول زعيم خليجي عربي خائن ايش هذا المجد".
#قذافي_الخليج_بيهون تم كشفة لكل العالم وتم تسجيله في مزبلة التاريخ خائن الخليج و العرب اول زعيم خليجي عربي خائن ايش هذا المجد
— ابو فهد المالكي (@2eb4d3cc2df345e) August 3, 2017
فيما نشر فهد الدوسري، احد رواد تويتر، مقطع فيديو لعبدالحكيم بلحاج، الليبي المصنف في قائمة الإرهاب، وهو يعترف بأن هناك فريق من دولة قطر كان يدير غرفة عمليات الزنتان في ليبيا في الفترة الماضية، قائلا: "اعتراف من عبدالحكيم بلحاج، الليبي المصنف ارهابي كان هناك فريق من #قطر يدير غرفةالعلميات الزنتان".
اعتراف من عبدالحكيم بلحاج
— #فهد_الدوسري_نجد (@fahad229q) August 3, 2017
الليبي المصنف ارهابي كان هناك فريق
من #قطر يدير غرفةالعلميات الزنتان
pic.twitter.com/AfAyQ3thw6#قذافي_الخليج_بيهون
اوجه الشبه بين الزعيمين:
أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، بدأ مسيرته نحو أحلام الزعامة بفعل شبيه للقذافي، بالانقلاب على والده الشيخ خليفة في 1995، عندما كان خارج البلاد مثل الملك السنوسي، وتولى مقاليد الحكم في الإمارة الصغيرة التي لا تزيد مساحتها على 12 ألف كلم مربع. ووجه الشبه بين الانقلابين أن القذافي الصغير السن، الطامح إلى الزعامة انقلب على الملك الشيخ الذي يعتبر والد كل الليبيين، وضمانة وحدتهم، بينما انقلب حمد على والده، من دون سبب مقنع، خاصة أنه ولي العهد، إلا إذا كان يستعجل الزعامة، والزعامة المطلقة، من دون قدرة على الانتظار اكثر حتى تؤول إليه الإمارة بشكل طبيعي.
وإذا كان القذافي لجأ إلى التخلص من الخصوم السياسيين ورفاقه من الضباط الانقلابيين بالاغتيال، والاختطاف، والسجن، والاختفاء القسري، فقد لجأ الأمير حمد، بعد انقلابه على والده، إلى التخلص من بعض أفراد آل ثاني بالحكم على ابن عمه مثلاً بالإعدام، وتقريب واستبعاد آخرين، وإقصاء رموز من عائلات مرموقة، ومستشارين، ومساعدين، ووزراء، باعتبارهم موالين لوالده في المنفى، وحرمان مكون قبلي قطري من حقوقه وامتيازاته، حتى اضطر أفراده إلى اللجوء إلى دولة مجاورة احتجاجاً على حرمانهم من حقوقهم الطبيعية كمواطنين لهم كل الحقوق مثلما عليهم كل الواجبات.
الفرق الوحيد بين القذافي وحمد، أن الأول ادعى ارتداء عباءة المفكر والقائد الملهم صاحب النظرية لحل كل مشكلات العالم بضربة واحدة، ولم يعرف عن الأمير حمد تبنيه لأيديولوجيا معينة، لكنه جعل قطر محطاً لحملة كل الأيديولوجيات، وللمطرودين من الحكم، والمعارضين، والإرهابيين، والمخربين، من خلال توفير ملاذات آمنة لهم، أو منحهم حق اللجوء السياسي، رغم عدم التزامهم بشروط منح اللجوء من عدم الاشتغال بالسياسة، والجهر بالآراء والتعليقات المسيئة للدول الأخرى، ما قد يدخل الدولة القطرية في أزمات مع هذه الدول. ولم يبد أن الدولة القطرية ذكرت هؤلاء المعارضين واللاجئين بما يفرضه حق اللجوء من واجبات عليهم، فسدروا في غيهم، وحولوا الملاذ الذي توفر لهم إلى منصة للهجوم والإساءة إلى الآخرين.
فيما دعى المستخدم سلطان، احد رواد تويتر، على الأمير السابق لقطر خليفة بن حمد، بأن يفضحه الله، متهما اياه بأنه جلب للدول الإسلامية الدمار والقتل والتشريد في أكثر من دولة حرض فيها على الثورات، قائلا: "قصدكم خاين الخليج ، قبحه الله وفضحه على رؤس الخلايق.. جلب للدول الأسلامية الدمار والقتل والتشريد بتحرضيه على الثورات".
#قذافي_الخليج_بيهون
— Sultan (@s_u_l_t_a_n_33) August 3, 2017
قصدكم خاين الخليج ، قبحه الله وفضحه على رؤس الخلايق .
جلب للدول الأسلامية الدماروالقتل والتشريد بتحرضيه على الثورات .
فيما أوضحت المستخدمة CsJloJI، احدى رواد تويتر، أن الأزمة الدائرة بين دول الخليج وقطر، فضحت الدوحة وعرتها أمام العالم، مؤكدة أنها كانت تداري الكثير من الأمور المتعلقة بتمويل الإرهاب، ونوايا تجاه دول الخليج، قائلة: "للأسف هذه الأزمة فضحت وعرت قطر.. اثارينا كنا مدارين الأمور.. لك الله يا وطن التوحيد كم انت عظيم".
للأسف هذه الأزمة فضحت وعرت قطر..
— CsJloJI (@z6X01) August 3, 2017
اثارينا كنا مدارين الأمور..
لك الله يا وطن التوحيد كم انت عظيم
#قذافي_الخليج_بيهون
حمد بن جاسم فاق القذافي في التآمر
وتفوق الأمير حمد على القذافي في استغلال شكل من أشكال القوة الناعمة، وهو الإعلام. فلم يكن للقذافي إعلام موجه إلى الخارج يستحق الاحترام، وإنما كان إعلامه الداخلي مسخراً لتمجيد القائد، وعبادة الزعيم. وقد مثلت قناة «الجزيرة» الفضائية التي تحولت إلى شبكة تدخل 260 مليون بيت في 166دولة، أداة من أدوات السياسة الخارجية التي تستخدمها الدوحة في تحقيق الزعامة المتوهمة، وتنفيذ أجندة السياسة الخارجية، حتى إن «الجزيرة» تحولت إلى موضوع في المفاوضات لتحقيق تنازلات، واكتساب أرضية، كما أظهرت ذلك وثائق «ويكيليكس».
وقد تحولت «الجزيرة» من قناة إعلامية إلى أداة ضاربة في سياسة التدخل القطري في شؤون الدول الأخرى. فالقناة التلفزيونية تركز تغطيتها بكثافة على الدول التي تتوسط قطر في نزاعاتها (نزاع دارفور بالسودان، والصراع الإثيوبي -الإرتيري)، ولاحقاً التغطية المستمرة لثورات الربيع العربي في تونس، وليبيا، واليمن، والحرب في سوريا.
والغريب في الأمر أن قذافي ليبيا كان متحالفاً مع حمد قطر، إلا أن هذا الأخير انقلب على هذا التحالف، وتدخلت قطر في بداية الأمر ضد نظام القذافي في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قبل أن تتدخل مباشرة في النزاع الليبي إلى جانب طرف الإخوان المسلمين، ودعمهم عسكرياً، وبالتمويل والتدريب والإعلام. وكان التدخل المباشر القطري في ليبيا هو النموذج الوحيد من نوعه لتدخل الدولة الخليجية الصغيرة مباشرة في نزاع.
وقد قوبل التدخل القطري المباشر، وغير المباشر، بالاحتجاج الرسمي والشعبي في ليبيا، وتونس، ومصر. ففي ليبيا اتهمت الحكومة والجيش مراراً وتكراراً قطر بالتدخل لمصلحة الإخوان المسلمين، وتمويلهم، وتسليحهم، والإعلام عنهم. وفي تونس تظاهر التونسيون أمام السفارة القطرية في 2012 احتجاجاً على تدخل الدوحة ودعمها حركة النهضة الإسلامية، وفي مصر كان رد الحكومة والشعب المصري على قطر قوياً لدعمها الإرهابيين من سلالة الإخوان المسلمين، وتوفير الملجأ لقياداتهم في قطر، وتمويل عملياتهم، ودعمهم إعلامياً عبر «الجزيرة» التي فقدت احترامها كقناة فضائية مستقلة، والقنوات الإخوانية التي تبث من تركيا.
قطر احتضنت زراع تدريب الشباب على الثورات
وإذا كان القذافي انشأ جيشاً من مجندين أفارقة تحت مسمى «الفيلق الإفريقي»، وعديده لا يقل عن 10 آلاف مجند، من أجل تنفيذ مهام تتفق مع أحلام العقيد العسكرية، فقد احتضنت قطر حمد «أكاديمية التغيير» ذراعاً لتدريب الشباب على الثورات. وقامت المنظمة التي تأسست في لندن عام 2006، ثم انتقل مقرها إلى الدوحة في 2009، بتدريب أعداد كبيرة من الشباب المصري الذي شارك في ثورة 25 يناير. وتدعي الأكاديمية أنها «مؤسّسة علميّة بحثيّة غير ربحيّة»، و«مبادرة شبابية مستقلة، لا تخضع في دعمها لأية دولة أو طرف سياسي»، وكشفت السنوات اللاحقة أنها ذات صلة مباشرة بالتيارات الإخوانية، وتتلقى التمويل من قطر. وتهدف الأكاديمية إلى تفكيك النظم العربية القائمة، وتغيير بنية المجتمعات، وتهديد استقرارها.
ومن المفارقات بين القذافي وحمد، أن الأول بدأ ضربة البداية بإغلاق قاعدة هوليس الجوية في ليبيا، وهي اكبر قاعدة أمريكية آنذاك، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليبدأ عصراً من كيل السباب للولايات المتحدة بأقذع الألفاظ، ومحاولة التحرش الصبياني بالأسطول الأمريكي في البحر المتوسط، وانتهى الأمر بإسقاط طائرتي ميغ ليبيتين في خليج سرت، ولزم القذافي حدوده الضئيلة بعد الضربة الأمريكية التي استهدفت غرفة نومه في باب العزيزية بطرابلس، واستعاد حجمه الطبيعي بعد إسقاط صدام حسين، وعرض الاستسلام على الأمريكيين، وقدم لهم كل مكونات برنامجيه للأسلحة النووية والكيميائية، وفضح كل الملفات بشأن تمويله للإرهاب والجماعات السرية مع الموافقة على دفع التعويضات المليارية لضحايا مغامراته الصبيانية.
وانتهى حمد بإقامة قاعدة العديد الجوية الأمريكية، وهي الأكبر في المنطقة، وكان لها دور حاسم في الضربات الجوية التي وجهت إلى العراق وإسقاط نظام صدام حسين، ثم في الحرب على تنظيم «داعش».
ومن التماثلات بين القذافي وحمد، أنهما يتجاوزان شعبيهما، ولا يأبهان لرد الفعل الشعبي على سياستهما الخارجية التي تؤثر على الناس في الداخل. القذافي بنفسه اعترف بأن نظريته الثالثة غير قابلة للتطبيق في ليبيا، وكان حظها سيكون افضل لو طبقت في سويسرا. وأكدت العديد من الدراسات أن الشعب الليبي لم تكن له مصلحة في سياسات القذافي الخارجية ومغامراته، وكان الشعب هو من يدفع الثمن.
وقد اظهر استطلاع أجراه مركز أبحاث تابع لجامعة قطر أن مواطني قطر اقل اهتماماً بالديمقراطية، والمشاركة السياسية عما كان عليه الوضع قبل الربيع العربي، رغم أن الدوحة تبنت سياسياً، ومالياً، واعلامياً، دعم الثورات العربية.
وجه آخر للشبه بين القذافي وحمد، أنهما كانا يستغلان اجتماعات القمة العربية لتسجيل إثارة إعلامية. وقد درج القذافي على إثارة الشغب والصخب في كل قمة شارك فيها، تارة عندما يدخل محاطاً بحرسه النسائي الكثيف، أو الخروج بشكل مسرحي أول انعقاد القمة، وعقد مؤتمر صحفي لجذب الانتباه، والسخرية من مشروعات قرارات القمة.
وقد فشل حمد في عقد قمة عربية طارئة في الدوحة، لم تستجب لها سوى تسع دول، فصب غضبه على الجمع «المتخاذل»، خاتماً بيانه بالحوقلة، متناسياً في الوقت نفسه أن الدوحة التي دعت إلى القمة الطارئة لبحث العدوان «الإسرائيلي» على غزة، تحتضن في الوقت نفسه مكتب التمثيل التجاري «الإسرائيلي»، بالمخالفة لكل قرارات المقاطعة العربية. كما أن الدوحة هي العاصمة العربية الوحيدة التي يزورها الصحفيون «الإسرائيليون».