ماكس ليفشين.. كيف غير رجل الاعمال الأمريكي وجه العالم ؟
ينتمي ماكس ليفشين إلى مجموعة من الأشخاص المبدعين الذين غيروا وجه العالم وساهموا في بنائه على ما هو عليه اليوم، وهو عالم كمبيوتر أمريكي من أصل أوكراني قام بتأسيس باي بال، كما أنه من أهم المبتكرين في العالم الإلكتروني والمدير التنفيذي لشركة الإقراض الإلكتروني.
ولد ماكسيميليان رافايلوفيتش ليفشين في يوليو 1975 في العاصمة الأوكرانية كييف، وانتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ظل اللجوء السياسي، واستقر في شيكاغو في عام 1991. واجه العديد من المشاكل الصحية في فترة الطفولة التي كانت سوف تودي بحياته. درس المراحلة الأولى في مدرسة ماثر الثانوية، وفي حين كان الأطفال يرسمون الشخصيات الكرتونية كان ماكس يقوم برسم رموز الكمبيوتر على كتبه فكان من الطبيعي أن يختار دراسة علوم الكمبيوتر ليحصل على درجة البكالوريوس فيها من جامعة إلينوي عام 1997، حيث كان أحد الطلاب الذين يملكون قدرات هائلة في مجال الكمبيوتر وأطلق عليه لقب عبقري الكمبيوتر.
وفي صيف عام 1995، أسس ليفشين وزملائه من جامعة إلينوي لوك نوسك وسكوت بانتسير شركة سبونسوريت للإعلام الجديد، وشارك بيتر ثيل في عام 1998 في تأسيس فيدلينك وهي شركة أمنية تسمح للمستخذمين بتخزين البيانات المشفرة على أجهزة بالم بايلوتس "PalmPilots" وغيرها من الأجهزة الشخصية لتكون بمثابة "محافظ رقمية"، وبعد تغيير اسم الشركة إلى كونفينيتي قاموا بتطوير منتج الدفع الإلكتروني الشهير باسم باي بال وركزوا على التحويلات الرقمية للأموال من قبل المساعد الشخصي الرقمي. وفي عام 2001، تم اعتماد اسم باي بال للشركة بعد النجاح الكبير الذي حققه المنتج. وتمكنت شركة إي باي من الحصول على الشركة في فبراير عام 2002 حيث كانت حصة ليفشين في الشركة تقدر بـ 2.3% أي ما يعادل 34 مليون دولار في الوقت الذي تم فيه الإستحواذ.
وفي عام 2002، اعتبر ليفشين واحداً من أفضل 100 مبتكر في العالم تحت سن 35، كما حاز على لقب مبتكر العام من معهد تكنولوجيا المعلومات "MIT" في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد اشتهر ليفشين بمساهمته في مكافحة الغش في باي بال، وأيضاً في مشاركته بتصميم اختبار غوسبيك- ليفشين الذي يعد واحداً من أول التطبيقات التجارية لكابتشا "CAPTCHA".
وفي عام 2004، أسس ليفشين خدمة سلايد "Slide" لتبادل الوسائط الشخصية في مواقع التواصل الإجتماعي مثل ماي سبيس وفيسبوك، وتم بيعها إلى جوجل في أغسطس 2010 مقابل 182 مليون دولار أمريكي، وفي 25 أغسطس من نفس العام انضم ليفشين إلى جوجل كنائب رئيس المهندسين، وغادرها في أغسطس 2011 بعد أن أعلنت جوجل إغلاقها للخدمة.
علاوةً على ذلك، قام ليفشين بتأسيس موقع يالب "Yelp" وهو موقع تواصل إجتماعي على شبكة الإنترنت، ويعتبر من أكبر المساهمين في هذه الشركة لإمتلاكه أكثر من 7 ملايين سهم، وشغل فيها منصب رئيس مجلس الإدارة منذ تأسيسه في عام 2004 حتى يوليو 2015. وتم تعيين ليفشين في مجلس إدارة إيفرنوت "Evernote" الذي هو أحد المستثمرين فيها بين عامي 2006 و2016.
بالإضافة إلى ذلك، انضم ماكس إلى مجلس إدارة ياهو بين عامي 2012 و2015، وتم تعيينه بعد ذلك في المجلس الأمريكي الإستشاري للمستهلكين لمدة ثلاث سنوات ليكون أول تنفيذي من وادي السيلكون يدخل هذا المجلس.
وفي أواخر عام 2011، بدأ ليفشين شركة جديدة تدعى إتش في أف "HVF" والتي كان يهدف من خلالها إلى استكشاف وتمويل المشاريع والشركات في مجال الإستفادة من البيانات مثل بيانات أجهزة الاستشعار التناظرية. ويشغل ليفشين منصب الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة أفيرم للتكنولوجيا المالية التي أنشاءها في عام 2012 إلى جانب ناثان جيتينغز وجيف كاديتز والتي مقرها في مدينة سان فرانسيسكو.