كيف تعرف بأن أدويتك تتسبب بمرضك ؟
الأدوية هي أفضل وأسوأ إبتكار حل على البشرية..فنحن ببساطة لم يعد بإمكاننا العيش من دونها وهذا بحد ذاته إيجابي وسلبي.
بطبيعة الحال لكل دواء أعراضه الجانبية الكثيرة، وبما أن عدد الادوية كبير جداً فلا مجال لحصرها وحين يتم تناول أكثر من دواء في الوقت عينه فإن الحديث ولو بشكل عام عنها شبه مستحيل لان الإحتمالات لا تعد ولا تحصى.
ولكن هناك بعض الأمور التي تتعلق بممارسات المريض يمكنها أن تدلل على ما إن كانت الأدوية تتسبب بالمرض ولا تشفيه.
لا تملك لائحة بما تتناوله
نعيش في عصر يتناول فيه المريض أكثر من دواء. بلايين الأدوية يتم وصفها سنوياً وكما هو معروف فإن الأدوية وعند يتم تناولها في الوقت عينه تتفاعل مع بعضها البعض ما يؤثر على فعاليتها وأحياناً يمكنها أن تتحول الى سم. لذلك ورغم أنك تظن بانك تعرف تماماً أسماء الادوية التي تتناولها فان عدم ذكر أي واحد منها للطبيب سيؤثر على نوعية الدواء الجديد الذي يريد وصفه لك.. لذلك إن لم تكن قد أعددت لائحة بأسماء أدويتك فعليك القيام بذلك فوراً.
دواء جديد..أعراض جانبية لا تتجاهلها
الأعراض الجانبية للأدوية يمكنها أن تظهر في أي وقت كان رغم أنها عادة تظهر خلال الأيام الأولى لتناولها أو عند تغيير الجرعة. في حال لم تتمكن من سؤال طبيبك عن هذا الأمر فعليك أن تستفسر من الصيدلي . إستفسر منه عن الاعراض الجانبية التي قد تختبرها ومدتها. مثلاً بعض مضادات الإلتهابات يمكنها أن تتسبب بشعور بالغثيان وهو يزول بعد أيام وهذه من الاعراض المقبولة، ولكن بعض أدوية ضغط الدم يمكنها التسبب بسعال لا يزول وهذا أمر لا يجب تجاهله. من الأعراض الجانبية الخطيرة التي لا يجب تجاهلها هي الدم في البول، ضيق النفس، رؤية مشوشة، وصداع حاد. أي دواء يتسبب بهكذا أعراض جانبية يكون قد تسبب بضرر بالغ وعليك التوجه الى أقرب غرفة للطوارئ.
الأدوية التي لا تحتاج الى وصفة ..تفاعلات خطيرة
هذه الأدوية يتم التعامل معها كما لو كانت غير موجودة ولكن تأثيرها كبير جداً حين تتناولها مع أدوية تعالج حالات مرضية أخرى. أصلاً الأدوية من دون وصفة طبية تملك أعراضها الجانبية الخاصة بها ولكنها أيضاً تتفاعل مع الادوية الاخرى وعادة تؤدي الى نتائج سيئة للغاية. الأدوية الاكثر شيوعاً هي إسيتامينوفين أو البرسيتامول و إيبوبروفين والأسبرين و تستخدم للصداع أو لخفض الحرارة وهي الاكثر تفاعلاً مع الادوية الأخرى خصوصاً عند المتقدمين بالسن.
لا يجب تناول أدوية تحتوي على إسيتامينوفين مع بعضها البعض، فمثلاً لو إفترضنا انك تناولت البرسيتامول من دون وصفة طبيب ثم تناولت الدواء الخاص بك والذي يحتوي على المادة نفسها فحينها ستصبح المعدلات في جسمك مرتفعة جداً .. وهذه المعدلات تتحول الى سم خصوصاً للكبد. الإسبرين يتسبب بالكثير من المشاكل فاي شخص يتناول الأدوية التي تمنع تجلطات الدم ويدمجها مع الاسبرين يمكنه أن يصاب بنزيف حاد مهدد للحياة. ولو كنت تتناول أدوية لمعالجة الغدة الدرقية فان تناول أي دواء يحتوي على السودوافدرين -والتي هي مادة توجد في الأدوية التي تعالج إحتقان الجيوب الأنفية- سيجعل عقاقير الغدة عديمة الفائدة.
الفيتامينات والأعشاب والأدوية.. وصفة للموت
المكملات الغذائية يتم إستهلاكها على نطاق واسع وبشكل عشوائي. المشكلة حين يتعلق بها هو أن غالبية المرضى لا يقومون بإبلاغ طبيبهم بانهم يقومون بتناولها خصوصاً إن كانوا يلجأون الى العلاجات البديلة و الادوية المصنوعة من الاعشاب وذلك لانهم يعرفون موقف طبيبهم بشكل مسبق ويخافون من ردة فعله.
الفيتامينات والمكملات الغذائية والعلاجات البديلة كلها تملك الأعراض الجانبية كما انها تؤثر على فعالية الأدوية الأخرى.مثلاً فيتامين بي يمكنه أن يلحق الاضرار بالعضلات وقد يتسبب بالفشل الكلوي حين يتم دمجه مع العقاقير المخفضة للكوليسترول. الأعشاب مثل عشبة سانت جونز الشهيرة تضعف تأثير بعض الادوية خصوصاً الادوية المستخدمة للإكتئاب كما انها تؤثر على فعالية الديجوكسين الذي يتم وصفه لمعالجة امراض القلب.
العلاجات البديلة التي تحتوي على الثوم يمكنها أن تتسبب بنزيف حاد في حال تم دمجها مع العقاقير المضادة للتخثر مثل دواء الوارفارين.
عدم الالتزام بمواعيد تناول الدواء
العقاقير تعمل بفعالية حين يتم تناولها وفق الجدول الزمني الذي حدده لك الصيدلي أو الطبيب أو وفق التعليمات المرفقة. ان كنت مريض ضغط دم ومن المفترض ان تتناول الدواء مرتين يومياً ولكنك لا تقوم بذلك فحينها ما سيحصل هو أنه خلال موعدك مع طبيبك سيلاحظ بان ضغط دمك مرتفع رغم العلاج وسيقوم بوصف عقار جديد ثان لتتناوله. جميع الادوية تصبح عديمة الجدوى حين لا يتم تناولها في موعدها.
نظامك الغذائي يتداخل مع الأدوية
تناول عصير الغريب فروت أو الاستمتاع بطبق الكرنب الاجعد قد يبدو خياراً صحياً ولكن مع الادوية النتيجة خطيرة. . عصير الغريب فروت والعقاقير المضادة للتخثر هم أسوأ «ثنائي» ممكن.. الأضرار تتنوع بين الفشل الكلوي وإلحاق الاضرار الدائمة بالعضلات. بشكل عام أي طعام غني بفيتامين كاي يمكنه ان يتداخل مع العقاقير المضادة للتخثر. عرق السوس مثلاً هو سم لمن يعانون من ضغط الدم المرتفع ويتناولون العقاقير لخفضه فهو -وكما هو معروف -يرفع ضغط الدم بشكل كبير.