لويس رينو.. تاريخ نجاح مؤسس شركة رينو للسيارات
يعد لويس رينو من أشهر الصناعيين الفرنسيين وأحد رواد صناعة السيارات في العالم، ولد في عائلة برجوازية في باريس، وقام بتصميم أول سيارة له في سن 21. تعاون مع إخوته لتأسيس مصنع لصناعة السيارات الذي ازدهرت أعماله من اليوم الأول حتى بداية الحرب العالمية الثانية، وأصبح بعدها من أكبر التكلات الصناعية.
عُرف لويس أنه كان دائم البحث عن الحلول المبتكرة التي تعترض طريقه في العمل، وواجه صعوبات كثيرة وبدأت سمعته وأعماله بالتدهور منذ عام 1939 عندما اضطر إلى إقالة 2000 موظفاً من أعضاء النقابة، ومن ثم حاول الألمان أن يقوموا بنقل معمله وعماله لإنتاج المركبات الألمانية، وبعد تحرير فرنسا تم اعتقاله بتهمة التعاون مع النازيين وتوفي بالسجن في ظروف غامضة.
ولد لويس وينو في 12 فبراير 1877 في بيلانكونت بباريس لعائلة ثرية، درس المراحل الأولى في ليسي كوندورسيت إلا أنه كان يميل إلى الإهتمام بالأجهزة التقنية، وقام باختراع نظام لتوليد الكهرباء باستخدام الكابلات والبطاريات عندما كان يبلغ الحادية عشرة من العمر فقط.
بدأ حبه وولعه بالسيارات عندما حصل على فرصة الجلوس خلف مقود لسيارة بخارية كان يملكها ليون سيربوليت في 13 من عمره، وبعد فترة قصيرة ذهب لأداء خدمته العسكرية حيث قام بانفاق كامل راتبه الذي كان يتقاضاه على الإختراعات المستقبلية. وفي عام 1898، قام بالعمل من دون كلل على محرك دي ديون بوتون، وتمكن من تعديله وإجراء التغييرات الضرورية عليه لصنع سيارة خاصة به، وتم تسمية السيارة رينو فواتوريت أو رينو ليتل. وفي ليلة 24 ديسمبر 1898، قاد رينو سيارته بسرعة كبيرة تصل إلى 50 كم في الساعة على شوارع باريس. وكان صديق والده أول الأشخاص الذين اشتروا سيارته، بعد أن قام بتجربة السيارة مع لويس. وبعد ذلك، حصل لويس على 12 طلباً للحصول على السيارة التي اخترعها.
وفي عام 1899، قام لويس مع كبار مساعديه مارسيل وفرناند بإنشاء أول وحدة تصنيع للسيارات ذات إمكانيات تجارية كبيرة تحت اسم رينو فريرز. انضم إخواته إلى المصنع وتولوا الأعمال التجارية والإدارة لأنهم كانوا قد اكتسبوا الخبرة اللازمة لذلك من خلال العمل مع والدهم في مصنع الأزرار، وبهذا يكون لويس قد تفرّغ للتركيز والإبتكار والإنتاج، وبحلول النصف الأول من عام 1899، وصل الإنتاج إلى ما يقارب 80 سيارة.
وجد لويس ومساعديه أن القيام بسباقات السيارات من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها الترويج لإنتاجهم، حيث شارك كل من لويس ومارسيل في سباقات السيارات بين عامي 1899 و1903، وتوقف لويس عن المشاركة بعد وفاة مارسيل في سباق باريس مدريد. وفي عام 1908، أخذ لويس على عاتقه إدارة المصنع بعد أن تقاعد فرناند، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة إلا أن الشركة استمرت بالعمل حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
وقامت الشركة أنذاك بإنتاج قذائف 75 ملم للمدفعية باستخدام المكابس الهيدروليكية وذلك لسد النقص الحاصل عند الجيش. وفي عام 1916، وافق لويس على إنتاج المركبات المدرعة في مصنعه، وقام بوضع التصاميم الخاصة بالدبابات بنفسه، وبعد عمل دؤوب تمكن من إنتاج 84 دبابة في عام 1917، وسلمت الشركة بعدها للجيش الفرنسي حوالي 2697 دبابة قبل إعلان الهدنة في نوفمبر 1918، وتم منحه وسام الصليب الكبير للشرف تقديراً لجهوده الحربية.
وتمكن لويس في فترة ما بعد الحرب من اختراع الفرامل الحديثة وشاعل الغاز المضغوط والصادم الهيدروليكي، وأصبحت شركته أثناء الحرب العالمية الثانية من أكبر التكتلات الصناعية المتنوعة في فرنسا ويعمل فيها حوالي 4.000 عاملاً وموظفاً، وكانت تعد من أهم الموردين للجيش الفرنسي.
وفي عام 1940 تم إرسال لويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الحكومة الفرنسية لطلب الدبابات، وعندما عاد كانت فرنسا قد سقطت تحت حكم النازيين، ولتفادي نقل مصنعه ومعداته وعماله إلى ألمانيا قام لويس بالتعاون مع الألمان. وبعد تحرير فرنسا، وضع لويس رينو في سجن فريسنز بتهمة الخيانة وتوفي بعد شهر، ولم تحصل زوجته وابنه على أية تعويضات بعد قيام الحكومة الفرنسية بتأميم الشركة.